القاهرة ترصد تناقضاً في تصريحات تركيا وتتشدد بالمطارات

● وزير التربية يرفض إعادة الاختبارات ويستبعد مستشارين
● السيسي يحذر من استغلال الخلاف المذهبي بين المسلمين

نشر في 30-06-2016
آخر تحديث 30-06-2016 | 00:04
سيدة فلسطينية تنتظر وأطفالها السماح لهم بالعبور من قطاع غزة إلى سيناء عبر معبر رفح الحدودي الذي سمحت السلطات المصرية بفتحه خمسة أيام ابتداء من يوم أمس (أ ف ب)
سيدة فلسطينية تنتظر وأطفالها السماح لهم بالعبور من قطاع غزة إلى سيناء عبر معبر رفح الحدودي الذي سمحت السلطات المصرية بفتحه خمسة أيام ابتداء من يوم أمس (أ ف ب)
أعلنت السلطات المصرية حالة الاستنفار الأمني في المطارات أمس، في حين قالت إنها لا تزال ترصد تناقضاً في التصريحات التركية حول المصالحة بين البلدين.
قبل يوم من حلول الذكرى الثالثة لاحتجاجات «30 يونيو» التي أطاحت الرئيس المصري السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، عبرت وزارة الخارجية المصرية عن عدم الارتياح لاستمرار التناقض في التصريحات والمواقف التركية، والتأرجح ما بين إظهار الرغبة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر، وبين استمرار حالة عدم الاعتراف بشرعية ثورة «30 يونيو»، وما نتج عنها من أوضاع سياسية ومؤسسات شرعية اختارها الشعب المصري.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في بيان له أمس الأول: «إنه مع ترحيبنا بكل جهد يستهدف تحسين تركيا لعلاقاتها مع مصر، إلا أنه يجب أن يكون واضحاً أن الاعتراف بشرعية إرادة الشعب المصري ممثلة في ثورة 30 يونيو، وما نجم عنها من تولي مؤسسات شرعية مسؤولية إدارة البلاد، يحتم الاعتراف بها والانخراط في العمل معها كنقطة انطلاق لتطوير علاقة تركيا مع مصر».

وجاءت تصريحات المسؤول المصري تعقيبا على التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم، على مدار اليومين الماضيين، والتي قال فيها إن بلاده ترى أن لا مانع من تطوير العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر، وعقد لقاءات بين مسؤولي البلدين، مع استمرار الموقف التركي الرافض لـ«الانقلاب» على مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر الحديث.

تشدد في المطارات

وبينما دانت مصر الهجوم الإرهابي على مطار إسطنبول التركي، كشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ»الجريدة»، أن مصر اتخذت إجراءات أمنية مشددة في مطارات البلاد، ورفعت درجة الطوارئ في مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، مع الدفع بتعزيزات مختلفة من مكافحة الإرهاب وقوات الكشف عن المتفجرات، تحسبا لأي عمليات إرهابية قد تستهدف المطارات المصرية. وتابع المصدر أن وفدا من جهات سيادية تفقد الإجراءات الأمنية في مطار القاهرة الدولي، والتأكد من عمل كاميرات المراقبة وأجهزة الكشف عن المفرقعات، مؤكدا أن القاهرة قررت تعليق جميع الرحلات الخاصة بها إلى إسطنبول، لحين استقرار الأوضاع هناك.

وأشار إلى أن وفدا مصريا سيقوم بزيارة مطار أتاتورك خلال الأيام القليلة المقبلة، للاطمئنان إلى إجراءات الأمن، وذلك لضمان سلامة المسافرين.

أزمة التسريبات

وبينما تظاهر العشرات من طلاب الثانوية العامة في وسط القاهرة أمس، احتجاجا على تسريب الامتحانات، علمت «الجريدة»، أن وزير التربية والتعليم، الهلالي الشربيني، اتخذ قرارا باستبعاد ثلاثة من كبار مستشاريه، على خلفية تسريب الامتحانات والاجتماعات الخاصة بالوزارة، في حين تم تسليم قائمة بأسماء واضعي الامتحانات من مستشاري ومساعدي وزير التعليم، إلى جهات أمنية.

واستمع وزير التعليم لعدد من المقترحات من عدد من كبار قيادات الوزارة، في اجتماع أمس الأول، من ضمنها مقترح بإعادة الامتحانات بالكامل، إلا أن هذا الاقتراح رفض، في حين قرر الوزير استبعاد الكثير من العاملين بالمطبعة السرية الخاصة بالوزارة، وقرر تعيين عناصر جديدة ولكن بعد انتهاء التحريات الأمنية عنهم، خاصة أن هيئة الأمن القومي ستكون مسؤولة عن طباعة الامتحانات خلال الفترة المقبلة لإنهاء الأزمة الحالية.

إحباط

ونجحت قوات الجيش المصري في إحباط هجوم إرهابي واسع في شمال سيناء مساء أمس الأول، وأعاد الهجوم الأخير إلى الذاكرة هجمات متفرقة شنتها الجماعات الإرهابية على عدة نقاط أمنية في سيناء يوليو الماضي، ما خلف عشرات القتلى من رجال الجيش.

مصدر أمني قال لـ»الجريدة»، أمس، إن قوات الجيش نجحت في تصفية 33 «تكفيرياً» من تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، وإصابة 50 اخرين على الأقل، خلال قصف جوي للجيش المصري استهدف عدة بؤر إرهابية شمال سيناء مساء أمس الأول.

وأضاف المصدر أنه تم رصد وتتبع عدة تجمعات بقرى التومة واللفتيتات والشلاق وقبر عمير التابعة لمدينة الشيخ زويد، كانت في طريقها لتنفيذ هجوم إرهابي كبير في شمال سيناء.

السيسي

من جهة أخرى، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مشاركته في احتفال اقامته وزارة الأوقاف بمناسبة ليلة القدر أمس، من مغبة استغلال الخلاف المذهبي بين المسلمين، لافتا إلى أن تفاقم هذا الخلاف يؤدي إلى مزيد من التقسيم والفُرقة، وشدد على أهمية التصدي للتطرف من خلال عمل جاد ومنظم، والعمل على الحيلولة دون توسعه واستمراره في تشويه صورة الدين.

back to top