كمال الشناوي... الوجه الآخر للقمر (18 - 30)

«دمي ودموعي وابتسامتي»
الغيرة تتسبب في طلاقه بعد قصة حب ملتهبة

نشر في 23-06-2016
آخر تحديث 23-06-2016 | 00:02
استمر صعود نجم الفنان القدير كمال الشناوي، مع بدء عام 1951، وتم إنتاج فيلم "ليلة الحنة"، والذي حقق نجاحا هائلاً زاد من أسهم كمال الشناوي بين المنتجين والمخرجين، لدرجة أنه بدلا من أن يعرض عليه ثلاثة أو أربعة أفلام في العام ككل الفنانين الكبار في زمنه، أصبح يعرض عليه ما بين ثمانية إلى عشرة أفلام، ينتقي من بينها خمسة أو ستة أفلام يقدمها سنوياً، حينما كانت مصر تنتج أكثر من مئة فيلم في العام.
في هذه الحلقة نتابع أزمة عاطفية جديدة يعيشها الشناوي مع زوجته، التي سرعان ما طلقها على إثر خلافات بشأن صعوده السينمائي وتراجع اسم الزوجة الفنانة هاجر حمدي، التي كانت قد أنجبت لتوها طفلها محمد، وبات عليها أن تبقى في البيت ريثما يكبر الولد الصغير، وتلك كانت إرادة الأب كمال الشناوي.
مرت ثلاثة أيام على بداية تصوير فيلم "ليلة الحنة"، وفي اليوم الرابع ذهب كمال الشناوي، كعادته، إلى الاستديو، لاستئناف التصوير، غير أنه فوجئ بما لم يتوقعه، حيث وجد أن المخرج حسن الإمام اختفى من الاستديو، وهمس يدور بين جميع العاملين، بأن منتج الفيلم، الفنان أنور وجدي، تولى إخراج الفيلم بدلا منه، فصدم كمال، ولم يفهم مغزى ما حدث، وحاول أن يستفهم عن سر هذا التغير المفاجئ من أنور وجدي:

- أبداً مافيش سر ولا حاجة... حسن الإمام مخرج شاطر وهايل، بس خد الفيلم في سكة تانية... غير اللي المكتوب في السيناريو خالص.

* دا إحنا صورنا تلات أيام بس يا أستاذ... قدرت تحكم على مسار الفيلم من تلات أيام؟

- دي شغلتي يا كمال، هو أنا فاتح شركة "ميني فاتورة"... أنا فنان ومنتج ومخرج، وأقدر أعرف من مشهد واحد الدنيا رايحة فين... وأنا مش هاستنى لما يخلص تصوير الفيلم علشان أحكم عليه وألاقي نفسي خسرت اسمي وفلوسي.

* أيوا بس اللي أعرفه أنكم متفقين على كل حاجة.

- ماتشغلش بالك... وبعدين حسن الإمام صاحبي، وأنا هاراضيه بفيلم تاني يا سيدي... المهم تجهز علشان اليوم كده هايضيع يا أستاذ... يا ريت تجهز.

استأذن كمال الشناوي من أنور وجدي للصعود لعمل المكياج، ثم خرج من الباب الخلفي للاستديو منصرفا، تاركا تصوير الفيلم، فجن جنون أنور وجدي.

خرج كمال الشناوي من الاستديو إلى بيت حسن الإمام، ليقف على حقيقة ما حدث، وسر الخلاف الذي جعل أنور وجدي ينحيه عن إخراج الفيلم، بعد أن شرع في تصويره بالفعل:

- أنا نفسي مش فاهم حاجة... ومش عارف السبب... يظهر الفيلم حلي فجأة في عنيه.

* طب ماهو المنتج... وأخرج كتير قبل كده... وكان يقدر يقول أنا اللي هاخرج الفيلم من الأول، ماحدش كان يقول له لأ.

- متهيألي أنه خاف تكون صدقت الكلام اللي اتقال عنه بالنسبة لك.

* يعني كان بيجر رجلي بيك.

- بيتهيألي كده... اللي حصل ده هايسيء ليا في الوسط... والمنتجين هايعتبروني فشلت في الفيلم علشان كده شالني وكمل هو... وكمان مش عايز يديني بقية أجري.

رفض كمال الشناوي أن يعود لاستئناف تصوير الفيلم، رغم كل محاولات أنور وجدي لاستعادته، وفي كل مرة يؤكد أنه تعاقد على فيلم من إخراج حسن الإمام، وليس من إخراج أنور وجدي، حتى وافق بعد أن دعاه أنور للجلوس معه، والتفاهم على كل نقاط الخلاف بينهما، فتم الاتفاق بينهما، على ألا يعود حسن الإمام للإخراج، مقابل أن يدفع له أنور بقية أجره كاملا، وأن يكون لكمال الحق في تغيير أي مشهد لا يعجبه، وكانت المفاجأة لكمال، أن أنور وجدي وافق على كل شروطه بلا تردد، فزال من داخله أي شكوك تجاهه، وتم استئناف تصوير الفيلم، وبمجرد عرضه نجح نجاحا لم يتوقعه أحد، بل إن إحدى أغنياته التي قدمتها الفنانة شادية "يا حسن يا خولي الجنينة" تتردد على كل لسان، لتصنع شهرة مضاعفة للفيلم، ليصبح بعدها أنور وكمال صديقين مقربين.

زاد نجاح فيلم "ليلة الحنة" من أسهم كمال الشناوي، بين المنتجين والمخرجين، لدرجة أنه بدلا من أن يعرض عليه ثلاثة أو أربعة أفلام في العام، أصبح يعرض عليه ما بين ثمانية إلى عشرة أفلام، ينتقي من بينها خمسة أو ستة أفلام يقدمها، وهو ما حدث معه بالفعل، حيث تعاقد على بطولة عدد كبير من الأفلام، تقف فيها أمامه أغلب نجمات الصف الأول في السينما المصرية، بدأها بالوقوف أمام "توأمه الفني" شادية في فيلم "في الهوا سوا" قصة وحوار بديع خيري، سيناريو هنري بركات، إخراج يوسف معلوف، أمام، إسماعيل ياسين، زوزو نبيل، فاخر فاخر، عبدالسلام النابلسي، ورياض القصبجي، والذي دار في إطار كوميدي حول الشابين "ثابت وجميل" اللذين يعانيان البطالة، فيضطران إلى أن يحتالا على صاحب سيرك، فيرسل رجاله لمطاردتهما، يختبئ جميل داخل صندوق مشحون إلى القاهرة، يتبعه ثابت، وفي القاهرة يلتقيان فتاة توفي والداها، تقيم مع عمتها، التي تخفي عنها حقيقة ثروة والدها، لذا تعمل مطربة في أحد الملاهي، تقع الفتاة في غرام ثابت، تعلم عمتها بحقيقة هذه العلاقة، تحاول أن تفسدها، حيث إنها تخطط لأن تزوجها من عشيقها، على أن يتقاسما ثروة والد الفتاة، يعرف ثابت كل هذا ويرى الاستعانة بجميل، لتخليص فتاته من أيدى عمتها المستغلة، صاحبة القوة في التنويم المغناطيسي، وبعد عدة أحداث ومفارقات بين عشيق العمة ورجاله، أمكنهما أن يخلصا الفتاة من براثن عمتها، وأن يعيد لها ثروتها التي كانت عمتها تخطط للاستيلاء عليها، ثم يقوم بالزواج منها.

الحصان الرابح

قرر الفنان والمنتج والمخرج محمود ذو الفقار، أن يستغل هذا التألق الذي يعيشه كمال الشناوي، باعتباره حصانا رابحا، فأنتج له ولفاتن حمامة، زوجة شقيقه المخرج عزالدين ذو الفقار، فيلم "الأستاذة فاطمة"، قصة وسيناريو وحوار علي الزرقاني، إخراج فطين عبدالوهاب، وشاركهما عبدالوارث عسر، عبدالفتاح القصري، لولا صدقي، محمد علوان، صلاح نظمي، رياض القصبجي، سعيد أبوبكر، محمد الديب، وشفيق نورالدين.

وبدلا من أن يأتي كمال الشناوي إلى أرض فاتن حمامة الميلودرامية، ذهبت هي معه إلى الكوميديا، حيث دارت أحداث الفيلم في إطار كوميدي حول الجارين فاطمة وعادل، الطالبين في كلية الحقوق، وفي الوقت نفسه يعيشان معا قصة حب، وتعاهدا على الزواج بعد تخرجهما، رغم معارضة والدها لهذه العلاقة، وما إن تخرجا، حتى فتح كل منهما مكتبا للمحاماة، وبدأ الصراع والتنافس بينهما، لتثبت فاطمة أنها قادرة على أن تنجح مثله في هذه المهنة الصعبة، حيث يرفض عادل أن تعمل خطيبته، لعدم إيمانه بقدرة المرأة على العمل كمحامية، فتتحدى رأيه لتثبت له أنها متفوقة، وفجأة يُتهم عادل في جريمة قتل صديق قديم له، لوجوده في مكان الجريمة، ويقرر أن تتولى فاطمة الدفاع عنه، رغم أنها لم تمارس المهنة بطريقة جدية، وتضع فاطمة كل جهودها لإثبات براءته، وتنجح بالفعل في انتزاع البراءة له، لتثبت أن المرأة قادرة على العمل مثل الرجل في المهن الصعبة.

حقق فيلم "الأستاذة فاطمة" نجاحا كبيرا ليس فقط لكمال الشناوي، بل أيضا لفاتن حمامة، التي حلَّت ضيفة على دنيا الكوميديا، فتقبلها الجمهور بترحاب شديد أثار دهشتها، بسبب الإيرادات غير المتوقعة التي حققها الفيلم، وهو ما جعل كمال الشناوي يرفع أجره في العمل التالي مباشرة، الذي عاد فيه إلى توأمه الفني شادية، في فيلم "الهوا مالوش دوا" قصة يوسف عيسى، سيناريو وحوار أبوالسعود الإبياري، إخراج يوسف معلوف، أمام إسماعيل ياسين، فاخر فاخر، عبدالغني قمر، ثريا حلمي، رياض القصبجي، والذي دار حول الصديقين "خفيف ولطيف"، اللذين تكلفهما الشركة حضور افتتاح أحد خطوط "التروللي" يرتكبان خطأ تقرر الشركة على إثره فصلهما، في الوقت الذي يفوزان فيه في السباق بسبب فتاة مجهولة، يبحث لطيف عن هذه الفتاة التي كانت سببا في إسعادهما، يعرف أنها المطربة "سمرة"، يذهبان للملهى الذي تعمل به، سعيا للتعرف عليها، يكتشفان أن صاحب الملهى الذي تعمل فيه "سمرة" يطمع فيها، فيقفان في طريقه، لكن صاحب الملهى يهدد والد سمرة بأوراق مزورة، فيضع لطيف وخفيف خطة للتخلص من صاحب الملهى وعصابته، وينجحان في كشف تزوير وألاعيب العصابة والقبض عليها، ويتزوج لطيف من سمرة، وخفيف من صديقتها "شعلة".

في الوقت الذي كان النجوم الثلاثة: كمال الشناوي، شادية، وإسماعيل ياسين، يصورون معا "الهوا مالوش دوا" بدأوا معا أيضا تصوير فيلم "بشرة خير" قصة وحوار السيد زيادة، سيناريو وإخراج حسن رمزي، أمام سليمان نجيب، ثريا حلمي، عبدالسلام النابلسي، استيفان روستي، لولا عبده، زوزو شكيب، سناء جميل، والطفلة سهير رمزي، ابنة الفنانة درية أحمد، والذي دارت أحداثه حول "سناء" ابنة "مختار باشا" التي يتقدم لخطبتها "سوسو بك" أحد أبناء الطبقة الراقية من أصدقاء والدها، ويرحب والدها بهذا، دون أن يعلم أنه نصاب، ويفعل ذلك بالاتفاق مع مدير الشركة، من أجل ثروة والدها، لكنها ترفض الزواج، لأنها تقع في حب حسين المهندس الشاب الذي يعمل بشركة والدها. يكتشف الخطيب سوسو بك ذلك، ويتفق مع مدير الشركة للإيقاع بينهما، فيستعين بإحدى الراقصات، لتدعي للفتاة أنها زوجة المهندس، ويطرده مختار باشا من الشركة، لكن صديق المهندس جميل، يفعل المستحيل، من أجل إثبات براءة حسين، والإيقاع بمدير الشركة النصاب وصديقه سوسو بك.

بعد انتهائهما من تصوير "بشرة خير"، بدأ كمال وشادية تصوير فيلم "الدنيا حلوة" قصة وسيناريو وحوار عبدالعزيز سلام، إخراج يوسف معلوف، بطولتهما أمام منى، ومحمود المليجي، سراج منير، ميمي شكيب، زوزو نبيل، محمود شكوكو، ثريا حلمي، لولا عبده، ثم الترشيح الذي فوجئ به كمال الشناوي وشادية نفسها، ترشيح المخرج يوسف معلوف للفنانة عفاف شاكر، زوجته السابقة، وشقيقة الفنانة شادية، لتشارك معهما في الفيلم، غير أن كمال تعامل مع الأمر بصدر رحب، بل كان أول من بادر وذهب لمصافحة عفاف، وهنأها على مشاركتها في الفيلم، الذي دارت أحداثه حول صديقتين، تتزوج والدة الأولى من والد الأخرى، ليعيشا جميعاً كأسرة، لكن تشاء الأقدار أن تقع الفتاتان في حب طيار شاب، فتحاول ابنة زوجة الأب أن تحتفظ به لنفسها مع أنه لا يبادلها الحب، لتدبر مكيدة مع والدتها، حتى تفوز بقلب الطيار.

ما فعله المخرج يوسف معلوف، فعله أيضا المخرج السيد زيادة، حيث قام بترشيح الفنانة عفاف شاكر للمشاركة أمام كمال في فيلم "خضرة والسندباد القبلي" عن قصة وحوار محروس زيادة، سيناريو وإخراج السيد زيادة، أمام درية أحمد، حسن فايق، عمر الجيزاوي، محمود المليجي، الراقصة نبوية مصطفى، زوزو شكيب، عباس فارس، رياض القصبجي، وعفاف شاكر، والفنان الكبير علي الكسار، والذي دار حول عباس بك الثري، الذي تحاول إحدى العصابات إيهامه بأن ابنته الوحيدة ووريثته قد ماتت، حتى يسيطروا عليه ويستولوا على ثروته، لكن يظهر الشاب كاتب الدائرة الشريف، الذي يقوم برحلة بحث عن ابنته الحقيقية، ولحين عودتها يقدم له الفتاة خضرة التي يلتقيها صدفة، على اعتبار أنها ابنته، ويحاول أن يعيد للرجل ذاكرته وينجح في ذلك، ويفوز كاتب الدائرة بقلب خضرة.

نهاية حب

بدأت الغيرة تدب في قلب هاجر، وتنشب بينها وكمال العديد من المشاكل، بسبب وقوف زوجته السابقة عفاف شاكر أمامه في فيلمين، إضافة إلى الصور التي تنشرها الصحف لكمال وشادية معا، والحديث حول أنهما يكونان ثنائيا ناجحا ومتفاهما بشكل غير مسبوق، وخاصة في الوقت الذي اضطرت فيه هاجر للجلوس في البيت خلال العام الأول بعد ولادة ابنهما محمد، ابتعدت خلاله عن الأضواء والكاميرات، فوجدت أن الفرصة مواتية للعودة مجددا للأضواء والشهرة، بعد أن شعرت بالغيرة من وجود عفاف شاكر وشادية إلى جواره، فيما تظل هي في الظل.

ما إن أتم "محمد" عامه الأول، حتى قررت هاجر أن تفاتح كمال الشناوي في أمر عودتها للسينما مجددا، غير أنه أرجأ الحديث في هذا الموضوع لحين عودته من لبنان، حيث كان لابد أن يسافر لتصوير فيلم هناك أمام الفنانة نور الهدى.

سافر كمال لتصوير فيلم "مصري في لبنان" قصة محمد التابعي، حوار وأغاني صالح جودت، سيناريو وإخراج جياني فرنونشو، أمام نور الهدى، ولولا صدقي، وإلياس مؤدب، ومحمود فريد، أرماندو لازارا، زكي الفيومي، وجيهان، والذي دار حول شاعر مصري معروف عنه التمرد، يلتقي راقصة في أحد الملاهي الليلية، يهيم بها حبا، إلا أنها لا تلتفت له، بل لا تعيره أي اهتمام، إلا أنه يصر على مطاردتها، ولم تجد الراقصة مفرا من الارتباط بغيره، حتى يكف عن مطاردتها، فيصاب الشاب بصدمة نفسية، يشير عليه الدكتور المعالج أن يسافر إلى لبنان، حتى يستعيد صحته ونفسه، ينزل في أحد الفنادق هناك، والذي يلتقي فيه فتاة حسناء يقع في حبها، يتضح بعد ذلك أنها ابنة صاحب الفندق، وأنها أيضا تعمل بالفندق، ويتطور إعجابه بها إلى طلبه أن يتزوجها فتوافق ويتزوجان.

بمجرد عودة كمال من لبنان، كانت هاجر حمدي في انتظاره، لحسم الموضوع المؤجل بينهما حول ضرورة عودتها للفن، وخاصة بعد أن رأت أن كثيرات من الفنانات اللاتي صعدن معها في نفس الفترة، بل ومن ظهرن بعدها، أصبحت صورهن تتصدر "أفيشات" السينما، غير أنها ما إن فاتحته في الموضوع، حتى فوجئت برده:

* أنت بتقولي أيه... ومحمد مين يرعاه؟

- عنده بدل الخدامة اتنتين.

* مش ممكن الخدامة تكون زي أمه.

- أنا مش مقصرة لا معاك ولا مع ابني... وبعدين أنت عايزني أبعد عن فني ليه؟

* أنا ماقولتش كده... لكن لا زم تنتظري سنتين تلاتة، لحد الولد ما يشد حيله شوية.

- يكون المنتجين والمخرجين والجمهور نسيوا حاجة اسمها هاجر حمدي... كفاية الفترة اللي بعدت فيها الناس نسيتني.

* مش مهم.

- طبعا مش مهم... المهم نجوميتك أنت تكبر وتزيد جنب شادية وعفاف شاكر.

* هاجر... أنتي عارفه بتقولي أيه؟

- ماهو أنا مش ممكن استنى... أنا مابقتش اقدر استحمل أكتر من كده.

* أنا اللي مابقتش قادر استحمل... دي بقت عيشة جحيم.

- وأيه اللي يجبرك على الجحيم ده... تقدر تبعد عنه.

لم يكن هذا هو الخلاف الأول، كما لم يكن الأخير بين كمال الشناوي وهاجر حمدي، بل استمر بينهما، ويزداد الأمر اشتعالا كلما شاهدت صورة له مع شادية أو عفاف شاكر، في إحدى الصحف أو المجلات، ما جعل الأجواء بينهما متوترة طوال الوقت، وقبل أن تمر ثلاث سنوات على زواجهما، وقع الطلاق بين هاجر حمدي وكمال الشناوي، لتنتهي قصة الحب التي بدأت ملتهبة، غير أن الغيرة ساهمت بشكل كبير في القضاء عليها.

رغم الحزن الذي سيطر عليه، وعدم رغبته في الوصول إلى هذه اللحظة، فإن كمال الشناوي لم يشعر بالندم على الطلاق بينه وهاجر حمدي، بل حرص على أن يكفل لابنه محمد حياة كريمة، رغم انفصاله عن والدته، وتلبية كل طلباته، وزاد من حزنه احتراق "نيغاتيف" فيلم "من القلب للقلب" في المعمل أثناء التحميض، بعد انتهاء تصويره بالكامل، وهو الفيلم الذي وقف فيه أمام صباح، محمود المليجي، سراج منير، دولت أبيض، عبدالرحيم الزرقاني، زوزو نبيل، منى، فاخر فاخر، عبدالغني قمر، عن قصة وحوار يوسف عيسى، سيناريو وإخراج هنري بركات.

حيلة منتج
لاحظ كمال الشناوي أن المنتج حلمي رفلة يحضر إلى الاستديو خلال تصوير أي فيلم يجمع بينه ووشادية وإسماعيل ياسين، ومعه مصور فوتوغرافيا، ليطلب منه أن يقوم بالتقاط عدة صور لهم الثلاثة معا، وكلما التقط المصور لهم كادرا، طالبه حلمي رفلة بثانٍ، وثالث ورابع، وسط دهشة الثلاثي، من هذا الإصرار المريب على أن يقوم بتصويرهم في أوضاع بعينها، لتبدو وكأنها مشاهد من أحد الأفلام لهم معا، بل وراح يلح على كمال الشناوي في طلب بعض اللوحات التشكيلية والرسوم الكاريكاتيرية لزملائه من النجوم الفنانين، وتحديدا شادية وإسماعيل ياسين، حيث يقوم برسمها لهما في أوقات فراغه، دون أن يعرف ثلاثتهم الغرض من هذا الإلحاح الذي يقوم به حلمي رفلة.

ما إن ينتهي كمال وشادية من تصوير فيلم، حتى يكون المنتجون جاهزين بالعقد الذي يجمع بينهما في فيلم جديد، وظن كمال أن ذلك بسبب النجاح الكبير الذي يحققه هو وشادية معا، وهي حقيقة، غير أنه لم يكن يدرك أن هناك سببا آخر اكتشفه من خلال تلك الصور التي يلتقطها لهما المنتج حلمي رفلة، ومعهما إسماعيل ياسين، حيث اكتشف أن المنتج حلمي رفلة يأخذ تلك الصور التي يقوم بالتقاطها لهم، لينشر بعضها، ويأخذ البعض الآخر، ويقوم بعرضه على شركات التوزيع، لإيهامهم بأنه يقوم بالفعل بتصوير فيلم جديد يجمع بين كمال الشناوي وشادية وإسماعيل ياسين، ومن خلال هذه الصور يحصل على ما يسمى "سلفة توزيع" من أي من شركات التوزيع، ومن خلال السلفة التي يحصل عليها يبدأ في إنتاج فيلم جديد، يتم كتابته خصيصا للفنانين الثلاثة، دون أن يكون هناك وجود من الأساس لهذا الفيلم الذي بدأ مجرد مجموعة من الصور الفوتوغرافية

البقية الحلقة المقبلة

أنور وجدي يستغني عن حسن الإمام ويخرج فيلم «ليلة الحنة»

كمال الشناوي يرفض العمل تحت إدارة أنور وجدي إلا بشروطه

حلمي رفلة يستغل صور الثلاثي الناجح لترويج أفلام لم تصنع بعد

حزن لاحتراق «نيغاتيف» فيلم «القلب للقلب» أمام صباح
back to top