أئمة الحديث: الإمام الترمذي

نشر في 29-06-2016
آخر تحديث 29-06-2016 | 00:00
No Image Caption
هذا الإمام ذكره ابن حبان في الثقات، وقال فيه: كان محمد ممن جمع وصنف وحفظ، وهو صاحب الجامع من الأئمة الستة، الذين حرسوا سنة الرسول (ص) وأصبحت كتبهم في عالم السنة هي الأصول المعتمدة في الحديث، هو أبوعيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، السلمي الترمذي، مصنّف كتاب الجامع، حافظ، عالم، إمام، بارع.

ولد الترمذي، سنة 209 هـ، في قرية من قرى مدينة ترمذ، تسمى (بُوغ)، بينها وبين ترمذ ستة فراسخ، (ترمذ مدينة جنوب أوزبكستان وكانت سابقا موصولة مع مدينة هرات الأفغانية)، كان يحب العلم والارتحال إليه، ومجالسة العلماء، فجاب البلاد يسمع للعلماء، وينهل من علومهم المتنوعة وسمع خلقاً كثيراً من الخراسانيين، والعراقيين، والحجازيين، وغيرهم، كان يُضرب به المثل في الحفظ، هذا مع ورعه وزهده.

عاش أبو عيسى لتحصيل الحديث، وشد الرحال إليه أينما كان، وقيل فيه، مات البخاري ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم، والورع، فبكى حتى عمي المسكين، وهو مشهور بالأمانة، والإمامة، والعلم، كان مبرزا على الأقران، آية في الحفظ والإتقان، إمام عصره بلا مدافعة، الحافظ صاحب الجامع وغيره من المصنفات، أحد الأئمة الحفاظ المبرزين، ومن نفع الله به المسلمين.

ذكر ابن الأثير في تاريخه: "كان الترمذي إماماً حافظاً، له تصانيف حسنة، منها الجامع الكبير وهو أفضل الكتب".

للترمذي العديد من المؤلفات، أبرزها سنن الترمذي أو الجامع للسنن، وهو المؤلف الذي اشتهر به ومكنه من لقب الإمام، وقد قال الترمذي عن صحيحه: صنفت هذا المسند الصحيح وعرضته على العلماء في الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي ينطق ومن مزايا الجامع وخصائصه الفريدة التي امتاز بها، أنه يحكم على درجة الحديث بالصحة والحسن والغرابة والضعف على حسب حالة الحديث وتميز كتابه بقواعد التحديث، وكانت في غاية الدقة، وقد جعلها تحت عنوان (كتاب العلل) وأرجع ذلك إلى أنه رأى الحاجة إلى ذلك شديدة، ولأجل هذا الهدف أراد أن يسلك مسلك المتقدمين، وذلك بأن يزيد ما لم يسبقه إليه غيره ابتغاءَ ثواب الله عز وجل.

بعد حياة حافلة بالترحال والعلم والتصنيف، توفي الإمام الترمذي ببلدته (بُوغ) في رجب سنة 279هـ، وقد أصيب الترمذي بالعمى في آخر عمره.

back to top