خاص

غضب إعلامي بعد ترحيل «مُهين» للإعلامية ليليان داود

داود لـ الجريدة•: ابنتي مصرية ومن حقي العودة لرؤيتها

نشر في 29-06-2016
آخر تحديث 29-06-2016 | 00:04
داود في انتظار إنهاء إجراءات مغادرتها بمطار القاهرة أمس الأول
داود في انتظار إنهاء إجراءات مغادرتها بمطار القاهرة أمس الأول
في خطوة فاجأت الأوساط الإعلامية في مصر، قامت عناصر مصلحة الجوازات المصرية بترحيل الإعلامية اللبنانية الأصل، ليليان داود، التي كانت تقدم برنامج "الصورة الكاملة" على قناة "أون تي في"، بعد أسابيع من شراء رجل الأعمال، أحمد أبوهشيمة للمحطة، من مؤسسها رجل الأعمال نجيب ساويرس، بزعم انتهاء عقد عملها في قناة "أون تي في".

مصدر أمني مسؤول كشف لــ"الجريدة" أن رجال شرطة مصريين اصطحبوها عصر أمس الأول من منزلها في ضاحية الزمالك، واقتادوها إلى مطار القاهرة، حيث أقلتها طائرة إلى مطار بيروت، لكن المحامي عضو "الحزب الديمقراطي الاجتماعي" زياد العليمي، قال إن عملية القبض جاءت بعد ساعتين من الاتفاق على إنهاء تعاقد ليليان مع "أون تي في" التي اشتراها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة مؤخرا.

وأضاف زياد: "تواصلت معها بعد وصولها إلى بيروت، وطلبت مني باعتباري محاميها اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة، لإعادتها مجدداً إلى مصر، حتى تتمكن من رؤية ابنتها التي تعيش في القاهرة".

من جانبها، وفي أول تصريحات لها، عقب وصولها بيروت قالت ليليان لـ"الجريدة": "لا أعرف سبب هذا الإجراء التعسفي الذي قامت به مصلحة الجوازات، فأنا لم أرتكب أي مخالفة، لكي أمنع من اصطحاب حقائبي، كما أن ابنتي مصرية، بحكم جنسية والدها، وأرغب في العودة إليها".

كانت ليليان، الحاصلة على الجنسية البريطانية، قد أعلنت مؤخراً تركها قناة "ontv" بعد 5 سنوات من العمل فيها، وغرَّدت على صفحتها على "تويتر": "أعلن إنهاء تعاقدي رسمياً مع أون تي في بعد 5 سنوات بدأناها يونيو 2011".

وخلال العامين الماضيين، عُرفت داود بانتقادها للنظام الحاكم في مصر، عبر برنامجها، لكنها وصفت صراحة نظام السيسي بـ "دولة الاستبداد"، وسبق أن تناولت في برنامج "الصورة الكاملة" تحت عنوان "كيف تبنى دول الاستبداد من خلال تغييب الحقائق وإرهاب الناس"، وعبرت عن تضامنها مع الشباب ضد قانون التظاهر.

وتسبب قرار ترحيل الإعلامية اللبنانية في ردود أفعال واسعة، ففي حين شكر نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي، عبر حسابه على "تويتر" الإعلامية اللبنانية على المهنية والمصداقية والشجاعة، وقال "يوما ما ستكون لدينا الثقة بالنفس لنفهم قيمة الاختلاف في الرأي"، اعتبر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحاق، ما حدث مع ليليان تصرفات همجية، تتم من بعض المسؤولين، بهدف تشويه هذا النظام والعمل على زعزعة الأمن.

وأضاف "ما حدث يثير القلق على الإعلاميين بشكل عام، ويؤكد أنه ليس هناك حرية رأي".

وبينما قال الإعلامي يسري فودة إن ما سيبقى من ليليان في عقولنا وفي قلوبنا كثير، مضيفا: "لن يطول غيابك"، عبرت الإعلامية القريبة من النظام، لميس الحديدي عن قلقها الشديد حيال ما حدث مع ليليان، متساءلة عبر برنامجها على قناة "سي بي سي" وقالت: "هل هي إشارات وعلامات، منتكلمش خالص ونسكت، أنا مش عارفة، أنا حفضل أقول اللي ربنا يقدرني عليه لحد ما يرحلوني، معرفش حيرحلوني فين".

في المقابل، اعتبر نقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد، قرار ترحيل داود، أمرا طبيعيا، لأنه يتزامن مع إنهاء عقدها، مضيفاً لـ"الجريدة": "لا أرى في ترحيلها شبهة أمنية أو مساساً بحريات الإعلام، خاصة أنه لم يعد هناك ما يستلزم بقاءها في مصر بعد انتهاء عقد عملها".

back to top