Meadowland يأخذ منحى غير متوقع

نشر في 22-12-2015 | 00:00
آخر تحديث 22-12-2015 | 00:00
من المفيد امتلاك صديق أعدّ Taxi Driver، إن كنت ترغب في عرض فيلم صعب على الهواء.  وقف مارتن سكورسيزي قبل أيام في غرفة عرض صغيرة وأخبر مجموعة تضم كريس روك، إلين بورستين، وكاثلين تورنر أن الفيلم الذي بدأ عرضه أخيراً عن ولد مفقود بعنوان Meadowland يستحق الوقوف عنده. وأضاف: {من البعد البؤري والتركيز إلى عدم التركيز، أسرني هذا الفيلم برمته}. قبل لحظات، كانت تورنر، التي تجلس إلى الخلف، تقدم نصائح لرجل، جلس قربها، عن كيفية تحسين خدمات هاتفه. لكنها استوت في جلستها بكل وضوح، عندما بدأ سكورسيزي يثني على فيلم هذه الأمسية، قائلاً: {إنه فيلم مميز بكل ما للكلمة من معنى}.

تُعتبر ريد مورانو (38 سنة) واحدة من نحو 12 مصورة يتقاضين المال بشكل ثابت من عملهن في هوليوود. يعرف عشاق الأفلام المستقلة أعمالها جيداً. فقد صورت أفلاماً مميزة من الناحية البصرية، مثل Frozen River وKill Your Darlings. كذلك كانت مديرة التصوير في نحو نصف حلقات Vinyl، مسلسل سكورسيزي الموسيقي المقبل الذي سيُعرض على شبكة HBO. لكن مورانو لم تخرج فيلماً من قبل. ولا شك في أنها اختارت أحد أصعب الأعمال ليشكل انطلاقتها في عالم الإخراج.

في Meadowland، تؤدي أوليفيا وايلد (التي شاركت أيضاً في الإنتاج) ولوك ويلسون دور زوجين يواجهان اختفاء ابنهما من محطة وقود في منطقة نيويورك. يحاول الشرطي فيل والمدرّسة ساره التكيف بطريقتهما الخاصة. فيشارك هو في مجموعة دعم وينفس عن غضبه في العمل، في حين  تؤدي هي، الدور الأكثر تعقيداً، تصب اهتمامها على ولد مضطرب عاطفياً في مدرستها.

اعتمدت مورانو، التي صورت الفيلم بنفسها، على مجموعة متعددة من اللقطات القريبة والزوايا الجديدة. ففي أحد المشاهد، تلاحق العدسة ساره من الخلف، فيما تسير ليلاً في ساحة {تايمز سكوير}، وقد وضعت على رأسها قبعة شدتها بقوة كما لو أنها تود أن تغرق داخل نفسها.

تذكر مورانو أن الكثير من الأفلام، التي تناولت مواضيع مماثلة، لم تبدُ صادقة. توضح هذه المخرجة المتزوجة ولها عدد من الأبناء: {لا يُصوَّر الحزن بصدق. في الحياة، لا ترى الناس دوماً يبكون بطريقة جنونية. لكن هذا ليس دليلاً على أنهم بخير. فهم لا يعربون عن حزنهم بطريقة واضحة}.

صحيح أن أعمالاً مثلSpotlight ، Brooklyn، وغيرهما من أفلام موسم الجوائز الأكثر بروزاً تستحوذ على الجزء الأكبر من الاهتمام خلال فصل الخريف، إلا أن أفلاماً مثل Meadowland (العمل الأول لمخرجة ناشئة يحظى بموازنة  محدودة ويتناول موضوعاً صعباً) تمكنت من اختراق هذا الحاجز والتميّز. فقد أنزلته شركة التوزيع الصغيرة Cinedigm في دور العرض الشهر الماضي، وهو متوافر اليوم على الطلب.

مقاربة ذكورية

تذكر أوليفيا وايلد: {أدرك مدى احتدام المنافسة في هذه الفترة من السنة. لكن الوضع مختلف تماماً مع أفلام بحجم فيلمنا. فيُقاس النجاح بما إذا كانت النسخة الأساسية تتوافق مع ما كنت تود إنتاجه في البداية}.

رغم ذلك، يمثل هذا الفيلم فكرة تتخطى النتائج بحد ذاتها: يشكل جزءاً من أفلام قليلة تؤدي فيها المرأة دور المخرج، المنتج، أو البطل (حتى لــRoom، فيلم معقد آخر يتمحور حول شخصية نسائية قوية، فريق عمل من مخرج ومنتجين من الرجال).

أدت وايلد أدواراً مساندة في عدد من أفلام الحركة والفكاهة، إلا أنها قلما حظيت بدور رئيس، فكم بالأحرى في فيلم مماثل!

تخبر وايلد، التي تمثل أيضاً في Vinyl: {في السنوات القليلة التي سبقت Meadowland، واجهت التحديات بطريقة مختلفة مثيرة للاهتمام. لذلك بدا لي هذا العمل الخطوة المنطقية التالية. لم أعتبر ذلك خياراً غير منطقي إلى أن أخبرني مدير أعمالي بذلك. فقد قال لي: كي تحصلي على التمويل، ستودين رؤية ممثلين سبق أن أدوا أدواراً مماثلة}. نتيجة لذلك، طلبت من مورانو الحضور إلى منزلها وصورت بضع مشاهد من الفيلم أمامها. ومن ثم ساهمت كمنتجة في الحصول على التمويل بالاستعانة بممثلين مثل ويلسون والممثلة جونو تيمبل.

بالإضافة إلى ذلك، تخبر وايلد أنها تطور بصمت مواد لتنطلق هي أيضاً في عالم الإخراج، مع أنها ترفض الإفصاح عن تفاصيل إضافية. كذلك تود متابعة عملها كمنتجة. تقول: «أود أن أنتج مواد أكثر تعقيداً، مع أن لا داعي لأن تكون مماثلة لهذا الفيلم من حيث الأسلوب والنبرة. ولكن من الضروري أن تشمل أصواتاً مثيرة للاهتمام مثل ريد».

تضيف وايلد أن Meadowland جذبها لأنه، بالنسبة إلى كل النساء اللواتي عملن عليه، تخطى كل التوقعات بشأن الأعمال التي تقدمها نساء. وتستفيض وايلد موضحة: {أعتقد أن مقاربة هذا الفيلم أقرب إلى مقاربة ذكورية. فيفتقر أسلوب ريد في سرد القصة إلى تلك المشاعر الجياشة التي نعتادها مع المرأة. وأعتقد أن هذا أمر مفاجئ. آمل بأن يلهم هذا العمل الناس ويدفعهم إلى منح النساء فرصاً أكبر لإعداد أفلام لا تكون بالضرورة أنثوية بطبيعتها}.

back to top