تمارين تخلّصك من الأوجاع
هل يؤلمك ظهرك؟ هل تشعر بألم في أوتار الركبتين؟ هل تعاني انزعاجاً في عنقك أو كتفك؟ إن صح ذلك، فأنت لست وحيداً. تُعتبر المجموعة العادية من التوتر العضلي والآلام والأوجاع في العضلات والمفاصل الرئيسة وخصوصاً في أسفل الظهر، من أسباب التشكي اليومية الأكثر شيوعاً، وفق المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة.
تعود هذه الآلام والأوجاع عادةَ إلى سبب بسيط: عدم قيام الرجل بأمر كل الرجال مصممون لفعله. تذكر ليندا أرسلانيان، مديرة خدمات إعادة التأهيل في مستشفى تابع لجامعة هارفارد: {على الجسم البشري أن يتحرك. من الضروري أن يتحرك دوماً وبطرق مختلفة. ولا شك في أن مَن يقومون بذلك يواجهون عموماً مقداراً أقل من مشاكل التشنج والتيبس المؤلمة المرتبطة بالعضلات والعظام}.لا شك في أن آلام العضلات والمفاصل تشير أحياناً إلى ما يتعدى مجرد النقص في التمرن. على سبيل المثال، يفتت داء المفاصل تدريجاً بطانة المفصل الغضروفية حيث يحتك العظم بالعظم. كذلك من الممكن للأنسجة الممزقة والأعصاب المضغوطة أن تسبب ألماً يحرم المريض النوم طوال الليل. من المؤكد أن هذه الحالات والإصابات المحددة تتطلب عناية طبية.
لكن، وفي مجال الوقاية العامة من آلام وأوجاع العضلات والعظم، يبقى النشاط الجسدي المنتظم المحور الأساس، ويمكنك أن تكمله بالقيام ببعض تمارين التمطط اللطيفة.عليك التحركإذا أردت أن تجنب جسمك الكثير من الآلام، فاحرص على أن تنوع نشاطك. ويُعتبر المشي، السباحة، الهرولة، وركوب الدراجة الهوائية من الخيارات الجيدة. يدرك الرياضيون المحترفون هذه النقطة المهمة، لذلك يمارسون أنواعاً عدة من الرياضات.ولكن بخلاف الرياضيين، لا داعي لأن نتمرن إلى حد التعرق والشعور بالإنهاك. توضح الدكتورة أرسلانيان: {يمكن أن تكون الحدة خفيفة إلى معتدلة، ما دمت مثابراً على التمرن. ويعاني مَن يتبعون هذا الأسلوب المقدار الأقل من مشاكل العضلات والعظام}.الاسترخاءتساهم تمارين التمطط في إبقاء العضلات ممدودة ومرنة، لا قصيرة ومشدودة. ومن المؤكد أن ذلك يسمح لك بالتحرك بحرية وراحة أثناء قيامك بنشاطاك اليومية. تُعتبر اليوغا نظام تمرن ممتازاً لتعزيز المرونة، مدى الحركة، والقوة. ويشمل هذا النظام اتخاذ سلسلة من الوضعيات تساهم على التوالي في إطالة العضلات الكبيرة ودفعها إلى الاسترخاء.إذا أردت تعلم اليوغا، فاعمل مع مدرب واسع الخبرة، خصوصاً إن كنت معرضاً لآلام الظهر، العنق، الركبة، أو الكتف. فتسبب تمارين اليوغا التي لا تُمارس بشكل صحيح أو التي تُمارس بإفراط عدداً متزايداً من الإصابات مع تنامي شهرة هذه الممارسة القديمة.تمطط وتمرنهل عليك ممارسة حركات التمطط قبل التمرن؟ هذه المسألة أكثر تعقيداً مما تظن. ولكن من الجيد، عموماً، أن تحمي قليلاً قبل أن تقوم بالتمارين أو حركات التمطط بغية زيادة تدفق الدم إلى العضلات، بما أن مطّ عضلة {باردة} قد يعرضها لإصابة.حاول أن تحرك برفق ذراعيك، ساقيك، وعنقك ضمن مدى حركتها الطبيعي. وإن قررت المشي، فابدأ بوتيرة خفيفة لتدفع قلبك إلى النبض بسرعة أكبر بقليل ولتجعل الدم يتدفق إلى ساقيك. ولكن مارس تمارين التمطط بعد السباحة أو ركوب الدراجة الهوائية، لا قبلهما.قد يبدو هذا مخالفاً للمنطق، ولكن عندما تجلس فترة طويلة في مكان واحد محاولاً الاسترخاء، قد ينتهي بك المطاف إلى الشعور بالتشنج والتيبس. ومن المواضع الشائعة في الجسم التي تعاني دوماً المشاكل عضلات أوتار الركبتين، تلك الحزم العضلية الطويلة الثلاث التي تقع في الجهة الخلفية من الساقين وتمتد من الحوض وأسفل العمود الفقري إلى ما فوق الركبتين تماماً.«عندما تجلس، تنثني ركبتاك، فتنتقل الأوتار إلى وضعية قصيرة. وكلما أطلت الجلوس، صارت أوتار الركبة مشدودة أكثر»، وفق ديفيد نولان، معالج فيزيائي في مستشفى هارفارد العام.لأوتار الركبة علاقة معقدة مع ألم أسفل الظهر. فتميل الأوتار المشدودة إلى إدارة الحوض نحو الخلف، كما لو أنك تشد عضلات بطنك. وقد يؤدي تراجع انحناءة الظهر هذا إلى تبديل اصطفاف العمود الفقري ويسبب الألم.في المقابل، توضح الدكتورة أرسلانيان أن أسفل الظهر، إن كان مسطحاً أو متيبساً، قد يساهم في شد أوتار الركبة، ما يولد لديك شعوراً بالانزعاج في المنطقة الواقعة تحت الردفين مباشرة. وحين يختلط ألم الظهر وأوتار الركبة، فعليك التنبه للعلاج الذي تتبعه لأن التمطط قد يزيد الطين بلة.