الكاوبوي… الإرهابي!! (9 - 15)

نشر في 29-06-2016
آخر تحديث 29-06-2016 | 00:05
خلال سنوات طويلة رفعت الولايات المتحدة شعار الحرب على الإرهاب، لا سيما بعد حوادث 11 سبتمبر 2001، واجتاحت تحت هذا الشعار بلداناً، بعدما نصبت نفسها شرطي العالم، وفرضت تصنيفاتها للإرهاب وباتت قوائمها للجماعات الإرهابية هي المعتمدة في العالم تستخدمها كيفما شاءت... كذلك استخدمت سلاح الإعلام كذراع توزع من خلاله اتهامات الإدانة بالإرهاب، وتمنح صكوك البراءة.
وتناسى الجميع أن الولايات المتحدة نفسها قامت على الإرهاب، فالمهاجرون الأوائل استخدموا أفظع صور الإرهاب لبناء دولتهم عبر إبادة الملايين من السكان الأصليين من الهنود الحمر، والتوسع وبسط نفوذهم على المناطق. وأميركا الدولة الوحيدة في التاريخ، حتى الآن، التي قتلت المدنيين بالقنابل النووية! ولم تسلم صاحبة شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان من ظهور عشرات الجماعات الإرهابية على أراضيها التي مارست صوراً بشعة من العنصرية والقتل والتعذيب على أسس دينية وعرقية.
ربما لا توجد دولة في التاريخ أسرفت في إطلاق شعارات الحرية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب مثل الولايات المتحدة، في المقابل يلاحظ من يتأمل تاريخ تلك «الإمبراطورية» أنه يتعارض غالباً مع تلك الشعارات المرفوعة. مارست أميركا الإرهاب وقتلت الملايين من السكان الأصليين، واستعبدت الملايين من أبناء البشرة السمراء، فضلا عن استخدامها الحروب التوسعية الخارجية والعمليات القذرة لتمديد نفوذها وبسط سيطرتها على مناطق كثيرة وتصفية الخصوم.

إبادة واستعباد

تجسد سنوات تأسيس الولايات المتحدة بوضوح جوهر تلك الدولة، فقد تعرَّض الهنود الحمر في القرون الأربعة الماضية لحروب الإبادة بمختلف الوسائل. كان عدد السكان الأصليين في الأميركتين 150 مليون نسمة، ينتمون إلى أربعمئة قبيلة، أبيد ما مجموعه 112 مليون شخص من السكان الأصليين، تسجيل 93 حرباً جرثومية شاملة شنها الأميركيون لإبادة ذلك الشعب الأعزل.

رعت الدولة الجديدة هذا الإرهاب بحق السكان الأصليين، فأصدرت الولايات المتحدة قانوناً ظلّ سارياً حتى 1865 ينص على حق الأميركي في الحصول على مكافأة مجزية إذا قدم لأي مخفر شرطة فروة رأس هندي أحمر! وفي عام 1846، احتلت جيوش الولايات المتحدة كاليفورنيا، وتشير الإحصاءات إلى أنه خلال العشرين سنة الأولى من احتلال هذه الولاية أبيد 80 بالمئة منهم وتلاشى الباقون بسبب نظام السخرة.

حتى عندما هرب معظم الهنود الحمر إلى الغابات والجبال الوعرة تحولوا، بموجب قوانين الحكام الجدد، إلى لصوص معتدين على أملاك الغير! ولم تمض سنوات حتى ضاق حاكم الولاية بيتر بيرنت ذرعاً بوجودهم وعبر عن الحاجة إلى إبادتهم، فوجه رسالة إلى المجلس التشريعي قال فيها: «الرجل الأبيض الذي يعتبر الوقت ذهباً، ويعمل طوال نهاره لا يستطيع أن يسهر طوال الليل لمراقبة أملاكه... ولم يعد أمامه من خيار سوى حرب إبادة، إن حرباً قد بدأت فعلاً، ويجب الاستمرار فيها حتى ينقرض الجنس الهندي تماماً»... وهكذا أبيدت فعلاً حضارة المايا والأزيتا والبوهاتن وغيرها.

الداعشية الأميركية

لم تخلُ تلك الجرائم من بواعث الإرهاب الديني. عندما استوطن البروتستانت أراضي الهنود الحمر رفعوا شعاراً اجتثاثياً هو «التدمير أسهل من التنصير»، وتضمّن كتاب «العملاق» بقلم يوردجاك عام 1664، نصائح للقيادات البروتستانتية جاء فيها:

«إبادة الهنود الحمر والخلاص منهم أرخص بكثير من أي محاولة لتنصيرهم أو تمدينهم، فهم همج، برابرة، عراة، متخلفون وهذا يجعل تمدينهم صعباً».

وبعد فراغ أميركا من «العبيد» الحُمر قرروا استيراد «العبيد» السُمر، فتحول البروتستانت إلى بحّارة يجوبون سواحل إفريقيا لاصطياد «العبيد» بحشرهم في سفن الموت، وقد جلب الأميركيون ما لا يقل عن 12 مليوناً من الأفارقة الذين تم استعبادهم بصور غير إنسانية، بخلاف الآلاف الذين قضوا في رحلة التهجير الرهيبة من الأدغال والسواحل الإفريقية وحتى شواطئ «الجنة الموعودة»! تؤكد الوثائق التاريخية موت ما لا يقل عن 25 مليوناً من الأفارقة الذين تم شحنهم من جزيرة «جور» الواقعة في مواجهة العاصمة السنغالية «داكار».

وبعد سنوات على تلك الممارسات «الداعشية الأميركية» في السبي والاختطاف، اعترف العالم بتلك المأساة، لكن لم يتخذ أي إجراء بحق الإمبراطوية العظمى. في عام 1978، صدر تقرير عن منظمة اليونسكو حول هول الكارثة الإنسانية التي حلّت بإفريقيا من أجل بناء أميركا، وجاء فيه: «فقدت إفريقيا نحو 210 ملايين نسمة من أبنائها في تجارة الرقيق».

وخلال الحرب العالمية الثانية وتحديداً سنة 1945، دخل الإرهاب الأميركي إحدى أخطر مراحله، إذ تحول إلى «إرهاب نووي»، فقررت الولايات المتحدة، المدافعة الأولى عن حقوق المدنيين، تنفيذ أخطر عملية تدمير عرفتها البشرية ضد مدن يابانية كثيفة السكان، فأسقطت قنبلتين نوويتين فوق هيروشيما وناغازاكي لتحصُد مئات الآلاف في ثوان معدودة بلا أدنى تفريق بين مدني وعسكري أو رجل وامرأة، طفل أو نبات أو جماد أو حيوان!

الإرهاب الأبيض

يخطئ من يتصور أن الولايات المتحدة، أكبر دولة مارست الإرهاب الخارجي، لا تعاني إرهاباً داخلياً، فثمة مئات من الجماعات الإرهابية والمتطرفة داخل الأراضي الأميركية لكنها لا تحظى بما تستحق من تركيز إعلامي، تطالب بإقامة حكم ديني أصولي، وتدعو إلى تمزيق الدستور الذي تعتبره وثيقة علمانية، واستبدال وثيقة حكم جديدة به ترتكز على الكتاب المقدس. تمارس جماعات «بيضاء» أبشع أشكال القتل العنصري ضد السود، مقابل جماعات «سوداء» تنفذ جرائم إرهابية خطيرة انتقاماً لما تلاقيه على يد العنصريين البيض وحتى على يد الدولة.

في بداية القرن التاسع عشر، كانت الولايات المتحدة الأميركية مرتعاً جديداً للإرهاب، فقد نشأت حركات عنصرية هدفها إرهاب الزنوج والملونين عموماً، وتعتبر «كو كلوكس كلان» أو KKK إحدى أشهر الجماعات الإرهابية العنصرية في العالم عموماً، وفي أميركا خصوصاً. منذ تأسيسها عام 1865، مع انتهاء الحرب الأهلية الأميركية على يد قدامى المحاربين الكونفيدراليين، انتهجت العنف والقتل لإعادة تفوق العرق الأبيض عن طريق مهاجمة «العبيد» المحررين بل والهجوم على من حررهم أو ساعدهم. هكذا اغتالت أفارقة أميركيين وسياسيين ورجال دين وقيادات اجتماعية بارزة... ويصنف مراقبون «كلو كلوكس كلان» أكثر جماعة مسيحية إرهابية تطرفاً في العالم، وتنادي بسمو العرق الآري الأبيض، مستندة إلى تعاليم الإنجيل، واعتبار السود وحشيين وقتلة لا يستحقون حتى التنفس.

يزخر تاريخ تلك الجماعة بمئات من أعمال العنف التي تشمل حرق السود وسحلهم في الشوارع وشنقهم، وترتكب تلك الجرائم كافة باستخدام شعارها «الصليب المشتعل»، ويرتدي أعضاؤها ثياباً بيضاء وقبعة بيضاء الشكل لا تظهر إلا عيونهم. في سنة 1918 وحدها أعدم 70 من السود، وقد استغل أعضاء المنظمة موجة العنصرية في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى لإضافة مزيد من ضحاياهم.

في العشرينيات من القرن العشرين، بلغت «كو كلوكس كلان» الذروة، إذ ضمت نحو 15% من التعداد الرسمي للأميركيين، وفي 1919 نظمت حملة قمع جماهيري ضد السود والفلاحين الفقراء الذين كانوا يضرَبون بوحشية ويرجَمون حتى الموت بدم بارد، وراح ضحية تلك الحملة 239 مواطناً من السود، أعدموا وسط طقوس جنونية لأعضاء المنظمة.

وتنامى نشاط الجماعة بصورة سريعة، فانضم إليها رسميا خمسة من أعضاء الكونغرس، إضافة إلى ضباط من الشرطة وقضاة، ما دفع المنظمة إلى المبالغة في إظهار جرائمها الوحشية علناً، وكانت تعلق ضحاياها من السود من رقابهم بالأشجار، ويعدمون من دون محاكمة، ولم يكن باستطاعة أحد أفراد الشرطة السيطرة عليهم.

وفي ستينيات القرن الماضي تصاعد جنون «كو كلوكس كلان» مع تنامي حركة الحريات المدنية والمساواة بين البيض والسود، وفي الفترة نفسها أصدر الكونغرس قانوناً يعتبر السود والبيض متساوين في المدارس ويجب ألا يفصل بينهم... ما أثار غضب «كو كلوكس كلان»، فانتشرت أعمال عنف ضد السود، لا سيما في مدينة برمنغهام التي سميت «بومبينغهام»، نظراً إلى التفجيرات التي قادها أعضاء «كو كلوكس كلان» ضد السود، وأدت إلى حملة اعتقالات ضد أعضائها بتهمة خرق القانون المدني.

وإزاء تصاعد الحركات المدنية المناهضة لجرائم «كو كلوكس كلان»، اتُخذت عقوبات مشددة ضد عناصرها، وسُجن كثر منهم لمدد طويلة، وفي سنة 1997، أعدم آخر متهم من عناصرها بتهمة قتل شخص أسود ، فتراجع أعضاء المنظمة من عدة ملايين إلى نحو خمسة آلاف، وانحسرت جرائمهم، وإن لم تغب أفكارهم العنصرية عن الساحة.

جماعة إرهابية

مثال آخر لأفكار «الأصولية المسيحية الأميركية» يتجسد في جماعة «فينس الكهنوتية»، ففي السبعينيات اتحدت جماعات مسيحية جديدة مثل الأمم الآرية وحركة العهد وحركة سيف وذراع الرب (CSA) مع بعضها البعض. وتعتبر حركة فينيس الكهنوتية، آخر هذه المجموعات المسيحية، وهي تجمع بين الأيديولوجية العنصرية البيضاء وبين الإرهاب المسيحي بحجة أن العنف ضد غير الأنغلو ساكسون البيض المحافظين- أَمر به الله، وأن الأنغلو سكسون البروتستانت البيض هم شعب الله المختار.

تأثرت الحركة بـ «كو كلوكس كلان»، وارتكبت أعمالاً إرهابية، بدءاً من تفجير عيادة للإجهاض إلى عمليات سطو على البنوك، لتحقيق «الهدف الأسمى»، وهو بناء أمة مسيحية مكونة من أصحاب البشرة البيضاء، وأدت العمليات الإرهابية، خصوصاً في ولايات الغرب الأميركية، إلى تصنيف «مكتب التحقيقات الفيدرالي» لها كجماعة إرهابية.

ومنذ أوائل الثمانينيات نشطت شبكة من المسيحيين المتطرفين ارتكبت جرائم إرهابية لأسباب متباينة، في مقدمها جماعة «جيش الرب» التي تدعو إلى قتل المقدمين على الإجهاض وتضم قائمة طويلة من الإرهابيين النشطين، فعمدت إلى قتل الأطباء الذين يقومون بعمليات الإجهاض، إضافة إلى تشجيع العنف ضد المثليين جنسياً... وزرع «إريك ردولف»، أشهر عضو في الجماعة، قنبلة في دورة الألعاب الأوليمبية في أتلانتا (1996) فقُتل شخص، وأصيب 111 آخرون، ومن دون أي ندم قال ردولف إن التفجير كان ضرورياً لإيصال رسالة إلى الحكومة والتعبير عن الرفض لسماحها بالإجهاض، كذلك اعترف ردولف بتنفيذه عمليات تفجير لعيادتين للإجهاض ونادٍ للمثليين.

سبقت تلك الجريمة جرائم أخرى مثل قتل الطبيب جون بريتون بدم بارد، وفي خلال محاكمة الإرهابي القاتل أكد أنه قتل الطبيب في سبيل الرب ولم يبد تعاطفاً أو تراجعاً عن فعلته حتى تم إعدامه. وفي بروكلين بولاية ماساشوستس هاجم جون سالفي، عضو «جيش الرب»، مقر إحدى العيادات، سنة 1994 وقتل موظفي الاستقبال لي آن نيكول وشانون لوني، وأصاب عشرات آخرين، وعثر على سالفي منتحراً في زنزانته بعدها بسنتين، فاعتبره جيش الرب «شهيداً مسيحياً»، واصفاً الضحايا بالكفار. وفي 1998، قُتل الطبيب بارنت سليبيان الذي كان يجري عمليات إجهاض على يد جيمس تشارلز، الذي حكم عليه بالسجن 25 سنة. وفي 2009، قتل الطبيب الأميركي جورج ميلر بالرصاص، كذلك تعرضت عيادته للتفجير. كذلك اتهمت جماعة «جيش الرب» بإرسال 280 رسالة ملوثة بمادة الانتراكس السامة في أكتوبر بعد شهر من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 إلى عيادات يشتبه بإجرائها عمليات إجهاض.

ويعتقد أنصار هذه الجماعة في تفسيرهم للكتاب المقدس أن حواء التي خلقت من ضلع آدم، إنما جاءت لتشبع رغباته، وأنها كانت ضعيفة بطبيعتها ويمكن إغواؤها بسهولة، لذلك عقابها على الآثام التي وقعت بها يقتضي أن تعيش دائما حياة الخضوع، وهذه الخلفية هي التي تجعلهم يتمسكون بمبادئ أربعة هي: أن تخضع النساء للرجال، النساء أقل شأناً من الرجال، معاناة النساء فضيلة مسيحي، المسيحيات المؤمنات حقاً ينبغي أن يصفحن عن إساءة معاملتهن.

وهناك مثال آخر على هوس التطرف الديني الممتزج بالقتل، تجسده «طائفة الداوودين الدينية»، وترجع بدايتها إلى 1935 عندما كونها «فيكتور هاتف»، مهاجر بلغاري كان مديراً لمدارس الكنيسة في لوس أنجلس ونذر نفسه للإعداد والتهيئة لخروج المسيح، وانضم إليه نحو مئة شخص من تكساس، فأقام لهم مجمعاً أطلقوا عليه «مجمع جبل الكرمل»، ووعدهم بالانتقال إلى فلسطين ليكونوا طلائع جنود المسيح عندما ينزل مع قدوم الألفية. وبعد وفاة «هاتف» تزعم الجماعة فيرنون أين هاول، الذي غير اسمه رسمياً إلى ديفيد كورش عام 1990 (نسبة إلى كورش القائد الفارسي الذي أعاد اليهود من السبي)، وقاد هذه الجماعة الغامضة إلى أكثر فصولها درامية، فقد كان ديفيد يؤمن بأنه النبي الأخير، وسيخرج من نسله ملك اليهود المنتظر.

في سنة 1993، هاجم مكتب الكحول والأسلحة النارية والتبغ والمتفجرات الأميركية كورش، وحاصره مكتب التحقيقات الفيدرالي، وانتهى بحرق مزرعة الفرع الداوودي في «واكو» بتكساس، وعثر عليه مع 81 شخصا من بينهم 21 طفلاً محروقين، وتردد أن كورش أقنع أتباعه باتباع طقوس الانتحار الجماعي قبل أن يموتوا محترقين، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن النار اشتعلت بعدما حاولت الشرطة تفريق المجتمعين من خلال إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع.

صدمة أوكلاهوما
وأيا كانت الحقيقة، يعنينا أمران في هذا الصدد: الأول التطرف الديني المجنون الذي كانت تجسده جماعة «الداوديين»، والثاني هو أحد الشهود على ذلك المشهد المأساوي، وفي الذكرى الثانية لهذا الحادث، كانت الولايات المتحدة على موعد مع كارثة ستظل لسنوات طويلة راسخة في ذاكرة الأميركيين.

والشاهد المقصود هنا هو تيموثي مكفاي، أحد الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج، وحاصل على ميدالية النجمة البرونزية، الذي تابع عن قرب مشهد تصفية «الداوديين» فحقد على الحكومة الفيدرالية، واصفاً إياها بحكومة قمعية، ويجب تحذيرها بأن ثمة حدوداً لاستغلال السلطة. انتمى مكفاي إلى إحدى الميلشيات الأميركية، وعلى مدى سنتين دبر حادثاً موجعاً تمثّل بتفجير مبنى «أوكلاهوما سيتي» الفيدرالي (1995) باستخدام شاحنة تحتوي على 2.2 طن من المتفجرات المصنوعة يدوياً.

ومنذ اللحظات الأولى للتفجير انطلقت أصابع الاتهام إلى العرب والمسلمين، وعاش الأميركيون من أصول عربية ظروفاً عصيبة، وانطلقت عمليات كراهية ضدهم عقاباً على تلك الجريمة التي لم تكن المؤشرات الأولية لمرتكبيها اتضحت بعد. لكن الأدلة أحدثت صدمة عنيفة للعقلية الأميركية التي تستسهل اتهام العرب والمسلمين، فالجاني أميركي دفعته كراهية الممارسات الحكومية إلى ارتكاب هذا التفجير الهائل الذي أودى بحياة 168 شخصاً من بينهم 19 طفلاً، وأصيب 500 آخرون، وعبر مكفاي لاحقاً عن حزنه بشأن الضحايا. لكنه أوضح أن قضيته كانت عادلة، وهي شن هجوم عسكري على مركز تابع لما يعتقد أنها حكومة قمعية، وصدر حكم بإعدام مكفاي ليصبح أول شخص في الولايات المتحدة يعدم على المستوى الفيدرالي منذ 38 سنة، وقد حقن بمواد كيماوية سامة، واستغرقت عملية الإعدام ثماني دقائق، وتابعها من غرف مراقبة خاصة نحو 300 شخص، بينهم مسؤولون حكوميون وصحافيون، أربعة أشخاص من أقارب الضحايا.

ونواصل في الحلقة المقبلة الغوص في أعماق الإرهاب الأميركي.

back to top