Me Before You... غفيلم ممتع لمحبي البكاء!
يحب بعض الناس أن يبكوا عند مشاهدة الأفلام. إذا كنت واحداً منهم (اعتدتَ مثلاً مشاهدة أفلام مثل The Fault in Our Stars (الخطأ في نجومنا) أو The Notebook (المفكرة) أكثر من مرة وتصاب بشكلٍ من الجنون غير المبرر تجاه هذه الأعمال)، فسيسهل عليك أن تستمتع بفيلم Me Before You (أنا قبلك) ولا شك في أنك ستذرف الدموع أثناء مشاهدته!
اقتُبس فيلم Me Before You من جانب جوجو مويس (من أعمالها One Plus One (واحد زائد واحد)، The Girl You Left Behind (الفتاة التي هجرتها)، والجزء التابع لفيلمMe Before You، After You (بعدك)) وقد استوحته من روايتها التي حققت أعلى المبيعات، لذا يبقى السيناريو أميناً للمرجع الأصلي مع حذف بعض المقاطع عند الحاجة. من المعروف أن مويس تبرع في كتابة قصص الحب، لكن يترافق هذا العمل مع جانب مؤثر خاص. رغم المشاهد المضحكة (وهي كثيرة) والأحداث الحماسية (متوقعة وممتعة)، ورغم ابتسامة إيميليا كلارك النادرة والساحرة (لم يُسمَح لها بعيش لحظات مرحة بدور دانيريز تارغاريان، {أم التنانين}، في مسلسلGame of Thrones (صراع العروش))، يقدم فيلم Me Before You جرعة ممتعة من الرومانسية مع أفكار ضمنية شائكة.
إحباط
تؤدي كلارك دور لويزا كلارك الطيبة والقنوعة التي تعيش في قرية إنكليزية مع عائلتها وتساعد والدَيها المنتميَين إلى الطبقة العاملة على دفع الإيجار. حين تخسر لويزا عملها في مخبز يوشك على الإقفال، تقدّم طلب عمل لمنصب براتب مرتفع لمرافقة رجل ثري ووسيم ومصاب بشلل رباعي اسمه ويل تراينور (سام كلافلين، أو الشاب الجذاب {فينيك أودير} من فيلم The Hunger Games (مباريات الجوع)). لا تجيد لويزا الاعتناء برجل مشلول لكنها تدرك سريعاً ما لم تكن تتوقّعه: يمكن الاستعانة بممرضة لهذه الغاية. تشدد والدة ويل المتوترة (جانيت ماكتير) على أمرَين: من مسؤولية لويزا أن تبقى برفقة ويل الذي كان كثير النشاط في الماضي، ويجب ألا تتركه وحده لأكثر من بضع دقائق.في البداية، يسود جو من انعدام الثقة من جهته والإحباط من جهتها. لا يركّز الفيلم كثيراً على الحاجز الطبقي بينهما، لكنه يشدد على اختلافاتهما (حين يدعو ويل لويزا إلى توسيع آفاقها، يبدو أنه لا يدرك أن السفر حول العالم أو حتى الذهاب إلى لندن يحتاج إلى المال ولا تملكه لويزا). لكن سرعان ما يتقرّبان من بعض، كما يحصل مع أي شخصين يمضيان وقتاً طويلاً معاً. ثم تكتشف لويزا خطة ويل الحقيقية: يكون هذا الرجل مصمّماً على اللجوء إلى الانتحار القانوني في السويد. ماذا يمكن أن تفعل عدا أن تثبت له أنّ الحياة معها تستحق العناء مهما بدت العوائق صعبة؟تشكّل كلارك التي يصعب التعرّف عليها في هذا العمل جزءاً مهماً من العناصر التي تجعل الفيلم آسراً لهذه الدرجة. حين نشاهدها بدور لويزا المغامِرة التي تنتعل حذاءً مرقطاً وترتدي سترة برتقالية مزغبة مع ابتسامة عريضة على وجهها، تبدو مختلفة وفاتنة على نحو غريب. أما كلافلين، فيبدو بطلاً جذاباً. ويشمل الفيلم أيضاً مجموعة من الممثلين البريطانيين المعروفين من أمثال براندون كويل ({مستر بايتس} من مسلسل Downton Abbey) بدور والد لويزا اللطيف والعاطل عن العمل، وتشارلز دانس (Game of Thrones) بدور والد ويل الذي يخسر ميوله العدائية، وماثيو لويس ({نيفيل لونجبوتوم} من سلسلة Harry Potter) بدور باتريك، حبيب لويزا الذي يفضّل الاستعداد لسباق الترياتلون على المواعيد الغرامية.سبق وأثار فيلم Me Before Youبعض الانتقادات بسبب طريقة تجسيده للمصابين بالشلل الرباعي وتبرير موضوع الانتحار المشين الذي تشارك فيه الدول. لكن لا يتطرّق الفيلم مطلقاً إلى ذلك الجدل بالكامل بل تطرح مويس حبكة جانبية تدفع لويزا إلى استكشاف الأوساط الداعمة لأصحاب الاحتياجات الخاصة. لكن يبقى الفيلم مغلّفاً بطابع من الرومانسية بدل أن يكون فيلماً وثائقياً جدّياً. قد لا يستمتع به الجميع لكن يصعب أن يشكك أحد برسالته: {عِشْ بجرأة} كما يذكر هاشتاغ الفيلم!