بيينال باريس في بيروت...

تعزيز دور لبنان كمركز الفن المعاصر في الشرق

نشر في 27-06-2016
آخر تحديث 27-06-2016 | 00:02
ألكسندر غوريتا
ألكسندر غوريتا
34 مشروعاً، 27 مشتركاً من 11 بلداً: الأرجنتين، كندا، الصين، إسبانيا، الولايات المتحدة، فرنسا، غواتيمالا، إيطاليا، لبنان، لوكسمبرغ، فييتنام... تضمها تظاهرة ثقافية فنية في بيروت تحت عنوان {بيينال باريس في بيروت} (27 ينويو -3 يوليو) وهو فكرة المشاركين في الدورة الحادية عشرة لمعهد الدراسات العليا للفنون التشكيلية في باريس، كمشروع مشترك في منهجهم التعليمي، بالتعاون مع شركاء لبنانيين.
معهد الدراسات العليا للفنون التشكيلية هو معهد عالٍ للبحوث والتجارب الفنية. يمثّل القسم الدراسي لبيينال باريس ويوفر منهجاً دراسياً يتيح فرصة للمشاركين ليتحرروا مما اكتسبوه ووثّقوه من تاريخ فن القرن العشرين. كذلك يسلط المعهد الضوء على قضايا سياسية في فن القرن الواحد والعشرين، في محاولة لكتابة تاريخ الفن الحالي.

تجري العروض في مسرح دوار الشمس، سبايس 27 (الشياح)، سوق الطيب، أرت ميتينغ (عين سعادة)، كونتنبو أرت لونج (ضبيه)، غاليري مارك هاشم...

انشأ أندريه مالرو، بيينال باريس عام 1959، وكان وزير الثقافة آنذاك، بهدف ابتكار مساحة للتجارب الفنية المستقبلية. لا يندرج بيينال باريس تحت أي إطار تنظيمي قد يعيق انخراطه في إنتاجات مجتمعاتنا المعاصرة وتطورنا السياسي والاقتصادي والعقائدي. عموماً، يرفض بيينال باريس المشاركة في عالم الفن الخاضع لقواعد الفن السائدة، بل يؤمن باختلاط الأدوار، وعدم وجود حدود بين علوم الإنسان. هكذا يظهر بيينال الفن حيث لا يُتوقّع حدوثه. إنه بيينال من دون أعمال فنية، من دون معارض ومن دون سوق فن، لا يأخذ مكانه في باريس بل يتنقل في أماكن مختلفة، نيقوسيا(2009)، نيويورك (2011)...

مساحة تعبير جديدة

يوضح ألكسندر غوريتا، مدير البيينال، أن خصوصية البيينال تتعلق مباشرة بتاريخه، عندما أنشأه مالرو، أراد أن يقدم لفرنسا تظاهرة ثقافية وفنية تليق بتاريخها، ومساحة للتعبير عن أفكار فنية جديدة، واشترط أن يشارك فيه فنانون فوق عمر 35 سنة لتعزيز هذا التوجه...

يعتبر بيينال باريس الرابع في العالم بعد بيينال البندقية وبيينال ساو باولو ودوكومنتا. عرف بيينال باريس في ستينيات القرن العشرين الصورة والفيديو كفنّ وقُدما وفق هذا الشكل. في الثمانينيات تحول البيينال إلى تظاهرة ضخمة، وفي 1985 تراجع بسبب مشروع قدمه جان نوفل استنزف موازنة البيينال، فتوقف.

يشير غوريتا إلى أنه في 1993، طلب فيليب دوست بلازي، وكان وزير الثقافة، من ألفريد باكمانت، رئيس سابق لمركز جورج بومبيدو، إعادة إحياء البيينال، هكذا انطلقت جلسات العمل بين وزارة الثقافة والمعرض الدولي للفن المعاصر والمعهد الفرنسي.

ومع بداية الألفية الثالثة، تلقف ألكسندر غوريتا بيينال باريس وفكر في إعادته إلى استراتيجية تشجيع الخدمات التطبيقية التي تخرج على النظام العادي للفن، ما اثار غضب وزارة الثقافة، وعدم اقتناعها بالفكرة، لكن ما لبثت أن تغيرت الأمور ووجدت في فكرة غوريتا إيجابيات تخدم الفن، وشيئاً فشيئاً راح يتخلى عن المادة وصولا إلى غياب العمل الفني.

يضيف غوريتا أنه في 1998، اختبر مشاريع لبنانية في هذا المجال بفضل التعاون مع ريكاردو مبارخو أحد أهم الفنانين اللبنانيين في الفن المعاصر، وفي عام 1999 قدم غوريتا مشروع دبلوم في المعهد الوطني للفنون في باريس، مركزاً على ضرورة تغيير طريقة التفكير وكيفية ممارسة الفن، بالتالي أصبحت فكرة العمل الفني، المعرض، الجمهور، سوق الفن... مهملة.

يوضح أنه إذا كان الفن في الماضي يمكن إعادة اختراعه مع البقاء ضمن العمل الفني، لم يعد ذلك ممكناً اليوم من خلال العمل بل يجب البحث خارجه. إذاً يجب التفريق بين الفن والعمل الفني، عدم ممارسة اللعبة نفسها بل تغييرها، إنها قطيعة أساسية، أعلنها فنانون كثر في القرن الماضي وهي تطبق اليوم.

غير مرئي

يقتنع غوريتا بأن الفن أصبح في خانة غير المرئي، وهي حالة روحية حيث كل خصوصية يمكن أن تتأكد في الفن، وهذا كل ما يبحث عنه الفنانون، لكنهم يفعلون ذلك في العمل فيما هذه الخصوصية تكمن خارجه.

يتابع أن تاريخ الفن يبيّن أنه تعاقبت تعديلات في الأفكار، وصولا إلى ضرورة القيام بذلك خارج العمل الفني. انطلاقاً من هذه الروح يعتبر بيينال باريس استراتيجية تهدف إلى تعديل فكرة الفن من خلال بنيانه مع تأطيره.

بيينال بيروت
يؤكد غوريتا ان بيينال باريس انتقل إلى بيروت بفضل الفنان اللبناني ريكاردو بعد مناقشة اجراها معه، وكان زار بيروت وألقى محاضرات فيها ونظم ورش عمل، فلاحظ دينامية الشعب اللبناني، وأهمية لبنان كمركز الفن المعاصر في الشرق، فتمنى المشاركة في الدينامية الفنية اللبنانية ونقل طاقتها من خلال البيينال.

النشاط الأهم للبيينال هو اليوم الوطني للتبولة في 2 يوليو، الذي ينظم في كل لبنان وحتى في الجاليات اللبنانية في العالم. نقطة الارتكاز في هذا النشاط هو احتفال سوق الطيب في وسط المدينة. كذلك تتضمن النشاطات مشروع معرض صور فوتوغرافية يدوم 30 دقيقة ويختفي قبل أن يبدأ ، ماراتون الإجابة عن أسئلة غامضة يكشف عنها في حينه، وعلى المشاركين فيه أن يوردوا رؤيتهم المكثفة للساحة الفنية اليوم، مدة الماراثون ساعتين.

غوريتا يقتنع بأن الفن أصبح في خانة غير المرئي، وهي حالة روحية حيث كل خصوصية يمكن أن تتأكد في الفن
back to top