تفريغ الكيماويات وراء نفوق الأسماك في فيتنام

نشر في 09-07-2016
آخر تحديث 09-07-2016 | 00:03
No Image Caption
في أنباء لم تفاجىء أحداً تقريباً، أعلن مسؤولون فيتناميون في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، أن تفريغ كيماويات سامة من مصنع صلب فورموزا ها تنه كان السبب وراء النفوق الكبير للأسماك على طول الساحل الأوسط في فيتنام.

وفي مطلع شهر أبريل الماضي، انجرفت أطنان من الأسماك النافقة على طول ساحل إقليم ها تنه وأقاليم كوانغ بنه وكوانغ تري وثيو ثين هوي المجاورة.

وقال المسؤولون الحكوميون، إن المصنع أفرغ كمية من مياه تحتوي على مواد سمية في البحر، تشمل السيانيد وفينول.

وصدرت أوامر إلى المصنع المشار إليه، وهو فرع من مجموعة فورموزا بلاستيك في تايوان، لدفع 500 مليون دولار لتعويض مجتمعات صيد الأسماك المحلية، التي تضررت بشدة بالحادث، إضافة إلى إحداث تحسينات في منشآت معالجة المياه في المصنع.

واعتذر الرئيس التنفيذي لمصنع الصلب تشن يوان تشنغ عن الحادث في مقطع فيديو نشر في المؤتمر الصحافي.

والسؤال هو ما هي حصيلة هذا الأمر؟ ليس ثمة شك في أن 500 مليون دولار مبلغ كبير، لكن لم تكن هناك إشارة إلى تحميل أحد مسؤولية الحادث ناهيك عن أي مقاضاة.

ومصنع الصلب هو أحد أكبر الاستثمارات الأجنبية في ذلك البلد، لكن الاتفاق يعطي الانطباع بأن الشركات الكبرى تستطيع الإفلات من العواقب، حتى إذا كان الثمن عالياً.

وتم الإعلان أيضاً عن أن الحكومة سوف تعين أيضاً عدداً من الوزارات والوكالات والسلطات المحلية من أجل وضع خطط تعويض لتقرير كيفية صرف الأموال ومساعدة الناس في المجتمعات المتضررة على إيجاد فرص عمل جديدة.

ثم هناك مسألة توقيت وأسلوب هذا الإعلان، الذي تأخر كثيراً، ومنذ البداية كان المصنع هو المشتبه فيه الرئيسي، وعلى الرغم من ذلك، نفت الشركة بشدة أن تكون وراء الحادث.

ولكن مدير العلاقات العامة في الشركة قوض هذا الزعم، عندما قال، إن مثل تلك الأشياء هي الثمن الذي يدفع لقاء التنمية الاقتصادية – وقد أقيل بسرعة من منصبه.

من جهة أخرى، أبلغ وزير البيئة الفيتنامي وسائل اللإعلام المحلية، أن عملية تقرير الوضع بشكل رسمي، احتاجت إلى ثلاثة أشهر لأن الحاجة دعت إلى استدعاء خبراء من دول أخرى من أجل مساعدة الوكالات المحلية، ولم يرغبوا في توجيه اتهامات من دون توافر أدلة كافية خشية التعرض للمقاضاة.

ومن هذا المنطلق ربما كان من الخطأ أن تعلن الوزارة بعد ثلاثة أسابيع من الحادث أن الاحتبارات الأولية أعفت مصنع الصلب من أي مسؤولية.

وليس من السهل استنتاج أي حصيلة إيجابية من هذا الأمر كله.

وعلى أي حال كانت هناك تصريحات من جانب كبار المسؤولين بأن الأنظمة البيئية المتعلقة بمثل تلك المشاريع سوف تزداد شدة، وأن التنمية لن تتم على حساب البيئة.

وتواجه فيتنام الكثير من التحديات في هذا الميدان، لكن ربما أن التركيز على هذه القضية بسبب الحادث سوف يدفع إلى إجراء حقيقي.

back to top