الإمام مسلم

نشر في 28-06-2016
آخر تحديث 28-06-2016 | 00:00
No Image Caption
هو أبوالحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، من أهم علماء الحديث وحفاظه، وهو مصنف كتاب صحيح مسلم، الذي يعتبر ثاني أصح كتب الحديث بعد صحيح البخاري.

ولد في نيسابور سنة 206هـ، وكان مسكنه بها، نشأ وتأدب في بيت علم وفضل، فكان أبوه فيمن يتصدرون حلقات العلم، ولذا عني بتربية ولده وتعليمه، فنشأ شغوفًا بالعلم، مجدًا في طلبه، محبا للحديث النبوي، فسمع في صغره الكثير من مرويات مشايخ نيسابور، ولم يتجاوز عمره 12 سنة.

تعفف الإمام مسلم عن عطايا الأمراء، وعاش من كسب يده، فكان يعمل بتجارة الثياب والأقمشة، وكانت له أملاك وضياع وثروة، مكنته من القيام بالرحلات المتعددة للبلدان الإسلامية لجمع الحديث، ومكث قرابة الخمسة عشر عاماً في طلب الحديث، لقي فيها عدداً كبيراً من الشيوخ، وجمع ما يزيد على ثلاثمائة ألف حديث، ولم تكن التجارة عائقاً له عن تعليم الحديث النبوي، بل كان يحدث الناس في متجره، وكان كثير الإحسان، حتى وصفه الذهبي بأنه "محسن نيسابور".

أبرز مشايخه الإمام أحمد بن حنبل، والبخاري، ويحكى أنه قال للإمام البخاري: "دعني أُقبِّلْ رجليك يا أستاذ الأُسْتَاذِينَ، وسيِّد المحدثين، وطبيب الحديث في علله"، وتتلمذ على يديه الكثيرون وروى عنه كبار أئمة عصره.

قيل فيه: "كان مسلم من علماء الناس، وأوعية العلم، فرفعه الله تبارك وتعالى إلى مناط النجوم، وصار إماماً حجّة، يبدأ ذكره ويعاد في علم الحديث"، وقيل أيضاً: "أحد الأئمة، من حفّاظ الحديث"، و"ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث".

له عدد من المؤلفات أهمها "صحيح مسلم"، ثاني أصحّ كتاب في الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة بعد "صحيح البخاري"، وقام الإمام مسلم بتألَّيف مسنده الصحيح في بلده، وكان يتحرز في الألفاظ، ويتحرى في السياق، وحذا فيه حذو شيخه البخاري في نقل المجمع عليه، وحذف المتكرر منها، وجمع الطرق والأسانيد، وقد استغرقت مدة تأليفه لهذا الكتاب خمسة عشر عاماً.

تٌوفي الإمام مسلم بن الحجاج يوم الأحد 25 رجب سنة 261 هـ، وعمره 55 سنة ومقبرته في رأس ميدان زياد بنصر أباد بنيسابور.

وعن سبب وفاته، قال الذهبي: سئل مسلم عن حديث لم يعرفه، فانصرف إلى منزله وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يدخل أحد منكم هذا البيت، فقيل له: أهديت لنا سلة فيها تمر، فقال: قدموها إليّ فقدموها إليه فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة فيمضغها فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث، ويبدو أن إكثاره من أكل التمر تلك الليلة سبب عنده مرضاً ما، فمات بعدها.

back to top