«الإسلام والغرب».. يؤكد حتمية التحاور البشري

نشر في 28-06-2016
آخر تحديث 28-06-2016 | 00:00
No Image Caption
يؤكد الباحث محمد أبوبكر، في كتابه "الإسلام والغرب.. حوار يبدأ من الداخل)، أن انفجار الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، كان إيذاناً بموجة عارمة من الكتابات، التي تحدثت عن صراع الحضارات، وحوارها، وتعالت الدعوات إلى ضرورة التقريب في وجهات النظر بين الحضارتين الإسلامية والغربية، إلى جانب كتابات أخرى أخذت تعلي من شأن الصراع، وأن الغرب يحيق به خطر كبير من الإسلام، الذي مثل أيديولوجية تعصبية، من وجهة نظر أصحاب هذه الكتابات، وأن ذلك قد يودي بالانتصار الرهيب الذي حققته الحضارة الغربية، على طول تاريخها، لذا نجد محاولات عديدة لتعضيد فكرة الحوار، والتقارب بين الحضارات، والتعايش السلمي، والحفاظ على الشخصيات القومية المميزة للشعوب.

يشير المؤلف، في كتابه الصادر عن مكتبة بيروت، ويقع في 180 صفحة، من القطع المتوسط، إلى أن السعي إلى أن الحوار يجب أن ينبني ابتداءً على وعي عميق بطبيعة المشكلة، والغاية من الحوار، تلك الغاية التي بالقطع تختلف في أساسها بين طرفي الحوار، في حالة الإسلام والغرب، حتى تكون عملية الحوار غير سطحية، أو مباشرة، تتجاوز مجرد الجلوس إلى الطاولات، أو الحديث من فوق المنصات.

قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول، أولها بعنوان "الإسلام والغرب: تاريخ من التداخل وعلاقة تفتقر إلى الوعي" وتحدث فيه عن الصراع كسبيل إلى التحاور، وتشابك العلاقات وغياب الوعي، وجاء الفصل الثاني بعنوان "المثاقفة ومعرفة الآخر.. الاستشراف نموذجاً"، أما الفصل الثالث فجاء بعنوان "مساءلة الذات.. إجراء تأسيس قبل عملية الحوار"، وتحدث فيه عن الاتجاه الأصولي، والاتجاه الليبرالي في عملية الحوار بين الإسلام والغرب.

يؤكد أبوبكر، أن الأوروبيين كانوا أكثر الأمم إصراراً على مناهضة الإسلام، للكثير من الأسباب المتعلقة بانتشار الإسلام، ما جعل من الغرب والإسلام قطبين مقترنين دائماً، حيثما يأتي الحديث عن العلاقة بين الحضارات المختلفة، أو بين الإسلام وغيره، وبالعكس بالنسبة للغرب.

يشير المؤلف، إلى أن الحوار بين الإسلام وبين الغرب، يأتي نتيجة لظاهرتين رئيسيتين، الأولى: حتمية التجاور البشري يفرض الحوار، كأداة تستمر بها الحياة،حيث تجلى ذلك في أعتى مراحل الصراع، حيث تتناحر الجيوش ويتعايش الأفراد، وتنمو التجارة، وتتشابك العلاقات الاجتماعية، كما حدث خلال الحروب الصليبية في مدن الشام، التي كانت بؤراً ملتهبة للصراع والحروب، وفي نفس الوقت منافذ تجارية نشيطة بين الشرق والغرب.

الظاهرة الثانية، المنتجة للحوار، هي قصدية السعي إليه، كوسيلة من وسائل تهدئة الصراع،وطمعا في الحصول على مكاسب لم تحققها الحروب، تجلى ذلك في المعاهدات، وتبادل السفارات عبر تاريخ طويل من العلاقة بين الشرق والغرب.

back to top