«حرب الولاية» تستعر في إيران بين أقطاب «الحمائم» وتيار «الصقور»

نشر في 21-12-2015 | 00:00
آخر تحديث 21-12-2015 | 00:00
«الخميني الصغير» جاء مسترشداً بوصية جده
ينبئ إعلان حسن الخميني نيته خوض غمار السياسة، بترشحه لمجلس الخبراء في فبراير، بقرب نشوب معركة سياسية خفية واسعة، وتحالف فضفاض من الحمائم، ممن يدعمون الرئيس حسن روحاني، ضد الصقور من الأصوليين في إيران، وعلى رأسهم المرشد الإيراني علي خامنئي.

فقبل أيام صرح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي رفسنجاني، بأن مجلس الخبراء سينظر في قائمة مرشحين محتملين لخلافة الخميني، مضيفاً أن المجلس جاهز لاختيار مجلس زعماء إن اقتضت الحاجة، عوضاً عن المرشد، الذي يؤدي الدور الأكبر في مراقبة عمله، خصوصا بعد خضوع الأخير لعملية جراحية لاستئصال البروستاتا.

إلا أن القيادة العسكرية للجيش نددت بتشكيل مجلس القيادة، مشيرة إلى أنه ما هو إلا وسيلة للتحايل، ومن شأنه أن يكسر قوة ووحدة إيران ضد "أميركا والصهاينة والأعداء الإمبرياليين"، بحسب تعبيرها.

وبحسب المراقبين فإن خطوة الخميني بالترشح جاءت استجابة لرغبة الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني حينما دعا حسن الخميني بأن لا يقف موقف المتفرج في الساحة السياسية، معتبراً أنه آن الأوان لدور للخميني الصغير لـ"حماية الثورة".

وأعلن الخميني الصغير، الذي يبلغ من العمر 43 عاما، ترشحه رغم أنه لا يحظى بالمكانة السياسية الرفيعة في إيران، خصوصا أنه فضل سابقا الاقتصار على الحظوة الشعبية والتصومع كرجل دين في مدينة قم، والنأي عن المشهد السياسي الإيراني، ليرأس مؤسسة تعكف على تجميع ونشر أعمال وكتابات الخميني الجد.

وتفسر الشعبية التي يتمتع بها الخميني الصغير بين الكثير من الإيرانيين باعتباره حفيداً لآية الله الخميني محاولات استقطاب سابقة للمعسكر المعتدل أو معسكر الوسط، لاستدراجه نحو لعب دور سياسي، لكنها في الوقت ذاته تجعله محط انتقادات كثيرة.

فبحسب وسائل إعلام إيرانية، فقد وصفه رجل الدين الأصولي محمد تقي مصباح يزدي، بشكل غير مباشر، بأبي جهل. كما حذرته جماعة أنصار حزب الله من إلقاء خطاب في محافظة غلستان، رغم أنه قال إنه يرغب فقط في زيارة الإقليم، مبدياً عدم رغبته في إلقاء أي خطب للناس. لكن زيارته للمنطقة بعد ذلك لاقت ترحيبا حارا خصوصا من مناصريه.

وفي كلمة، غير مسبوقة، ألقاها أمام مجموعة من الإصلاحيين في أغسطس، استرشد الخميني الحفيد بوصية جده لأبيه أحمد بتحمل المسؤولية في إيران إن اقتضت الضرورة، مشيراً إلى أن الوقت قد أذن له للعب دور في المسرح السياسي الإيراني.

back to top