«صيد ثمين» متعدد الجنسيات في قبضة المباحث الجنائية

نشر في 03-10-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-10-2015 | 00:01
عثر بحوزته على جوازات سفر كويتية وتنزانية وعراقية و«بدون» ومعاملات بنكية وأختام حكومية

• العوضي: حكومة إلكترونية متنقلة في حوزة المتهم... والإرهاب والتزوير وجهان لعملة واحدة
وجهت وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمباحث الجنائية- إدارة جرائم المال، واحدةً من الضربات القوية، عندما تمكنت من ضبط أخطر مجرمي التزوير بالبلاد في قضية أطلق عليها وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي اسم "الصيد الثمين".

 وعُثِر بحوزة المزور وشخص يدعي أنه "بدون"، تبين أنه عراقي الجنسية ولديه جنسية تنزانية وجوز سفر كويتي، على معدات تزوير فائقة الدقة، إضافة الى جوازات سفر كويتية غير مستخدمة أصلية وأخرى مزورة، وبطاقات خاصة بالجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، وبطاقات خاصة بالضمان الصحي، وأختام لعدة وزارات وأجهزة حاسب آلي خاصة بعمليات التزوير.

تفاصيل القضية

وفي التفاصيل، التي رواها لـ"الجريدة" وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء عبدالحميد العوضي، أن القضية بدأت عندما ألقى رجال مباحث إدارة جرائم المال بقيادة مديرها المقدم صنيتان المطيري ومساعده المقدم عبدالرزاق بدوي، القبض على وافد يمني مطلوب على ذمة قضايا مالية وعثر بحوزته على بطاقة خاصة بالمقيمين بصورة غير قانونية (البدون) والتي تصدر عن الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية.

 وأضاف اللواء العوضي أن رجال المباحث دققوا في الهوية التي عثروا عليها بحوزة المطلوب اليمني، والتي بدت كأنها أصلية وصادرة بشكل رسمي، إلا أنهم كثفوا تحرياتهم وضغطوا على المطلوب اليمني الذي اعترف بأن البطاقة مزورة ويستخدمها لأنه مطلوب باسمه الحقيقي واستفاد منها كأنه من "البدون".

حكومة إلكترونية!

وأوضح أنه على ضوء اعترافات اليمني شرع رجال المباحث يعملون، على مدى اسبوعين، للوصول الى الشخص الذي تمكن من تزوير البطاقة بهذه الدقة المتناهية، خصوصاً ان الوافد اليمني لم يدلِ بأي معلومة عن المتهم الرئيسي الذي كان يستخدم أكثر من اسم وأكثر من هاتف نقال ويعمل بحرفية كبيرة، لافتا الى ان رجال المباحث سلكوا أكثر من طريق للوصول الى "الصيد الثمين" حتى تمكنوا عبر التحريات المستمرة والحثيثة الى مقر اقامته في منطقة السالمية، واستصدروا إذنا من النيابة العامة لمداهمة منزله، ليفاجأ رجال المباحث لحظة ضبط المتهم بأنهم داخل مقر الحكومة الالكترونية لا بمنزل متهم مزور، نظراً لما عثروا عليه من أختام حكومية وأجهزة حاسوب حديثة وجوازات سفر وبطاقات وآلاف المعاملات الحكومية المعدة للإنجار، إضافة إلى جهاز خاص بتزوير البطاقات المدنية الذكية ذات الشريحة الإلكترونية.

اعترافات مثيرة

وأوضح اللواء العوضي أن رجال المباحث بعد إحالة المزور الى مكتب التحقيق عثروا بحوزته على 4 إثباتات شخصية رسمية تخصه، الاول بطاقة مراجعة خاصة بالبدون وهي التي تصدر من الجهاز المركزي لمعالجة اوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، وجواز سفر تنزاني، وجواز سفر كويتي، وجواز سفر عراقي، مشيرا الى ان رجال المباحث بدأوا من هذا المنطلق التحقيق مع المزور الذي فجر العديد من المفاجآت التي اذهلت حتى ضباط المباحث، إذ اعترف بأنه كان يحصل على جوازات السفر الاصلية الكويتية التي عثر عليها بحوزته والبالغ عددها 20 جوازاً من وافد مصري كان يعمل في الادارة العامة للجنسية ووثائق السفر، وألقي القبض عليه في قضية اخرى منذ فترة، وهو حالياً موجود في السجن المركزي على ذمة القضية، وأنه كان يشتري الجواز الواحد مقابل ألف دينار من الوافد المصري، ثم يزوره ويبيعه على حسب القضية المطلوب عليها الشخص الذي يريد الهروب من البلاد، ويبدأ سعر الجواز من 5 آلاف وصولا الى 15 الف دينار، موضحا ان المتهم اعترف بأنه زور 5 جوازات كويتية، كل جواز مقابل 6 آلاف دينار لخمسة اشخاص من غير محددي الجنسية هربوا بها الى أوروبا، وهناك مزقوا جوازاتهم المزورة وطلبوا اللجوء الانساني، كما اعترف المتهم بأنه قبل عدة ايام زور جوازي سفر كويتيين لوافد يمني وآخر بدون وهما موجودان في البلاد ولم يغادرا حتى اللحظة، مشيرا الى ان رجال المباحث تمكنوا من ضبطهما بزمن قياسي وعثروا بحوزتهما على الجوازين المزورين، وتبين انهما مطلوبان امنياً ومالياً كذلك.

شرح تفصيلي عن كيفية استخدام الأجهزة

وبيّن اللواء العوضي ان المتهم قدم امام رجال المباحث شرحاً تفصيلياً عن كيفية تزوير البطاقات المختلفة من البطاقات المدنية المزودة بشريحة باستخدام جهاز حاسب آلي حديث، وكذلك قدم شرحاً عن كيفية تزوير المعاملات الخاصة بالبنوك وكيفية تزوير بياناتها، وقدم ايضا شرحا عن كيفية طباعة جوازات السفر طبق الاصل مع وضع جميع الملصقات الخاصة بها والتي تدل على انها رسمية.

التزوير والإرهاب وجهان لعملة واحدة

وفي ختام تصريحه لـ"الجريدة"، أكد العوضي ان خطورة قضايا التزوير والمزورين تكمن في أنها عوامل مساعدة ورئيسية لكل انواع الجرائم، ومثال ذلك أن الارهابي يحتاج لمن يزور له كي يتمكن من التخفي والهرب، وكذلك القاتل والسارق والمطلوب كلهم على نفس السياق.

وأضاف أن مجرماً من هذا النوع يمتلك كل هذه الادوات والمعدات والاجهزة يعتبر بالفعل صيدا ثمينا للاجهزة الامنية، التي بذلت مجهودا جبارا تُشكر عليه، لافتا الى ان عملية التحقيق مع المتهم لم تنته حتى اللحظة، وسوف يتضح اذا ما كان متورطاً في تهريب مطلوبين خطيرين، مشيرا الى ان الاجهزة الامنية ستلاحق أصحاب جميع الجوازات الكويتية المزورة والمسروقة التي استخدمها المطلوبون في الهرب من البلاد عن طريق مخاطبة الانتربول الدولي.

back to top