أسئلة طائفية ملغومة

إن ما يثير السخرية هو أن هذا النائب الفاضل الذي يحمل لقب "دكتور" قد كشف بسؤاله عن جهل فاضح بأسس العمل الأكاديمي والآلية التي يتم فيها تقييم الأبحاث العلمية، والتي تخضع لإجراءات صارمة ومحكمة، ومنها إرسالها لمحكمين وأساتذة في الخارج لتقييمها واعتمادها، كما أن الترقيات تخضع لقرارات وعمل لجان متخصصة، وأما ما يتعلق بسؤاله بخصوص أسماء المبتعثين فهل يعتقد أن الكلية ترسل الطلبة وفق أسماء عوائلهم الكريمة أم بناءً على قدراتهم العلمية والأكاديمية؟ وهنا لا يضير أي طالب أن يحصل على البعثة ولو كان من أقربائه أحد أعضاء لجنة البعثات بشرط أن يكون مستوفيا للشروط المطلوبة.ولكن كما يبدو فقد ساء بعض أصحاب القلوب المريضة أن يبزغ نجم أستاذ كويتي صغير في السن نسبيا، واستطاع بمجهوده الذاتي أن يحقق إنجازات علمية متميزة بأبحاثه وعلمه؛ ليصل إلى درجة "أستاذ" في حين خصومه والذين زودوا النائب الفاضل بالأسئلة قد شارفوا على الستين من العمر، ولم ينشر لهم أي بحث علمي! كما أن دماثة خلق الأستاذ العميد المساعد وقربه من طلبة الكلية وتفهمه لمشاكلهم وتعلقهم به واعتمادهم عليه قد أشعل نار الغيرة العمياء في قلوب هؤلاء الذين تفضلت عليهم إدارة الكلية ومنحتهم لقب "مدرس"، رغم أن تعيينهم في الجامعة كان بصفة "هيئة أكاديمية مساندة"، والمفارقة أن العميد والعميد المساعد كانا من ضمن الذين سعوا إلى ترقيتهم!ختاما ننصح النائب الفاضل أن يشغل نفسه بهموم الوطن الحقيقية، ويمارس دوره التشريعي والرقابي بعيدا عن الصراعات والتحزبات الفئوية التي تدمر المجتمع، وألا يكون معولا للهدم بيد غيره، كما نتمنى أن يتفضل علينا ببيان أطروحته للدكتوراه، وأسماء أعضاء اللجنة التي ناقشتها، وأن يقوم بنشرها حتى يستفيد الوطن من خبراته الأكاديمية الفذة!