واشنطن تصعّد في سورية مع تباطؤ الضربات الروسية

نشر في 08-11-2015 | 00:03
آخر تحديث 08-11-2015 | 00:03
No Image Caption
●إيران تخسر جنرالاً وضابطين
● «داعش» يطلق 37 آشورياً
● 71 قتيلاً في «غارة البوكمال»
بعد فترة هدوء نسبي في سبتمبر وأكتوبر، بدأت قوات الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاستعداد لمرحلة جديدة من الضربات الجوية على أهداف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، الذي تمكنت «جبهة النصرة» من تحقيق تقدم كبير على حساب فصائل موالية لذلك الائتلاف في حمص وحلب.

مع التراجع الملحوظ لقوات الرئيس السوري بشار الأسد رغم التغطية الجوية الروسية الكبيرة لها، ووسط حديث عن تراجع كبير في وتيرة الضربات الجوية الروسية، أعلنت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، أمس، أن قوات الولايات المتحدة والائتلاف الدولي ستزيد ضرباتها الجوية ضد أهداف تنظيم "داعش" في العراق وسورية خلال الأسابيع المقبلة.

وأبلغ اللفتنانت جنرال تشارلز براون الصحافيين، في المؤتمر الدولي لقادة القوات الجوية في دبي، بأن تقليص الضربات سببه الطقس وبطء وتيرة الأنشطة على الأرض وليس الحملة الروسية على سورية، موضحاً أن القوات الحكومية السورية والمعارضة زادت أنشطتها على الأرض مما يتيح مزيداً من الفرص لتنفذ الولايات المتحدة وحلفاؤها المزيد من الضربات للتنظيم المتشدد.

وقال براون: "إذا لم يمارس داعش أنشطة فسيكون من الصعب توجيه ضربات ولاسيما بالنسبة لعدو يمكن أن يختبئ وسط المدنيين"، كما رفض براون الانتقادات بأن الولايات المتحدة لا تستخدم الضربات الجوية بشكل كبير أو فعال كلما أمكن ذلك، قائلاً: إن قوات الائتلاف تسعى إلى تفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين مما قد يعزز مساعي التجنيد لصفوف "داعش".

وإذ أشار إلى أن عدد الضربات ليس مؤشراً بقدر الأهداف التي أصيبت وعدد الأسلحة التي استخدمت، أشار براون إلى أن الاتفاق المبرم مع روسيا لتفادي احتمال التصادم في الجو يسير بشكل جيد، مؤكداً أنه لا يعرقل القوات الأميركية، و"قلنا إننا سنحلق أينما كنا نحتاج لإنجاز مهمة".

تحركات ديميستورا

سياسياً، التقى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، أمس الأول، رئيس ائتلاف المعارضة السورية خالد خوجة والوفد المرافق له في مدينة جنيف السويسرية، في إطار مباحثاته لإيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ عام 2011.

وأفاد بيان صادر عن المتحدثة باسم المبعوث الأممي جيسي شاين بأن ديمستورا استمع إلى آراء خوجة بشأن إنهاء الاشتباكات، مشيرة إلى أنه شدد على ضرورة "إشراك الشعب السوري في مرحلة إنهاء الاشتباكات، كما أن الجميع مدرك للحاجة الملحة للتوصل إلى عقلية مشتركة من أجل إنهاء الحرب".

الائتلاف وباريس

وفي وقت سابق، شددت باريس، بعد سلسلة لقاءات أجراها خوجة مع مسؤولين فرنسيين بينهم وزير الخارجية لوران فابيوس، على ضرورة أن يلعب "الائتلاف" دوراً أساسياً لتوحيد كل جماعات المعارضة في أي محادثات سلام في المستقبل مع حكومة دمشق، التي أكد دبلوماسيون أن الجولة الثالثة من محادثات فيينا ستعقد على الأرجح في نهاية الأسبوع المقبل.

كيري ولافروف

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بحثا هاتفياً الجهود الدولية لبدء مباحثات بين السلطات السورية والمعارضة.

وقالت الوزارة، إن الإتصال الهاتفي جرى بناء على مبادرة من واشنطن وإن الرجلين ناقشا أيضاً القتال ضد تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات المتشددة في الشرق الأوسط.

«شهداء البياضة»

إلى ذلك، أعلنت "جبهة النصرة"، أمس، فرض سيطرتها على قرى الزيتونية والتلول الحمر وعيدون ودلاك وتلال عجوب في ريف حمص الشمالي، بعد طرد كتيبة "شهداء البياضة" بقيادة عبدالباسط الساروت، الذي اتهمته بمبايعة "داعش"، موضحة أنها قتلت وأسرت العديد من عناصرها.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الساروت وعناصر الكتيبة انسحبوا إلى جهة غير معروفة بسلاحهم الثقيل والخفيف وذخيرتهم من قبضة 2000 مقاتل من "النصرة" وحركة "أحرار الشام" وبعض الفصائل الأخرى التي شاركت سراً بعناصرها في قتالهم.

جبهة حلب

وفي حلب، شنت "النصرة" وحلفائها هجوماً معاكساً على قوات النظام في الريف الجنوبي، تمكنوا خلاله من السيطرة على تلة السرو وتلة تينة خالد وتلة المقبرة في محيط بلدة الوضيحي وبالقرب من قرية السابقية.

وفي ريف حلب أيضاً، خسرت إيران الجنرال علي شاليكار، بحسب الإعلام الإيراني، الذي نعاه أمس مؤكداً أنه قتل أمس الأول خلال مشاركته في عمليات عسكرية إلى جانب نظام الأسد.

وإلى جانب شاليكار، الذي يعتبر الرتبة الأعلى بعد نائب قائد الحرس الثوري الجنرال حسين همداني الذي سقط قبل أسابيع في نفس المنطقة، قتل كل من الضابطين روح الله قدراني وقادير سيلق، بحسب المعلومات والصور التي تناقلها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الحسكة ودير الزور

وفي الحسكة، أفرج "داعش" أمس عن 37 مسيحياً آشورياً كان قد خطفهم قبل أكثر من ثمانية أشهر مقابل مبالغ كبيرة دفعت كفدية بواسطة شيوخ عشائر عربية في سورية والعراق، بحسب المرصد السوري والمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن المفرج عنهم "يتوزعون بين 27 امرأة وعشرة رجال، معظمهم من كبار السن، وقد وصلوا صباحاً إلى بلدة تل تمر الآشورية آتين من مناطق تحت سيطرة التنظيم قرب مدينة الحسكة".

غارة البوكمال

وفي دير الزور، قتل 49 على الأقل بينهم 31 مدنياً في غارات جوية مجهولة استهدفت مقار لـ"داعش" وسط أسواق مدينة البوكمال أمس الأول، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري، الذي أشار إلى وجود 4 أطفال بين القتلى وتحدث عن وجود 18 جثة متفحمة مجهولة الهوية.

اللغة الروسية تجتاح مدارس اللاذقية

يزداد الإقبال بكثافة على تعلم اللغة الروسية في محافظة اللاذقية مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، حيث بدأ طلبة المرحلة المتوسطة "الإعدادية" الدخول بخطة وضعتها وزارة التربية للعام الدراسي "2014-2015" بشكل تدريجي كل عام حتى الصف الثالث الثانوي بفرعيه الأدبي والعلمي.

وقامت وسائل الإعلام الروسية، في الساعات الأخيرة، بالتركيز على هذه الظاهرة، ونقل تقارير مصورة عن طلبة الصف السابع الاعدادي، في المحافظة، التي تتجمع فيها القوات الروسية، سواء في المرافئ، أو على البر، كما في مطار "حميميم" ومنطقة "الروس" التي تبعد عن مدينة "جبلة" حوالي 18 كيلومتراً.

وتعتبر المنطقة الساحلية، أرضية خصبة لانتشار اللغة الروسية، لأن النظام دأب منذ عقود على إرسال الضباط إلى موسكو لتلقي التدريبات العسكرية أو الهندسية، فضلا عن إرسال عدد كبير من أبناء اللاذقية منذ أيام الاتحاد السوفييتي السابق، إلى الجامعات الروسية، لدراسة كافة الاختصاصات المتاحة، من الهندسة المدنية والميكانيكية والطب، إلى الأدب الروسي واللغة الروسية.

(دمشق، أبوظبي، طهران موسكو، باريس- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top