المسلمون في مرمى العمليات الإرهابية (11- 15)

نشر في 01-07-2016
آخر تحديث 01-07-2016 | 00:03
يبدو الإسلام في عصرنا المتهم الأول بالإرهاب. ثمة باحثون ومؤرخون يربطون ظلماً بين الدين وبين الممارسات الإرهابية التي يقوم بها بعض المنحرفين من أتباع الإسلام. رأينا أن متطرفي الدينين السماويين السابقين للإسلام (اليهودية والمسيحية) استغلوا نصوصهما لتبرير جرائمهم وإسباغها بالطابع الديني بحثا عن الشرعية، والإسلام لم يكن استثناء من تلك القاعدة، إذ شهد تاريخ الدولة الإسلامية صوراً للانحراف والضلال، واستغلت حركات إرهابية إجرامية تفسيرات مغلوطة للنصوص الدينية لتضفي على جرائمها شرعية زائفة.
للأسف، ربط مراجع ومؤلفات بين الإسلام وبين الإرهاب لا يخلو من أغراض ما، وتجاهل عن عمد لحقيقة بالغة الأهمية وهي أن تلك الجماعات الإرهابية الضالة، إنما خرجت عن تعاليم الإسلام، وارتكبت أفعالا لم يأت بها الإسلام، وكان المسلمون (كما سنرى في السطور التالية) في مقدمة ضحايا تلك الجرائم. بالتالي، كان الأولى أن توصم تلك الجماعات بالخروج عن الإسلام، لا أن يتهم الإسلام بانتماء هؤلاء المجرمين إليه!
مع أن الإسلام دين السلام والرحمة والعدل والوسطية والأمن والأمان ولم يدع إلى الحرب على الناس أو سلب الممتلكات والبغي والظلم، فإنه لم يسلم من ظهور فئات تخالف التعاليم السمحة. بل إن المسلمين أنفسهم عانوا من الجرائم الإرهابية التي ارتكبت بحقهم، ولعل ما لاقاه الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون الأوائل من عمليات استهداف وتعذيب وحشي، أحد الأمثلة على معاناتهم. لكن ذلك لا يمنع أن عصورا لاحقة شهدت مخالفات لتعاليم الإسلام، وظهور جماعات متطرفة أساءت تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، فأولتها تأويلا يناسب جنوحها إلى الجريمة، ويتوافق مع أغراضها المنحرفة.

الخوارج أصل الإرهاب

«الخوارج» إحدى الجماعات المبكرة التي عرفها الإسلام وتبنت تلك التأويلات الخاطئة لنصوص الدين، وانتهجت العنف والقتل وسيلة للتعامل مع مخالفيها حتى لو كانوا من كبار الصحابة، يعتبرها مفكرون كثر وعلماء أصل الإرهاب المتأسلم، ففكر الخوارج التكفيري النواة الأولى للفرق والجماعات الإرهابية التي اتخذت العنف سبيلًا للتغيير.

«الخوارج» هم الذين خرجوا على سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ونتج من خروجهم قتله، ثم في خلافة سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) زاد شرهم وانشقوا عليه وكفروه، وكفروا الصحابة لأنهم لم يوافقوهم على مذهبهم، وهم يحكمون على من خالفهم في مذهبهم أنه كافر.

وينسب إلى الخوارج، أيضاً، أنهم أول من استخدم الإرهاب الفكري في وجه مخالفيهم ثم قتالهم ثانية، وقد شابهتهم جماعات دينية معاصرة، فقد استخدموا نصوص القرآن بطريقة مغلوطة وفرضوها على الجميع، ومن لم يوافقهم هذا التفسير كفروه وقتلوه. ومن الأمثلة على ذلك استشهاد الخوارج على أبطال التحكيم بقول الله سبحانه: «إن الحكم إلا لله»، فالمعنى المأخوذ من الآية صحيح في الجملة، وأما التفصيل فيحتاج إلى بيان. لذلك ردّ عليهم علي بن أبي طالب بنفسه، حين قال لهم قولته الشهيرة: «كلمة حق أريد بها باطل». لكنهم رفضوا الامتثال، بل خرجوا بقواتهم عن جيشه وبدأوا في قتاله فقاتلهم في معركة «النهروان» وهزمهم، إلا أنهم لم يستسلموا وبدأوا في حياكة المؤامرات حتى تمكنوا من قتل الخليفة الراشدي الرابع، وكانوا يدبرون كذلك لقتل معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وكبار الصحابة.

للأسف الشديد، امتلأ تاريخ الإسلام بسبب هذا الإرهاب الفكري والانحراف في التفسير والتأويل للنصوص الدينية بكثير من أوجه الفتن والأزمات، ويكفي أن نعرف أن الخلفاء الراشدين الثلاثة الذين أعقبوا سيدنا أبا بكر تم اغتيالهم غدرا. أما الحسن والحسين ابنا سيدنا علي، وحفيدا النبي فقد مات الأول مسموماً والثاني مقتولاً على النحو المروع الذي تذكره كتب التاريخ عن معركة «كربلاء». ولم تهدأ الأمور بعد ذلك، بل تشهد وقائع التاريخ أن كثيراً من خلفاء الدولة الأموية والعباسية كان مصيرهم القتل على يد خصومهم، سواء في مواجهات مباشرة أو من خلال مؤامرات.

بالعودة إلى حركة الخوارج، تشير كتب السيرة إلى أن بذور هؤلاء كانت في عهد الرسول (ص)، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي سعيدٍ الخُدْري أنه قال: بينما نحن عند رسول الله وهو يقسم قسماً، أي يقسم مالاً، إذ أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل! فقال: ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل. فقال عمر: يا رسول الله إئذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال: دَعهُ، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم (أي من شدة عبادتهم)، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم (والترقوة هي العظمة الناتئة أعلى الصدر أي يقرأون القرآن ولا يفقهونه)، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية... قال أبو سعيد: فأشهدُ أني سمعت هذا الحديث من رسول الله، وأشهدُ أن عليا بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه.

جرائم خطيرة

على مر التاريخ كانت للخوارج جرائم خطيرة، ومن بينها ما ذكره ابن كثير في «البداية والنهاية» عن قتلهم لعبدالله بن خباب بن الأرت، صاحب رسول الله (ص)، فقد أسروه وامرأته معه وهي حامل فقالوا له: من أنت؟ فقال: أنا عبدالله بن خباب صاحب رسول الله (ص)، وأنتم قد روعتموني. فقالوا: لا بأس عليك، حدثنا ما سمعت من أبيك. فقال: سمعت أبي يقول نقلا عن رسول الله (ص): «ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي»، فقادوه بيده، فبينما هو يسير معهم إذ لقي بعضهم خنزيراً لبعض أهل الذمة، فضربه بعضهم بسيفه فشق جلده، فقال له آخر: لم فعلت هذا وهو لذمي؟ فذهب إلى ذلك الذمي فاستحله وأرضاه، وبينما هو معهم إذ سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحدهم فألقاها في فمه، فقال له آخر: بغير إذن ولا ثمن؟ فألقاها ذاك من فمه، ومع هذا قدموا عبدالله بن خباب فذبحوه، وجاؤوا إلى امرأته فقالت: إني امرأة حبلى ألا تتقون الله عز وجل! فذبحوها وبقروا بطنها عن ولدها».

وتكشف تلك الواقعة مدى الانحراف الفكري الذي يعانيه هؤلاء، فهم يستكبرون إيذاء خنزير، ولا يتورعون عن ذبح أحد صحابة رسول الله (ص) وبقر بطن زوجته الحامل!

واتسعت حركة الخوارج، وانتشرت في كثير من المناطق الإسلامية، وفي مقدمها العراق، التي كانت ولا تزال مسرحاً لظهور تلك الجماعات والحركات الإرهابية حتى يومنا هذا. وكان الخوارج أول من كفر المسلمين بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله، وكانت من بين أكثر جماعات الخوارج انحرافا فرقة «الأزارقة «، سموا بهذه التسمية نسبة إلى مؤسسها نافع بن الأزرق، اتصفوا بالغلو والتطرف، ومنها نظريتهم بأن جميع مخالفيهم من المسلمين مشركون، وأن من لا يسارع إلى دعوتهم واعتناق مذهبهم فإن دمه ودم نسائه وأطفاله حلال، وقد كفّروا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) واعتبروا قاتله عبد الرحمن بن ملجم شهيداً بطلاً.

وارتكب أنصار تلك الفرقة كثيراً من الجرائم، وأشاعوا الإرهاب في ربوع المسلمين. خرجوا بقيادة سهم بن غالب الهجيمي والخطيم واسمه يزيد بن مالك سنة 46 هـ، ونزلوا بالقرب من مدينة البصرة، وهناك أخذوا في ارتكاب جرائم القتل، وكانوا يقتلون من يقول إنه مسلم ويتركون من يقول إنه من أي ملة كان. في أثناء ذلك الخروج، مرّ بهم الصحابي عبادة بن فرص الليثي راجعا من غزوة، ومعه ابنه وابن أخيه فقال لهم الخوارج: من أنتم؟ قالوا: قوم مسلمون. قالوا: كذبتم. قال عبادة: سبحان الله! اقبلوا منا ما قبل رسول الله (ص) مني، فإني كذبته وقاتلته ثم أتيته فأسلمت فقبل ذلك مني، قالوا: أنت كافر وقتلوه وقتلوا ابنه وابن أخيه.

ووضع الخوارج نظاماً متطرفاً في الحكم والإدارة، هو قريب الشبه بالأنظمة المتطرفة التي تطبقها جماعات السلفية الجهادية  مثل «داعش» و«أنصار الشريعة» و«أنصار بيت المقدس» و«القاعدة»، يقوم على قتل كل من يخالفهم أو يشكون في عدم ولائه لهم، فضلا عن المبالغة في ارتكاب الجرائم ونشر صور الرعب والتخويف كنوع من الحرب النفسية.

ثورة الزنج

لم يكن انهيار الدولة الأموية التي أنهكتها الحروب ضد الخوارج نهاية لجماعات الإرهاب، فقد استمرّ ظهور تلك الحركات، ومن بينها ما شهدته الدولة العباسية إبان ما عرف بـ»ثورة الزنج». ورغم أن تلك الثورة رفعت، في البداية، شعارات اجتماعية مطالبة بحقوق الفئات المستضعفة، فإنها سرعان ما انجرفت نحو القتل والإرهاب، وقد تزعم تلك الحركة عام 255 هـ/ 869 م علي بن محمد، وهو فارسي الأصل، وشخصية محيرة فعلاً، فاتصف بأنه رجل طموح وموهوب، وظهر كشاعر في بلاط الخليفة بسامراء، ثم ظهر كقائد ديني مدعياً الانتساب إلى سيدنا علي (رضي الله عنه) وقد أحلَّه أتباعه من أنفسهم محل النبي حتى جُبِي له الخراج، قبل أن يدعي لنفسه النبوة، وأنه «المهدي المنتظر»، والتزم في مراحل حياته بأفكار الخوارج، رغم أنه سعى إلى مغازلة الشيعة والاستفادة من تأييدهم له.

وما يهمنا في هذا السياق أنه حشد إليه زنوجاً كانوا يعملون في كسح السباخ بالقرب من البصرة، فراح يحرضهم على أن يثوروا معه على ساداتهم بسبب سوء ما يلقون من المعاملة، ويعدهم بالتحرر من الرق وبالثروة، وأن يكونوا مالكين للعبيد. أثرت فيهم دعوته، فاستجابوا لها واستولوا على كثير من الأسلحة والثروات، وهزموا الجيوش التي سيرت لقتالهم، وبدأوا الهجوم على بلدان مجاورة للبصرة، فحرروا من فيها من الأرقاء وضموهم إلى صفوفهم ثم نهبوها وأشعلوا فيها النار، وهاجموا بلاداً أخرى واستولوا على كثير منها، وسيطروا تقريباً على جنوبي إيران والعراق حتى دقوا أبواب العاصمة بغداد نفسها.

وفي عام 256هـ/ 871 م استولى المهلبي قائد الزنوج على البصرة فدمرها عن آخرها، وذبح ثلاثمئة ألف من أهلها وسبى الجنود الزنوج آلافاً من النساء واسترقوا آلافاً من الأطفال البيض بعضهم من بني هاشم أنفسهم، وروى بعض الكتب التاريخية أنه أصبح لكل عبد زنجي عشر نساء علويّات شريفات كن يُبعن في الأسواق بدرهمين أو ثلاثة!

وبعدما انتهى الزنج من البصرة هجموا على الكوفة ودمّروها، وأرسل الخليفة المعتز بالله جيشاً كبيراً يضم 15 ألف مقاتل لقتال الزنج، فدارت بينهم موقعة شديدة انهزم فيها العباسيون وقتل قائد الجيش، فمثّل الزنج بجثته ورموها في الفرات... وظلت نار الفتنة مشتعلة 13 سنة، سيرت خلالها عدة جيوش وفر من الزنج عدد كبير وحوصر من بقي، وانتهى الأمر بأن تغلب عليهم جيش الخلافة، وقُتل علي بن محمد وحُمل رأسه إلى الوزير المنتصر، لتنتهي تلك الحركة، لكن تبقى جرائمها مسجلة في التاريخ.

حركة القرامطة
ورغم ما ارتكبه الخوارج والزنج من إرهاب، فإن ذلك لا يقاس بالمقارنة مع ما ارتكبته جماعة إرهابية غريبة في التاريخ الإسلامي، هي حركة القرامطة، التي تجمع بين الأفكار الفاسدة، السلوك الدموي، والجنون الذي لا يخطر على عقل، وقد ظهر القرامطة بداية في الكوفة بالعراق ومنها انتشروا في بلاد الشام واليمن، واشتد عودهم أخيراً في البحرين، وجمعوا الأنصار تحت لواء من الشعارات الإسلامية الزائفة.

وينتسب القرامطة إلى حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط لقصر قامته وساقيه وهو من الفرقة الإسماعيلية من خورستان، رحل إلى الكوفة وتظاهر بالزهد والورع ودعا إلى إمامة أهل البيت فاعتنق مجموعة من الناس مذهبه، واستفحل أمرهم في منطقة الكوفة في عهد الخليفة المعتضد، فبنوا لأنفسهم قرية في الكوفة سنة 277 هـ وحفروا حولها خندقاً وبنوا سورا وسكنوا فيها، وانشقوا عن الشيعة الإسماعيلية وأصبحت لهم أفكار خاصة، منها إسقاط الصوم والصلاة عنهم وإباحة نهب أموال غيرهم، ثم بدأوا بسفك الدماء وقتل من خالفهم، وحاربهم الخليفة المعتضد وانتصر عليهم، ثم ظهر القرامطة بعد موت المعتضد بشكل أقوى وتطورت أفكارهم حتى أنهم أشركوا بالله وأنكروا النبوة وأركان الإسلام وأشاعوا الزنا، وابتدعوا عادات كانت موجودة في الديانات الفارسية القديمة. ويقول الإمام أبو حامد الغزالي إن أفكار القرامطة هي تطوير للعقائد الفارسية القديمة، فهي خليط من المجوسية والإلحادية والزرادشتية.

وقد ركّز القرامطة في دعوتهم على الموالي والعبيد الحاقدين على أسيادهم والأُجراء والمزارعين الناقمين على أصحاب المهن والأراضي، وكي يستقطبوهم ابتدعوا فكرة إشاعة المال وشيوعيّة الأراضي، كذلك بثّوا وبقي عندهم العنصر الرئيس ألا وهو الشباب، الوقود الأساس لكلّ تمرّد وثورة... ووجدوا أن خير أسلوب لجذبهم هو بثّ الفكر الانحلالي وجذبهم بالشهوات... فاستباحوا الزنا والخمر واللواط وسائر المحرّمات، وجعلوا النساء مشاعاً بينهم، وأباحوا نكاح الأقارب من أخوات وبنات وما شابه. ورغم الاختلاف في التفاصيل، لكن يبقى المبدأ متشابها مع ما تقوم به التنظيمات المتطرفة راهناً مثل داعش وغيره من اجتذاب للشباب، بإثارة الشهوة للنساء والأموال والسلطة، وتغليفها بغطاء ديني مثل جهاد النكاح وغيره.

وتعددت جرائم القرامطة على مدى القرنين اللذين استغرقتهما حركتهم، لكن أخطر تلك الجرائم الجنونية هي هجومهم على مكة المكرمة، وقتلهم حجاج بيت الله الحرام وسرقتهم الحجر الأسود. هم هاجموا البحرين سنة 317 هـ بقيادة سليمان أبو طاهر القرمطيّ مكة المكرمة في موسم الحج، وقتلوا نحو ثلاثين ألفا من أهلها ومن الحجاج وسبوا النساء، وخلعوا باب الكعبة، وسلبوا كسوتها، واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه، وحملوه إلى بلادهم، وأعملوا السلب والنهب في مكة، وعادوا إلى البحرين يحملون الحجر الأسود حيث أبقوه عندهم نحو 22 سنة، ثم أعادوه إلى مكة.

ويحكي ابن كثير تفاصيل مرعبة عن تلك الجريمة، فيقول إن القرامطة قتلوا في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقاً كثيراً، وجلس «أبوطاهر» على باب الكعبة والرجال تُصرع حوله والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام، وكان ينشد: أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا

وكان الناس يفرون من القرامطة فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئاً، بل يُقتلون وهم كذلك ويطوفون فيُقتلون في الطواف. فلما انتهى «أبوطاهر» من تلك المذبحة في جوف الكعبة أمر بدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثراً منهم في أماكنهم من الحرم وفي المسجد الحرام، وهدم قبة زمزم وأمر بقلع الكعبة ونزع كسوتها عنها وقسمها بين أصحابه، واستولى على الحجر الأسود وتم تقسيمه إلى قطع وبقي عندهم 22 سنة قبل أن يتدخل الخليفة الفاطمي في مصر ويجبرهم على رده إلى مكة.

وكانت نهاية القرامطة في عهد المستنصر سنة 470 هـ في موقعة سميت الخندق حيث تم القضاء على واحدة من أخطر جماعات الفوضى والإرهاب في التاريخ الإسلامي بعد نحو قرنين من الزمن، أشاعوا فيها الرعب والخراب.

الجماعات المتطرفة أساءت تفسير الآيات القرآنية لتناسب جنوحها إلى الجريمة

«الخوارج» كفّروا وذبحوا الصحابة واغتالوا سيدنا «عليّاً» واعتبروا قاتله شهيداً

حركة القرامطة تجمع بين الأفكار الفاسدة والسلوك الدموي
back to top