وزير الأوقاف المصري د. محمد مختار جمعة لـ الجريدة.: نحتاج إلى اجتهاد جماعي... وغلق الباب أمام تجار الدين

«العمل العربي والإسلامي المشترك والتكامل الاقتصادي مطلب ضروري»

نشر في 30-06-2016
آخر تحديث 30-06-2016 | 00:03
أيَّد وزير الأوقاف المصري، د. محمد مختار جمعة، دعوة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، إلى الاجتهاد الجماعي في المستجدات والقضايا المهمة، وإغلاق الباب أمام غير المختصين أو المتاجرين بالدين.
ودعا جمعة في مقابلة مع "الجريدة" إلى ضرورة العمل العربي والإسلامي المشترك في مجال التعاون والتكامل الاقتصادي، مؤكداً أن ذلك بات مطلباً ملحاً. وإلى نص المقابلة..
● لماذا تركز في كثير من أحاديثك وخطبك على موضوع الأخلاق؟

- هذا موضوع في غاية الأهمية، فالأخلاق تبني الحضارات، والأمم التي لا تقوم على الأخلاق السوية تحمل عوامل سقوطها في أصل بنيانها، والناس جميعاً بفطرتهم السوية لا يملكون سوى احترام صاحب الخلق الحسن، سواء أكان شخصا أم أمة.

● ما حقيقة إعدادكم حالياً لموسوعة عن الأخلاق؟

- نعم، نعد موسوعة الدروس الأخلاقية، ونأمل أن تتحول إلى واقع ملموس في الأسابيع القليلة المقبلة، من خلال نشر بواكير موضوعاتها وشرعنا في إعداد موسوعة الدروس الأخلاقية، لتكون زادا فكريا وثقافيا ومعرفيا وأخلاقيا للمجتمع كله من جهة، ودعماً للأئمة في إعداد دروسهم في مجال الأخلاق من جهة أخرى، للإسهام في بناء منظومة أخلاقية وقيمية تسهم في تصويب ما اعوج أو انحرف.

اختطاف الخطاب الديني

● برأيك، هل الخطاب الديني كان مختطفاً؟

- هذا أمر حقيقي، فقد عانى الخطاب الديني لعقود طويلة من اختطافه من بعض الجماعات، التي حاولت توظيفه لأغراض سياسية أو سلطوية، وعملت على استقطاب الشباب والناشئة، من خلال العاطفة الدينية القوية لديهم، حتى انحرفوا بهم، بل انجرفوا ببعضهم في أتون التشدد والتطرف والإرهاب، ومن هنا كان حرصنا على خروج قانون ينظم ممارسة الخطابة والدروس الدينية بالمساجد وما في حكمها، بقصر ذلك على المؤهلين المتخصصين.

● دعا شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب إلى ضرورة الاجتهاد الجماعي، من خلال كبار علماء الأمة، فما رأيك؟

- الأمة في أمسِّ الحاجة إلى تلبية دعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى ضرورة الاجتهاد الجماعي في القضايا المهمة على يد كبار علماء المسلمين ممن يحملون هموم الأمة ومشكلاتها ولم يغرهم بريق الدنيا وأطماع السياسة والجاه والمال، لينظروا في القضايا الشائكة والعالقة، مثل الإرهاب والتكفير والهجرة، وتحديد مفهوم دار الإسلام، ودار الحرب، وقضايا المرأة، وتحديد أوائل الشهور العربية بالحساب الفلكي، ومسائل الحج، وخاصة: الإحرام من جدة للقادم جواً أو بحراً، وكذلك رمي الجمرات في سائر الأوقات، وأيضا استنهاض الأمة لاستصدار فتاوى توجب العمل، وتُحرم التقاعس والكسل، شريطة عدم الإفتاء في القضايا الدقيقة بفتاوى مجملة، ونصوص عامة لا تنزل إلى الأرض ولا تحسم القضية ولا تغير الواقع.

الاجتهاد الجماعي

● ما الهدف من دعوة الاجتهاد الجماعي؟

- الهدف هو التصدي لفوضى الفتاوى، وأن نقطع الطريق أمام غير المؤهلين وغير المتخصصين، والمزايدين والمتاجرين بالدين، واللاهثين خلف الشهرة أو حب الظهور.

● من وجهة نظرك، ما المطلوب حالياً من أبناء الأمة؟

- بالتأكيد العمل العربي والإسلامي المشترك في مجال التعاون والتكامل الاقتصادي صار مطلباً ملحاً، وعلى الجهات الاقتصادية اتخاذ ما يلزم، لرفع معدلات التبادل التجاري بين الدول العربية والإسلامية من جهة، وتكوين أسواق ومناطق حرة وشركات واستثمارات مشتركة، في ضوء ما يحقق مصالح المُشترِكين جميعا، وبما يشكل قوة تفاوضية في مجال التبادل التجاري العالمي والمؤسسات الاقتصادية الدولية من جهة أخرى، مع الاستفادة من إمكانات وميزات كل دولة، وبما يوفر الرخاء لأبناء الأمتين العربية والإسلامية معاً.

● ما يفعله تنظيم داعش الإرهابي ومن على شاكلته، كيف يمكن مواجهته؟

- بعد الأعمال الإجرامية التي قام ومازال يقوم بها "داعش"، من قتل وذبح وحرق وتنكيل بالبشر، ومن أبرزها حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ثم ذبح واحد وعشرين مصريا في ليبيا، ثم وضع واحد وعشرين عراقياً في أقفاص حديدية والتطوف بهم في مدينة كركوك تمهيداً لحرقهم أو تهديداً، وخطف تسعين مسيحياً سورياً، يهدد أمننا القومي العربي تهديدا صريحا ومباشرا، بهدف تفكيك دول المنطقة، ما يتطلب تحركا عربيا مشتركا وقويا وسريعا على الأرض قبل فوات الأوان.

تجديد الخطاب الديني

● ماذا عن المطالبات بتجديد الفكر والخطاب الديني؟

- الجانب الفكري والخطاب الديني المستنير صار في قلب الحدث، وأصبحت إعادة النظر في مفرداته والعمل على إعادة صياغة فكر عربي مشترك ونشر خطاب ديني حضاري مستنير يعبر عن سماحة الأديان واحترام آدمية الإنسان وأسس العيش المشترك وقبول الآخر أموراً شديدة الأهمية.

● ماذا تقول للتيارات التي انحرفت عن صحيح الدين؟

- أقول لهم اتقوا الله، وعودوا إلى رشدكم، فالإسلام دين رحمة ووسطية، وبناء وإعمار، وبعيد تمام البعد عن التطرف والتشدد والتخريب والتدمير وإزهاق الأرواح.

الخطاب الديني اختطف عقوداً على يد جماعات وظفته لأغراض سياسية
back to top