مواقف الفنان السياسية و{الحكم بالإعدام»

نشر في 23-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 23-11-2015 | 00:01
كارول سماحة متهمة بتأييدها قتل أطفال سورية
تصريح كارول سماحة حول إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان كفيلاً بشنّ حرب ضروس عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من الجمهور المناهض للتدخل الروسي في سورية والمعارض للرئيس السوري بشار الأسد، وصلت إلى حدّ اتهامها بمناصرة قتلة الأطفال والدعاء عليها بالموت.

أعربت كارول سماحة عن اعجابها بشخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك عبر حسابها على موقع «تويتر»، بعدما نشرت صورة له وعلقت عليها: «قائد مثل بوتين يأتي كل 200 عام»، ورغم استدراكها ولو متأخراً أن مثل هذا الرأي  قد يستفز شريحة من الجمهور العربي المؤيد للثورة السورية، ومحاولتها تبرير ما قالته في تغريدة جديدة قالت فيها:  «لم أصرّح عن أي رأي سياسي في التوقيت السابق. فقد اقتصر على التعبير عن إعجابي بشخصية قياديّة ذات كاريزما ملفتة»، إلا أن  ذلك لم يكن كفيلا بإهماد الحرب التي شنت عليها ليس من الشعب السوري فحسب بل من الدول العربية التي رفضت التدخل الروسي في سورية والدعم العسكري  الذي تقدمه روسيا  للنظام السوري.

أجمعت معظم التعليقات على أن سماحة، بمجرّد إعطاء رأيها في شخصية الرئيس الروسي في وقت يناصر نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يعني تأييداً منها لقتل الأطفال الأبرياء في سورية، ودعماً لتهجير الناس والتنكيل بهم، وأشار البعض الآخر إلى أنه كان من الأجدر لها عدم  دخولها في صراعات الدول الكبرى  وعدم اتخاذ موقف مع  دولة ضد أخرى، بل أن تبقى بعيدة عن «زواريب» السياسة، لأن الفنان ملك الجميع، وآراءه السياسية محسوبة عليه، وتسبب له أزمات ومشاكل مع الجمهور ومع بعض الدول العربية.

تغريدات غاضبة

ليست المرّة الأولى التي تتحدّث فيها كارول في السياسة، إذ سبق أن أطلقت موقفاً سياسياً قبل سنتين، عشية الحديث عن ضربة أميركية لسورية، فكتبت تغريدات غاضبة جاء فيها: {هدف الهجوم الأميركي على سورية، ليس إلا تأمين مصالح إسرائيل في المنطقة وإضعاف الجيوش العربية المتبقية والسيطرة على الشرق الأوسط للأسف! بعد منع تسليح الجيش اللبناني والقضاء على الجيش العراقي والسيطرة على تونس وليبيا، لم يبقَ سوى الجيش السوري والجيش المصري، الخطة واضحة ليتكم تفهمون}.

 يومها أيضاً اتهم كثر كارول بأنها موالية لنظام بشار الأسد، وانهالت عليها الشتائم من كل حدب وصوب، فالتزمت الصمت، ولم تعد تتحدّث في السياسة.

لم يصدر أي موقف جديد من سماحة حتى كتابة هذه السطور وتشير مصادر مقربّة منها إلى أن توضيحها جاء من خلال  التغريدة الثانية التي نشرتها وما من شيء جديد تضيفه وانها تحترم آراء الجميع.

حروب متنوعة...

تثير المواقف السياسية المعلنة للفنانين انتقادات وحروبا، ولعل إليسا أكثر من  تعرضت لحروب ومنعت من دخول بلاد عربية، على غرار سورية، بعد مشاركتها في تظاهرة 14 آذار  2005، ومطالبتها بضرورة خروج الاحتلال السوري من لبنان. وتتالت بعدها مواقف إليسا السياسة، فأعلنت بشكل واضح تأييدها لفريق ـ14 آذار وولاءها لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وتنشر  باستمرار صوراً معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وأيدت وصوله إلى سدّة الرئاسة اللبنانية. وقد جددت في حديث أخير لها تأكيدها أنها لا تخاف من إعلان انتمائها السياسي، لأنها في النهاية مواطنة لبنانية، ولو كانت تخاف لما عبّرت عن رأيها بشفافية.

أضافت، أنّها تتقبّل برحابة صدر مَن هم على اختلاف سياسي معها ولا مشكلة معهم، لذلك لا  تخشى خسارة معجبيها الذين يؤيّدون طرفاً سياسياً آخر، لأنها لا تهين أحداً،  لذا ما زالت من أكثر الفنانين مبيعاً ومتابعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ملحم زين المعروف بتأييده سياسياً لحزب الله  اعتبر في تصريح له أن الفنان جزء من الأمّة، وبالتالي لا يستطيع أن يفصل نفسه عما يجري في سورية وفلسطين  وغيرهما، وما يجري في الداخل اللبناني ويسأل حوله، أضاف: {لا أرفض اعطاء رأيي ولا أخشى أن أحسب على طرف أو خسارة الجمهور الذي يعارضني الرأي، نتحدث بالديمقراطية ولا نعرف شيئاً عنها، التعنيف وكم الأفواه أمر مرفوض، وهنا احترم إليسا أيضاً التي تملك آراءها، ورغم أنني أعارضها إلا أنها تعبّر عنها من دون خوف وبجرأة}.  

الملحن سمير صفير أحد أكثر المؤيدين للعماد ميشال عون، يشارك في احتفالات التيار الوطني الحر ويؤدّي أغنيات مناصرة له، ويعلن في كل إطلالة له تأييده لوصول عون إلى سدّة الرئاسة في لبنان، ولمواقفه السياسة ولا  يخشى أي حرب يشنها عليه الجمهور المعارض له كونه صادقاً ويكره الكذب والرياء.

 ولعل أبرز حرب تعرّض لها صفير من الجمهور المعارض لمواقفه السياسية تجلّت حين  قبل يد ميشال عون في أحد احتفالات التيار الوطني الحر، فقامت الدنيا عليه ولم تقعد يومها، فردّ: {الى النفوس الضعيفة وإلى الحاقدين والى الجهَّال الذين أزعجهم وانتقدوا تقبيلي لجبين ويد الجنرال ميشال عون أقول: {هناك قبلة يد أبوية أي عندما يقبّل الولد يد أمه أو أبيه. إن قبلتي لجبين ويد القائد ميشال عون هي قبلة الولد لأبيه (وأقصد هنا الأب الروحي)، لأن دولة الرئيس ميشال عون هو من علمني ما معنى كلمة عيب وما معنى كلمة حرام}. وختم: {أنا لست مستغرباً ممن انزعجوا من هذه القبلة أولاً لأنهم لا يعلمون ماذا يقولون وثانياً هم متعودون تقبيل أشياء أخرى}.

كذلك من الفنانين الذين تعرضوا لحروب من هذا النوع معين شريف الذي أكد، في حديث صحافي له، أن جمهوره من فئات الشعب اللبناني وانتماءاته المتنوعة، وأنه لا يخاف أن يخسر جمهوره نتيجة إعلان موقف سياسي واضح وأن ذلك ليس عيباً. 

back to top