اكتشاف جينات جديدة خاصة بالنوم

يحتاج معظم الناس إلى ثماني ساعات من النوم ليلاً كي يشعروا بالراحة، لكن يبدو أن بعضنا يحتاج إلى النوم لفترة أقل بكثير. ينجم هذا الفرق بشكل أساسي عن اختلاف العوامل الوراثية. في بحث نُشر على موقع مجلة {كورينت بيولوجي}، ذكر الباحثون أن جينتَين معروفتين في الأصل بتنظيم عملية تجزئة الخلايا تُعتبران ضروريتَين لتعزيز النوم الطبيعي: {تارانيس} و{كيناز1} التي تتكل على {السيكلين}.

تقول الدكتورة كيونغي كوه، أستاذة مساعدة في علم الأعصاب في {معهد فاربر لعلوم الأعصاب} في جامعة توماس جيفرسون والمشرفة الرئيسة على الدراسة: {ما زلنا لا نفهم الكثير بشأن النوم، وتحديداً في ما يخص آلية البروتينات التي تطلق العملية على مستوى الخلايا. يفسر بحثنا مساراً جزيئياً جديداً ومنطقة دماغية جديدة وهما يؤديان دوراً معيناً في السيطرة على مدة النوم}.

حلل الباحثون آلاف الحشرات المتحولة ووجدوا فصيلة متحولة اسمها {تارانيس}، وهي تنام لفترة أقل بكثير من الحشرات العادية. من خلال استعمال سلسلة من التجارب الوراثية والبيوكيماوية، تعقب الباحثون طريقة تفاعل {تارانيس} مع بروتينات أخرى ولاحظوا أن {تارانيس} تتصل ببروتين مسؤول عن تنظيم النوم واسمه {سيكلين أ}. تشير بياناتهم إلى أن {تارانيس} و{سيكلين أ} ينتجان آلية جزيئية تجمّد «الكيناز1» التي تتولى في الحالة الطبيعية قمع النوم ورفع مستوى اليقظة.

أشارت أبحاث سابقة إلى أن {السيكلين أ} يتم التعبير عنه بعدد صغير من الخلايا العصبية التي تشمل مجموعة من سبع خلايا على كل جانب من الدماغ. أثبتت كوه وزملاؤها أن هذه الخلايا العصبية تقع في منطقة من دماغ الحشرة تبدو موازية للحصين البشري (أحد مراكز النوم في دماغ الناس). فلاحظوا تراجعاً في مدة النوم الإجمالية عند تلاشي {تارانيس} في هذه الخلايا العصبية الأربع عشرة فقط وعند تنشيط هذه الخلايا نفسها. توضح كوه: {نظن أن هذه المنطقة قد تكون مركزاً لليقظة في دماغ الحشرة وتساعد {تارانيس} على كبحها خلال النوم}.

صحيح أن لبروتين {تارانيس} مرادفاً بشرياً (عائلةTrip-Br  من العناصر التنظيمية النسخية)، لكن لم يتضح بعد وجود نظام مماثل لدى البشر. مع ذلك، تخطط كوه وفريقها للتحقيق بالمؤشرات التي تنشّط {تارانيس} وتحديد البروتينات التي يتكل عليها {كيناز 1} لإعاقة النوم.