كمال الشناوي... الوجه الآخر للقمر (26 - 30)

العسل المر
ناهد شريف تفاجئه بحبها وتوافق أن تتزوجه عرفياً

نشر في 01-07-2016
آخر تحديث 01-07-2016 | 00:02
قصة حياة الفنان الكبير كمال الشناوي، هي تقريباً قصة تطور أداء الممثل وتحوله إلى مرحلة جديدة كل فترة، فمثلما تطور أداؤه في الحلقات السابقة من مرحلة "الانتشار" إلى منطقة "الاختيار"، وجد كمال الشناوي في نهاية عام 1968، وبعد أن استقرت الأوضاع السياسية نسبياً بعد نكسة 1967، أنه لابد أن يُعيدَ النظر في اختياراته بما يتناسب مع المرحلة التي تمر بها مصر، في ظل دعوة الزعيم جمال عبد الناصر إلى تصحيح الأوضاع، ونقد الذات وكشف الفساد، فاختار كمال من بين ما عرض عليه رواية الكاتب فتحي غانم "الرجل الذي فقد ظله" التي كتب لها السيناريو والحوار علي الزرقاني، وأخرجها كمال الشيخ، وفاجأ الجميع بأدائه لشخصية الصحافي الانتهازي، الذي يمكن أن يبيع كل مبادئه، ويتبرّأ من الذين ساعدوه، في نقلة جديدة يحققها النجم السينمائي الذكي.
نجح فيلم "المستحيل" على المستويين النقدي والفني، غير أنه باعتباره دراما سيكولوجية، لم يعتد عليها الجمهور من كمال الشناوي، لم يحقق النجاح الجماهيري المتوقع، ورغم ذلك سعد به كمال بشكل كبير، لأنه أشبعه كممثل، فشعر بأنه في حاجة إلى المزيد من هذه النوعية من الأعمال، وهو ما جعله يرحب بشدة بفيلم "الوديعة" الذي كتبه وأخرجه حسين حلمي المهندس، ليشاركه البطولة هند رستم، عماد حمدي، ناهد شريف، أمينة رزق، أبوبكر عزت، وكوثر رمزي، والذي دار حول فتاة عاجزة تقيم علاقة حب مع شاب عبر الهاتف، وعندما يحين وقت اللقاء معها يقع في حب شقيقتها.

حقق الفيلم نجاحا كبيرا، على كل المستويات، الجماهيري، والنقدي، بل وخلال المهرجانات، حيث نال جائزة عالمية من مهرجان "سورنتو" الإيطالي، غير أنه رغم كل هذه النجاحات، كان أحد الأسباب القوية في وقوع الطلاق بين ناهد شريف والمخرج حسين حلمي المهندس، بعد زواج استمر ما يقرب من 7 سنوات، لتصبح ناهد حرة في اختياراتها ومشاعرها، فرشحها المخرج أحمد ضياء الدين للوقوف أمام كمال الشناوي في فيلم "بيت الطالبات"، قصة وحوار فوزية مهران، سيناريو أحمد عبدالوهاب، وشاركهما البطولة نيللي، ماجدة الخطيب، يوسف فخرالدين، زوزو حمدي الحكيم، وعبدالسلام محمد، والذي دار حول المشكلات التي تواجه الطالبات اللاتي يسكن في "بيت الطالبات"، سواء العاطفية أو الاجتماعية والاقتصادية.

قصة حب

في كواليس "بيت الطالبات" بدأ مولد قصة حب جديدة، غير أنها لم تكن بين البطل والبطلة، أمام الكاميرا، بل كانت في الحقيقة، أو بالأصح، استيقظت قصة الحب التي نامت أكثر من 7 سنوات، منذ أن التقت ناهد شريف كمال الشناوي، وقعت في حبه، لكنه تجاهل ذلك لإحساسه بوجود حسين حلمي المهندس بشكل قوي في حياة ناهد، وهو ما تأكد منه بزواجه منها، لذا ما إن شعرت ناهد بحريتها، حتى استيقظ الحب القديم في قلبها، غير أن كمال اجتهد في أن يهرب من نظرات عينيها، وظل يتعمد أن يتجاهل هذا الحب، رغم إحساسه الكبير بأنه ينمو بداخله، غير أن حبه لزوجته يمنعه من البوح بهذا الحب، فضلا عن أنه يخشى أن تفضحهما نظراتهما، ويعرف المحيطون بأمر هذا الحب، خاصة أن ابنة شقيقة زوجته الفنانة ماجدة الخطيب، تعمل معهما في الفيلم نفسه، لكن ناهد كانت أكثر جرأة، لم تعطه فرصة للتفكير أو التردد، فاتصلت بكمال وطلبت مقابلته:

= تفتكر إيه اللي ممكن يخلي راجل يتجاهل حب واحدة بتحبه جدا، وبتحاول تلفت نظره للحب ده، وهو متجاهلها وعامل نفسه مش واخد باله؟

* أبدا... مافيش عذر ممكن يخليه يتجاهل حب كبير زي ده... لكن ممكن الظروف هي اللي تكون منعاه أنه يعترف لها بحبه.

= ظروف إيه اللي ممكن تقتل حب قبل ما يتولد؟

* بصراحة مش عارف أقولك إيه.

= مش لازم تقول... وليه أصلا الراجل هو اللي لازم يقول... ولازم يبدأ بكلمة بحبك... ولا ليه هو اللي لازم يطلب إيدها للجواز؟. ليه الست ما تعملش كده لما تحس بالحب؟

* عندك حق طبعا... الراجل إنسان والست إنسان ومافيش فرق.

= علشان كده... أنا بحبك يا كمال.

بادرت باقتحام قلبه، فوجدته مهيئا تماما لتلك اللحظة، لتبدأ قصة حب ملتهبة، بعيدا عن أعين الجميع، وكان لابد أن يكلل هذا الحب بالزواج، غير أن كمال لم يرد أن يفتح الأبواب المغلقة، أو يثير الأقاويل حول حياته الخاصة، فبادرت ناهد مجددا بطلب الزواج:

* بالعكس... ده اليوم اللي بتمناه.

= مش واضح... إحنا مش بنعمل حاجة غلط... الحب ده من حقنا.

* أنا ماقلتش حاجة... بس مش عايزك تنسي إني متجوز وعندي زوجة وولدين.

= أنا مش ناسية... وموافقة إني أكون زوجة تانية.

* المشكلة مش في إنك توافقي ولا لأ... المشكلة في زيزي... مش ممكن هاترضى بالوضع ده وأكيد هاتطلب الطلاق... وعلشان أبني بيت تاني أهدم البيت الأولاني.

= خلاص أنا معنديش مانع أكون زوجة في الظل.

* صدقيني أنا نفسي الدنيا كلها تعرف بحبنا وتبارك جوازنا... لكن ما باليد حيلة... وأنا عمري ما هانسى موقفك ده.

وافقت ناهد شريف، ليس فقط على أن تكون زوجة في الظل، بل أيضا على أن يكون الزواج عرفيا، ولم يكتف كمال بذلك، بل أضاف شرطا آخر للزواج، وهو أن تتخلى ناهد عن أفلام "الإغراء"، وهو ما وافقت عليه أيضا، بل إنها راحت ترفض أي ألقاب توضع على أي أفيش فيلم مثل "ملكة الجاذبية" لدرجة أنها أعلنت رفضها لما فعله منتج فيلم "العبيط" أمام فريد شوقي، عندما وضع أفيش فيلم تتقاسم فيه البطولة معه وكتب قبل اسمها "ملكة الأنوثة المتفجرة"، لتتغير حياة ناهد شريف بارتباطها بكمال الشناوي.

الزلزال

اختار محمود ذوالفقار قصة "بعض ممن عرفت" للكاتب الصحافي الكبير محمد التابعي، ليحول إلى فيلم سينمائي، وعهد بكتابة السيناريو والحوار إلى محمد أبويوسف، الذي كتبه باسم "نورا" ليقوم كمال الشناوي بدور البطولة فيه، أمام نيللي، نجوى فؤاد، عادل أدهم، بدرالدين جمجوم، كريمان، المطرب محمد رشدي، وثلاثي أضواء المسرح، مع الفنان الكبير يوسف وهبي، وبينما يقف كمال ونيللي أمام الكاميرا، يوم الخامس من يونيه 1967، يصوران أحد مشاهد الفيلم، إذ بهما يسمعان مع كل المشاركين بالفيلم، صوت دوي صافرات الإنذار في كل مكان، حيث قامت إسرائيل بمهاجمة الأراضي المصرية السورية والفلسطينية في وقت واحد، فاحتلت سيناء من مصر، وهضبة الجولان من سورية، والضفة الغربية وقطاع غزة من فلسطين، لتتسبب الصدمة في شلل كل أوجه الحياة في مصر، فتوقفت الأفلام التي يتم تصويرها، إلى أجل غير مسمى، وإن كان كمال قد أكمل تصوير المشاهد القليلة المتبقية من فيلم "نورا"، غير أنه بعدها تفرغ مثل عدد كبير من الفنانين، لمساندة الوطن، سواء من خلال المجهود الحربي أو جمع التبرعات.

وقبيل نهاية عام 1968، وبعد أن استقرت الأوضاع إلى حد ما، وقام الجيش المصري بحرب استنزاف العدو الإسرائيلي، محققا عدة ضربات موجعة له، عادت عجلة السينما للدوران مجددا، فوجد كمال أنه لابد أن يعيد النظر في اختياراته بما يتناسب مع المرحلة التي تمر بها مصر، ودعوة الزعيم جمال

عبدالناصر إلى تصحيح الأوضاع، ونقد الذات وكشف الفساد، فاختار كمال من بين ما عرض عليه رواية الكاتب فتحي غانم "الرجل الذي فقد ظله"، التي كتب لها السيناريو والحوار علي الزرقاني، وإخراج كمال الشيخ، وفجأة رأت "المؤسسة العامة للسينما" جهة إنتاج الفيلم، أن ترشح الفنان أحمد مظهر للدور بدلا منه، ورغم حب المخرج كمال الشيخ للفنان أحمد مظهر واقتناعه الكبير بموهبته، إلا أنه رفض رفضا قاطعا، مؤكدا أن كمال الشناوي أنسب من يقوم بهذا الدور، ومهددا بأنه في حال إصرار المؤسسة على اختيار مظهر، سينسحب من الفيلم، فخضعت المؤسسة لاختيار المخرج، وقدمه كمال، وفاجأ الجميع بأدائه لشخصية الصحافي الانتهازي الذي يمكن أن يبيع مبادئه، ويتبرأ ممن حوله وساعدوه، وشاركه في بطولة الفيلم ماجدة، صلاح ذوالفقار، نيللي، عماد حمدي، يوسف شعبان.

بعده قدم كمال فيلم "لصوص على الموعد"، قصة الصحافي عادل حمودة، سيناريو وحوار أحمد

عبدالوهاب، إخراج حسام الدين مصطفى، أمام ناهد شريف، عادل أدهم، غير أن حركة الإنتاج تسير ببطء شديد، فوافق على السفر إلى لبنان لتصوير الفيلم المصري السوري "الرجل المناسب"، قصة فاروق صبري، سيناريو وحوار أبوالسعود الإبياري، إخراج حلمي رفلة، أمام النجمين السوريين نهاد قلعي، دريد لحام، ومعهما نادية لطفي، وزوز شكيب، والذي دارت أحداثه حول شركة لبنانية تقوم بإرسال مندوب لها إلى فرع القاهرة لاكتشاف سر خسائرها، فيتخفى هذا المندوب في شخصية "ساعي" منقول حديثا، ليبدأ في الكشف عن أسباب الخسائر.

قبل أن ينتهي تصوير الفيلم بيوم واحد، فوجئ كمال بزلزال قوي يدوي في أرجاء الوطن العربي، بخبر رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، فبكى كمال طويلا الرجل الذي أحبه، ورأى فيه مثلا أعلى للوطنية والنضال والعمل، لإعلاء شأن المواطن العربي، ويقوم كمال والفنانة نادية لطفي والمخرج حلمي رفلة، بعمل سرادق عزاء واستقبال المعزين، ثم غادروا لبنان إلى القاهرة في اليوم الثالث، بعد انتهاء تصوير الفيلم، ليقدم بعدها أمام نادية لطفي أيضا فيلم "اعترافات امرأة" قصة سعد زهير، سيناريو وحوار سعيد مرزوق، إخراج سعد عرفة، ومعهما صلاح ذوالفقار، محمود المليجي، ليلى طاهر، عبدالرحيم الزرقاني.

عاد كمال الشناوي للتعاون مجددا مع المنتج والمؤلف والمخرج حسين حلمي المهندس، من خلال فيلم "الأضواء" الذي كتبه وأخرجه حسين حلمي المهندس، الذي استعان بالوجه الجديد ناهد يسري، ليقدمها بدلا من ناهد شريف، في نفس نوعية الأدوار التي كانت تقدمها الأخيرة، بعد طلاقها منه وابتعادها عن أدوار الإغراء، وزواجها سرا من كمال، حيث شعرت ناهد بإحساس جديد مختلف، لم تشعر به من قبل، ومن فرط سعادتها راحت تؤكد أن سعادتها تكمن في كلمة ثناء تقال لها من النقاد، ورفضت أن تقبل أفلاما بها عري أو إغراء، بل واشترطت أن يذكر اسمها في "إعلانات" الأفلام دون ألقاب من نوعية "نجمة الإغراء" أو "الفاتنة"، أو غيرها من تلك الألقاب التي يمكن أن تترك لدى الجمهور رؤية أو فكرة معينة عن أدوارها.

صدمة وتحد

وبينما كان كمال مشغولا بتصوير الفيلم، صدم صدمة كبيرة، بخبر رحيل صديق عمره، ورفيق رحلة نجاحه، ملك الكوميديا في الشرق الفنان إسماعيل ياسين، بعد هبوط اسمه وابتعاده عن النجومية في أخريات أيامه، وعودته لغناء المونولوج في الملاهي الليلية، مثلما بدأ حياته، فأضاء ذلك لمبة في عقل كمال الشناوي، خشية أن يلقى المصير نفسه، خاصة بعد نجومية الجيل التالي له وتصدرهم "أفيشات" الأفلام، أمثال صلاح ذوالفقار، شكري سرحان، وأحمد مظهر، فضلا عن ظهور جيل جديد من النجوم الشباب، أمثال نور الشريف، حسين فهمي، محمود ياسين، سمير صبري، وأحمد مرعي، وغيرهم من جيل مطلع السبعينيات، الذين رأى المنتجون أن تتصدر أسماؤهم "أفيشات" الأفلام، بما يتناسب مع المرحلة الجديدة، ومرحلة الشباب، ليقدموا أدوار شباب في العشرينيات، وقد تخطى كمال الشناوي الخمسين من عمره، وأصبح على مشارف الستين، فوجد أن التلفزيون يمكن أن يعوض عن البطولة الغائبة في السينما، فقبل القيام ببطولة مسلسل "الرجل الغامض" قصة وسيناريو وحوار رمضان خليفة، إخراج محمد نبيه، بطولة محمود ياسين وسامية شكري، عبدالغني النجدي، الذي دارت أحداثه في ثلاث عشرة حلقة، حول شخصية رجل غامض يثير الشكوك في من حوله، حتى أقرب الناس إليه، ثم ينكشف غطاء هذا الغموض، ليصدم الجميع.

وخلال تصوير مسلسل "الرجل الغامض" سرت شائعة، لم يعرف كمال الشناوي مصدرها، لكنه عرف الغرض منها، وهو شن حرب ضده للحد من نجاحاته، حيث انتشرت شائعة بين الموزعين أن كمال الشناوي أصبح وجها غير مرغوب فيه في دول شمال إفريقيا، تونس والجزائر والمغرب، وهذا السوق تحديدا يعد سوقا رائجا في التوزيع الخارجي للفيلم المصري، وإذا كان كمال الشناوي غير مرغوب فيه هناك، فمن المؤكد أن الموزعين سيطلبون من المنتجين عدم إنتاج أفلام لكمال الشناوي، لأنه غير مطلوب في هذا السوق، لذا ما إن عرض عليه فيلم "دمي ودموعي وابتسامتي" عن قصة إحسان

عبدالقدوس، سيناريو وحوار كوثر هيكل، حتى وافق عليه على الفور، عندما علم أن عددا كبيرا من مشاهد الفيلم سيتم تصويره في المغرب، رغم أن العقد نص على أن يكتب اسمه الخامس في إعلان الفيلم بعد نجلاء فتحي ونور الشريف وصلاح نظمي وحسين فهمي، غير أن ذلك لم يكن يمثل مشكلة لدى كمال، لاقتناعه بأن ذلك أمر طبيعي، مثلما فعل هو مع كبار النجوم الذين ظهر في عهدهم، وتقدم باسمه عليهم، لاعتماد السينما المصرية تحديدا على الشباب.

سافر كمال الشناوي إلى المغرب مع فريق العمل لتصوير مشاهد الفيلم الخارجية، ليحاول أن يحل أزمة انصراف جمهور المغرب العربي عنه، ومعرفة سبب الأزمة، غير أن المفاجأة التي لم يتوقعها، والتي أدهشته بشكل غير طبيعي، أن الجماهير المغربية ما إن علمت أن كمال الشناوي موجود حتى زحفت إلى المطار لتكون في استقبال نجمها المفضل بالورد، ما جعل دموعه تسيل من شدة الفرح، وقامت سلطات المطار بفتح قاعة "كبار الزوار" لهم في حين تهتف الجماهير:

= كمال الشناوي يعيشك... كمال الشناوي يعيشك.

بدأ تصوير الفيلم، في الرباط، وأثناء التصوير، كان سيل من الفتيات المعجبات يتدافع إلى الاستديو كل يوم من الصباح إلى المساء، حتى اضطر مدير الاستديو أن يخصص ساعتين من الثالثة عصرا إلى الخامسة مساء كما تفعل المستشفيات، لزيارة الجمهور لنجمهم المحبوب كمال الشناوي، ثم كان على فريق العمل الانتقال إلى "طنجة" لتصوير عدد من المشاهد هناك، فقامت إذاعة "طنجة" في الصباح بإذاعة خبر أن كمال الشناوي في طريقه إلى البلد، لتصوير مشاهد من فيلمه الجديد في "طنجة"، فكان هذا الخبر سببا في تعطيل المرور لأكثر من ساعتين، فقد قطعت الجماهير الغفيرة التي توافدت طريقه، واستطاعت أن تحصل منه على 1500 صورة تذكارية، كان قد أعدها سلفا لتكفي العام كله، غير أنه وزعها خلال ساعتين فقط.

وقبل أن ينتهي تصوير الفيلم، لاحظ المخرج حسين كمال انتهاء "علب الفيلم الخام" فكان عليه أن يوقف التصوير عدة أيام، لحين إحضار "علب خام" من فرنسا، فأراد كمال أن يقوم بمحاولة ربما استطاع أن تساعد في سرعة إنهاء جلب "علب الفيلم الخام من الخارج"، وهي أن تقوم مؤسسة السينما المغربية بطلب "الخام" باسمها، فكانت المفاجأة التي لم يتوقعها هو أو كل فريق الفيلم، أن قامت مؤسسة السينما المغربية بتوفير "علب الفيلم الخام" من المؤسسة، لأجل اسم كمال الشناوي فقط.

كانت هذه الحفاوة وهذا التكريم الكبير، أهم من منح كمال الشناوي أكبر الأوسمة، أو فوزه بأهم الجوائز، حيث أعادت هذه الرحلة له الثقة في اسمه وفنه، ورد على كل المشككين المغرضين، الذين أرادوا شن حرب ضده، بأنه لايزال موجودا على القمة ينافس، حتى النجوم الجدد من الشباب، فلم يلق كل من حسين فهمي ونجلاء فتحي، بطلي الفيلم، الترحاب نفسه الذي لاقاه النجم الكبير.

ناهد شريف... حطام امرأة
تغيرت حياة ناهد شريف بارتباطها بزواج سري من كمال الشناوي، لكن السعادة لم تدم طويلا، إذ بعد أن عاشا معا 6 سنوات، كانا فيها أسعد زوجين، كان كل منهما يمثل كل مشاعر الحب للآخر، إذا بها تجده فجأة لم يعد يعدل في تقسيم وقته بينها وبين زوجته الرسمية أمام المجتمع، السيدة زيزي الدجوي، فشعرت بأنها ليست فقط زوجة ثانية، إضافة إلى أنها الزوجة السرية غير الرسمية، بل شعرت أيضا بظلم بين في عدم العدل بينهما، فتولد الملل بداخلها، وباتت ترفض وتتمرد على هذا الوضع، وتضيق بكونها ربع زوجة، تعيش ربع الوقت مع زوجها وسرا، وبالرغم من حبها الشديد لكمال، إلا أنها تأثرت فنيا بذلك الموقف، وأثر سلبا على حياتها الفنية بعد أن وصلت إلى القمة، وخلق ذلك بداخلها نوعا من أنواع التحدي لنفسها، فأرادت أن تضع كمال في اختبار قاس، فطلبت إعلان زواجهما رسميا أمام المجتمع كله، أو أن يطلقها، على أمل أن يتمسك بها، ويمنحها بعضا من حقوقها، لكنها لم تتوقع رد فعل كمال، الذي يعتز بنفسه وكبريائه لأبعد حد، فلم يتردد لحظة وطلقها، وسط ذهولها من هذه الاستجابة السريعة لطلب قالته على سبيل التهديد، ولم تتخيل أن يطلقها الشناوي بهذه السرعة ولا يتمسك بها، فساءت حالتها النفسية بشكل كبير، ولكي تتخلص من تلك الحالة السيئة التي وصلت اليها، قررت الابتعاد عن العمل لفترة، غير أن ابتعادها لم يكن علاجا، فقررت الهجرة إلى بيروت تحت دعوى "رحلة النسيان" في محاولة يائسة لنسيان أزمة طلاقها من كمال، بل ونسيان حبه الكبير في قلبها، ذلك الحب الذي كان سببا كبيرا في تغيرات كثيرة في حياتها وشخصيتها، فبعد أن أصبحت متحفظة وجادة وزوجة لكمال الشناوي، تحولت إلى النقيض بعد الطلاق، وما إن سافرت إلى بيروت، حتى راحت تقضي معظم أوقاتها في الملاهي الليلية، تشرب وترقص، وتنفق ببذخ شديد، ما استلزم أن تعمل لكي تنفق على تلك الليالي، فاستغل البعض حاجتها للمال، وعرضوا عليها تقديم فيلم، ليس فقط يعيدها لمرحلة الإغراء، بل تتخطى فيه كل مراحل الإغراء، حيث بدت في الفيلم عارية تماما، لتنقلب حياتها للضد تماما وتتدهور حالتها النفسية.

البقية في الحلقة المقبلة

رحلة المغرب أعادت الثقة للشناوي بنفسه وفنه واسمه

كمال الشناوي يبكي رحيل جمال عبدالناصر ويستقبل العزاء هو ونادية لطفي

مؤسسة السينما ترشح مظهر لـ«الرجل الذي فقد ظله» والشيخ يهدد بالانسحاب

استقبال تاريخي لكمال الشناوي في المغرب
back to top