هل يتعرّض للتنمر؟

نشر في 26-12-2015
آخر تحديث 26-12-2015 | 00:01
التنمر في المدرسة في سن مبكرة أكثر مما تظنين. لذلك من الضروري أن تراقبي ولدك بحثاً عن أي علامات على تعرضه للتنمر أو تحوله إلى متنمر. من المؤسف أن التعاطي مع التنمر في المدرسة يبدو درساً على كل ولد أن يتعلمه، وإن كان أصغر من أن يفهم كيفية التعاطي مع صراعات مماثلة. وقد يشعر أنه تافه ولا يحظى بالدعم اللازم. يساعدك فهم حاسة ولدك الأقوى في تحديد متى عليك الشعور بالقلق، فضلاً عن التنبه لنوع التنمر الذي قد يؤذيه حقاً.
الشم

يشعر الولد الذي يتمتع بحاسة ذوق أو شم قوية بالاستياء، حتى لو كان ولد آخر يتعرض للتنمر. يفرط هذا الولد عادة في التعاطف مع الآخرين. وقد يعرض نفسه غالباً للإساءة بغية مساعدة ولد آخر. يشعر ولدك على الأرجح بالأسى حيال الولد الذي يتعرض للتنمر والمتنمر أيضاً الذي يعتبر ولداً تعيساً. فقد تسمعين هذا الولد يردد في المنزل: {ألعب معه لأنه شرس ولا يود أي ولد آخر اللعب معه}. فينسى ولدك أنه هو أيضاً يحتاج إلى مَن يلعب معه. لذلك احرصي على أن تفهميه أن مفهوم التعاطف يختلف عن التضحية بالذات، وشجعيه على التقرب من أشخاص يحبهم وهم أيضاً يحبونه. ولا تنسي أن تزوديه بأدوات تتيح له التعاطي مع الإساءة في الملعب.

البصر

يزداد الولد الذي تكون حاسة البصر لديه الأقوى تحكماً بالأشياء والأوجه البصرية في المساحة المخصصة لهم. نتيجة لذلك، يزدادون تذمراً بشأن ما يرتدونه وكيفية ارتدائه، مَن يقلهم إلى المدرسة، شكل سندويتشاتهم، وشكل الأشياء عموماً ومظهرها أمام الآخرين. قد يتحول هذا إلى مصدر استياء للأهل الذين يشعرون أن ولدهم يزداد تحكماً ودلالاً، وقد يحاولون تصحيح الوضع باللجوء إلى الشدة. لكن هذه تُعتبر عادةً المقاربة الأسوأ، بما أن هذا الولد يكون منشغلاً بمضهره ومظهر الآخرين، عندما يفقد الشعور بالأمان. ولا شك في أن أي تعليق مؤذٍ بشأن مظهرهم أو عدم اندماجهم يؤثر فيهم بعمق. لذلك من الأفضل أن تطمئني ولدك وتؤكدي له أن مظهره ممتاز. وحاولي أن تتفهمي حاجاته.

اللمس

تلاحظ الأم أن الولد الذي يتمتع بحاسة لمس قوية يذوب جسدياً. فيحد من علاقاته الاجتماعية ويصبح أكثر تعلقاً بها جسدياً. على سبيل المثال، قد يرفض النوم بمفرده ولا يفارق أفراد العائلة، بدل أن يتصرف بنشاط وحيوية كعادته. عندما تقررين التحدث إليه بشأن هذا الوضع، احرصي أولاً على تأمين مكان أمن جسدياً يشعر فيه بالراحة، مثل احتضانه على أريكة وثيرة أو أثناء قراءة قصة ما قبل النوم. انتبهي جيداً لما يقوله لك، وتذكري أن التنمر الجسدي أكثر أنواع التنمر إساءة إلى هذا الولد. على سبيل المثال، قد يأخذ المتنمر حقيبته ويركلها أو يعيق دربه، أو ربما يكون الأخير الذي يُختار عند توزيع الفرق الرياضية، فهذه كلها أمور تسبب لهذا النوع من الأولاد الأذى الأكبر.

السمع

يملك الولد، الذي تكون حاسة السمع لديه الأقوى، الكثير ليقوله عندما يأتي إلى المنزل. لذلك عندما يتوقف ولدك عن الكلام، فعليك أن تكتشفي السبب. يُعتبر هذا النوع من الأولاد منطقياً جداً. لذلك عندما يقع حدث غير منطقي ويعجز ولدك عن فهمه، يصب كل اهتمامه على فهم السبب. لكنه يحاول أن يقوم بذلك وحده، مع أنه يحتاج عموماً إلى التحاور مع شخص آخر لينظم أفكاره. ابدئي الحوار معه بالتحدث عن تجربتك الخاصة مع التنمر، ولا تنسي استخدام الإشارات السمعية مثل إطلاق النعوت، العزلة الشفهية، أو نوع التنمر الشبيه بـ{أحبني يوماً واكرهني في اليوم التالي}. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر النبرة والنوايا مهمة بالنسبة إلى هذا النوع من الأولاد. لذلك قد لا يبدو تعليقاً مسيئاً مؤذياً إلى هذا عندما يكرره الولد لأمه أو أبيه في البيت. لذلك كوني حساسة وحاولي ألا تقللي من طبيعة هذه التعليقات المؤذية.

علمي أولادك ما عليهم فعله عندما يشعرون بالانزعاج أو يتعرضون للتنمر، وحاولي دوماً أن تشجعيهم على اللجوء إليك بثقة بحثاً عن النصيحة والدعم. كوني متفهمة وصبورة، وإن دعت الحاجة، تحدثي إلى مدرّسة ولدك بشأن مخاوفه.

back to top