صاحب المفردة الكويتية الأصيلة... الشاعر بدر بورسلي (2-5):

في البداية عملت بـ«الأشغال» ثم مساعد مخرج في تلفزيون الكويت

نشر في 29-06-2016
آخر تحديث 29-06-2016 | 00:04
يعتبر الشاعر الغنائي ومقدم البرامج بدر بورسلي تلفزيون الكويت بيته ومدرسة تعلّم فيها فنون التقديم والإخراج والكتابة، فأبدع أعمالاً غنائية وقدم برامج ناجحة، لذا يؤكد أنه مهما فعل لا يستطيع ردّ جميل هذا التلفزيون، الذي فتح له أبوابه ليبدع ويشتهر.
توظف في بدايته بوزارة الأشغال، ثم انتقل إلى تلفزيون دولة الكويت، حيث كان مساعداً للمخرجين: صياح العدواني وفيصل الضاحي وعبدالله تقي وأحمد البقشي وحافظ عبد الرزاق وأمين الحاج ما تقي.
وأشار بورسلي إلى اجتماعه في كل «اسكتش» جديد كان مع الملحن المبدع غنام الديكان في منزله، لأنه اعتاد عدم التفكير الفردي في أي عمل، بل مع صناعه وعناصره، من ملحن ومطرب، لقناعته بأن الرأيين أفضل من رأي واحد كي تنضج الفكرة، وهذا ما حدث في «المطرب القديم» الذي صنع كلماته ووضع ألحانه الديكان نفسه، كما استشارا الفنانين سعاد عبدالله وخالد النفيسي وبدر المضف في بعض الأمور، ولهذا السبب نجح العمل.
ولفت بورسلي إلى إخراجه في استوديو التلفزيون أغنيات «ليل السهارى» لعبدالكريم عبدالقادر، و«الله يا الدنيا»، و»قال أحبك» لمصطفى أحمد. وإليكم تفاصيل الحوار:
* هل تم رفض نصوصك الغنائية؟

- بدأت كتابة الأغنية مع "يا رسول الزين" لسعود الراشد، ظننت حينها أنني الشاعر أحمد رامي، بعدها قدمت ست أغنيات عاطفية تم رفضها من قبل لجنة إجازة النصوص، فصُدمت وانزويت لفترة، لكنها كانت بالنسبة لي فرصة لمراجعة نفسي وإعادة حساباتي، واقتنعت بأن ثمة خطأ في أسلوبي، وأن علي النزول من برجه العاجي، كانت هذه إحدى لحظات الفشل في حياتي. وهذه سنّة الحياة، فلو لم يذق الإنسان الفشل لما تعلّم ونجح.

أحب الكتابة ولا أنتظر النتائج، أجتهد وأقدم عملي للناس، فإذا تقبلوه أكون سعيداً، وإن رفضوه أبحث عن الخلل لإصلاحه ومعالجته، أتعلم من الشعب الكويتي والخليجي... لست شاعراً كبيراً ولست بمقدرة الشعراء العظماء: د. عبدالله العتيبي أو د. يعقوب الغنيم أو د. خليفة الوقيان أو يعقوب السبيعي، بل أنا كاتب أغنية مجتهد.

مساعد مخرج

* أين توظفت؟

- بدأت العمل في وزارة الأشغال، ثم انتقلت إلى تلفزيون الكويت كمساعد مخرج مع العديد من المخرجين، الذين نهلت من خبرتهم الكثير، ولا يوجد أحد "يمن" عليك بمعلومة وقتذاك، من بينهم صياح العدواني، فيصل الضاحي، عبدالله تقي، أحمد البقشي، حافظ عبدالرزاق.

تشرفت بالعمل معهم وتعلمت الكثير منهم، لا أنسى أنني تدربت على يد أمين الحاج ما تقي على كيفية تنفيذ البرامج على الهواء، وأسجل له شكري وامتناني... صحيح أنني تخرجت في تخصص الإخراج التلفزيوني من أميركا، لكن المدرسة الحقيقية هي تلفزيون الكويت.

اسكتش البحر

* كيف جاءت فكرة اسكتش "البحر"؟

- أنا متأثر بالصور الغنائية التي كانت تبث في إذاعة الكويت قديماً، مثل اسكتش "بقرة ستي" للأخوين رحباني من أعمالهما في الخمسينيات، بمشاركة عاصي رحباني، فيلمون وهبي، نجاح سلام ومحمد سلمان. واسكتش "جيران البحر" غناء فيروز للأخوين رحباني أيضاً.

وطرأت على بالي فكرة من هذا النوع الجميل، فتحدثت إلى الملحن الراحل عبدالرحمن البعيجان، ووافقني عليها، وقدمنا اسكتش "البحر" في ستينيات القرن المنصرم، من أداء غريد الشاطئ ويحيى أحمد وحورية سامي.

مجالس العرب

* ما حكاية استيلائك على "مجالس العرب" لصيّاح العدواني؟

- كان المخرج صيّاح العدواني في إجازة، وأردت أن أصبح مخرجاً، وذلك بعد فترة من عملي كمساعد مخرج، فقلت إنها فرصتي، لكن في أيام زمان ليس بمقدورك أن تضع اسمك مكانه، لأنك ستنفذ عمله بالإنابة عنه إلى حين عودته، واستهوتني فكرة أن أقوم بتنفيذ هذا البرنامج، وهو من من البرامج المتميزة... إنها تجربة عجيبة وحقيقية جعلتني أطير من الفرحة، حيث أشرفت على المقدمين والضيوف ووضعية الكاميرا وزواياها وتحريكها، عشت الدور كمخرج، وكما يقول إخوتنا المصريين المخرج سيد العمل.

ألعاب شعبية

* ما هي البرامج التي قمت بإخراجها؟

- من بعد تجربتي مع "مجالس العرب" أخرجت "العالم الراقص"، ثم "ألعاب شعبية" وقد استعان مسؤولو التلفزيون بالمربي الفاضل والفنان التشكيلي الراحل أيوب حسين، وهو مرجع في التراث الشعبي، الذي يعتبر أحد أنجح البرامج، لأنه يقدم في كل حلقة لعبة شعبية من أيام زمان، وشارك معنا فنانون كبار من بينهم عبدالعزيز المسعود، وكنا نعمل حتى الرابعة صباحاً، أذهب بعدها إلى المنزل وأعود إلى دوامي باكراً وكلي نشاط، وأتناول في المطعم "مسبحة" تصبرني حتى العصر.

* هل حصد هذا العمل إعجاب المشاهدين؟

- كانت ردة فعل الجمهور أكثر من رائعة ما شجعني على الاستمرارية في العمل، خاصة أنني مخرج جديد على الساحة وقتذاك.

* هل تم تصويره لرمضان؟

- نعم، كان تصوير ثلاثين حلقة يستغرق وقتاً طويلاً، لم يكن لدينا المونتاج كالموجود حالياً، فإذا أخطأت في مشهد نعيد التصوير كاملاً منذ البداية وكأننا لم نفعل شيئاً، وعندما داهمنا شهر رمضان، تحوّل تلفزيون الكويت إلى خليّة نحل، الكل يعمل ولا وقت لديه للأحاديث الجانبية.

مجلة التلفزيون

* ما هي البرامج التي تصديت لإخراجها؟

- من أهم البرامج، التي أخرجتها في تلك الفترة أيضاً "مرايا" الذي أعده محمد الشعلان وقدمته ليلى شقير، واستضاف فنانين من أنحاء العالم العربي، وقد سعدت بالتعرف إليهم لأنني كنت في بداياتي الفنية، و"وراهم وراهم" من تقديم عبدالرحمن النجار، و"مجلة التلفزيون" شارك في تقديمه مع المذيعة دولت شوقي، وكان يعرض مرة في الأسبوع، فقد شكلت تلك المرحلة ظهور اسمي كمخرج تلفزيوني بارز.

السبت سبمبوت

* ماذا عن اسكتش "السبت سبمبوت"؟

- كانت لدى وزير الإعلام الأسبق والوكيل في تلك الفترة محمد السنعوسي فكرة سهرة منوعة كي تقدمها الفنانة الرائعة سعاد عبدالله، وقد طلب مني الموسيقار الكبير غنام الديكان أن أغني في اسكتش غنائي بعنوان "السبت سبمبوت" من إخراج بدر المضف، أحد أهم رواد السينما في الكويت، إلى جانب سعاد، ففعلت لكنني اكتشفت أنني لا أصلح لأكون مطرباً.

* هل غنيت "شلون تمشي الحمسة"؟

- عندما وصلنا إلى فقرة "شلون تمشي الحمسة"، التي جسدها الفنان القدير عبدالرحمن الصالح، هربت ولم يجد غنام الديكان بديلاً غيره فأداها بصوته، ونجحت.

المطرب القديم

* ماذا عن اسكتش "المطرب القديم"؟

- عملنا هذا الاسكتش، بعد نجاح "السبت سبمبوت"، وأداه الفنانان الكبيران الرائعان الراحل خالد النفيسي وسعاد عبدالله، وهو من كلماتي وألحان غنام الديكان، ما أعجبني فيه حركة الكلام نفسها عندما كتبت: "شاطكم شمشاطكم ... مقصكم مقراظكم".

* كيف اشتغلتم على الفكرة؟

- اجتمعت مع الديكان في منزله، وفكرنا سوياً في طريقة التنفيذ، اعتدت عدم التفكير بمفردي في أي عمل، بل مع صناعه وعناصره، من ملحن ومطرب، لقناعتي بأن رأيين أفضل من واحد لتنضج الفكرة، إلى أن توصلنا إلى المحافظة على التراث بشكل غنائي مثل "السبت سبمبوت" و"نبي الشميّل والهبوب الزينة"، كلاهما موجودان، وليس لي فضل فيهما، لكنني أضفت "المطرِّب" وبعض الفواصل بينهما، عكس "المطرب القديم" فهو من صنعي بالكامل مع الديكان... وكنا نستشير سعاد والنفيسي والمضف في بعض الأمور، ولهذا السبب نجحنا.

* هل تحرص على أن تكون حاضراً في الاستوديو؟

- وجودي في الاستوديو قد يعرقل ويزعج، وأعتبر أن مهمتي تنتهي بكتابة النص.

تجربة تلفزيونية وافقت عليها أمينة الشراح
يتذكر الشاعر والمخرج بدر بورسلي وقفة المذيعة المتألقة في تلك الفترة أمينة الشراح، حيث قال عنها: مع احترامي لكل المذيعات وهن بناتنا، ولكن لا توجد واحدة منهن تخلف أمينة الشراح، أو حتى تشبهها لأنها خلقت نجمة، ووضعت فيها كل صفات القبول التي تخطر على بالك.

وأضاف أنه قد بحث عن تجربة برنامج، ولم يستقبله أحد من المذيعات، عدا أمينة الشراح وهي نجمة النجوم التي لم تقصر معه وشجعته، ووافقت على تقديم البرنامج باللهجة الشعبية على خلاف البرامج الأخرى، التي كانت تلقى باللغة العربية الفصحى، وعرف من خلالها كمخرج، حيث أخرج حينها أغنيات "ليل السهارى" لعبدالكريم عبدالقادر و"الله يا الدنيا" و"قال أحبك" لمصطفى أحمد.

ويتابع أنه في ذلك الوقت كان المسؤول عنه حافظ عبدالرزاق، الذي اشتغل معه كمساعد مخرج في بداياته، وقد أعطاه الحرية في اختيار الأغنية التي يريدها.

ولفت بورسلي إلى أنه تعاون كمخرج مع المذيعة القديرة أمينة الشراح في برنامج "سهرة الخميس" ثم في البرنامج المنوع "الليلة عندنا سمره"، وكوّنا ثنائياً ناجحاً لفترة من الزمن، مشيراً إلى أن تلفزيون الكويت في ذلك الوقت كان أسرة واحدة تعمل وتنتج، وكانت المذيعة أمينة الشراح تبحث على مدى النهار والليل معه عن أفضل الأغاني، فتعلّم منها هذا المخرج المبتدئ كيف يحب عمله ويبذل الجهد ويحافظ على مواعيده، بعد ذلك أخرج بورسلي برنامج "شبكة التلفزيون" من تقديم عبدالرحمن النجار إضافة إلى سهرات منوعة.

غنيت في «السبت سبمبوت» وأدركت أنني لا أصلح مطرباً

غنام الديكان أدى بصوته فقرة «شلون تمشي الحمسة»

قدمت اسكتش «البحر» متأثراً بـ «بقرة ستي» للأخوين رحباني

أعجبتني حركة الكلام في «شاطكم شمشاطكم... مقصكم مقراظكم»

أخرجت «ألعاب شعبية» بإشراف المرجع في التراث الشعبي أيوب حسين
back to top