آن ماري سلامة: البطولة هي أداء الدور بجدارة

نشر في 23-06-2016
آخر تحديث 23-06-2016 | 00:00
اكتسبت الممثلة اللبنانية آن ماري سلامة شهرتها في أداء الأدوار الصعبة والمركّبة. وآخر أعمالها المسلسل الرمضاني اللبناني {وين كنتي} (إنتاج مروى غروب، إخراج سمير حبشي، كتابة كلوديا مرشليان، يُعرض عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال) تؤدي فيه دور {جينا} فتاة مضطربة نفسياً، وتصوّر الخماسية الأخيرة من سلسلة {صرخة روح} الجزء الرابع الذي يُعرض عبر شاشة {أم تي في}.
حول جديدها، تحدثت آن ماري سلامة إلى {الجريدة}.
ما أبعاد تقديم شخصية {جينا} في مسلسل {وين كنتي}؟

من الضروري أن يقدّم أي فنان، بغضّ النظر عن مجاله المهني، رسالة معيّنة في عمله، فكيف بالحري الممثل الذي يجسّد، من خلال دوره، نفَس المنتج والكاتب والمخرج، وهو بذلك يتحمّل مسؤولية، خصوصاً إذا كان مكلّفاً إيصال موضوع علمي وثقافي من النواحي النفسية والبيولوجية والسوسيولوجية، فلا بدّ عندها من تقديم الدور بضمير، لوضعه الإصبع على جراح الناس. يعاني كثر مشكلات نفسية جراء أحداث مرّت في حياتهم، لذا يحتاجون علاجاً وغذاء روحياً أسوة بالعقل والجسد، لأن الاضطراب النفسي قد يؤدي، في حال تفاقمه، إلى الانتحار وأمراض عصبية.

كيف تحضّرت لهذه الشخصية؟

بعيداً من التمثيل أقرأ عادة كتباً في علم النفس فضلا عن أنني أتابع حلقات دراسية سينمائية في شهادة علم النفس مع جمعية إميل شاهين الذي أستشير زوجته المعالجة النفسية روز ماري شاهين عندما أُكلّف بأداء دور يحوي إضطراباً نفسياً. بالنسبة إلى «جينا» استشرت معالجاً نفسياً وطبيباً لأطلع إلى بعض التفاصيل، لئلا أتمادى في الأداء، علماً أن مرض الأعصاب قد يبلغ لدى بعضهم ذروته فيكسّر المنزل ويعتدي على محيطه، لكنني اكتفيت بنقل شخصية «جينا» مثلما هي مكتوبة في النص.

تكليفك بدور صعب هل هو اعتراف بموهبتك وحرفيتك؟

أفضّل توجيه السؤال إلى المعنيين. لكنني أشكر الله على تكليفي بأداء أدوار مركبة وصعبة ما يشكّل نقطة إيجابية في مسيرتي المهنية، إنما يحمّلني مسؤولية كونه يضعني أمام تساؤلات عن أدوار مقبلة. على كلٍ أخطو بتدرّج نحو الأمام ولم أتراجع حتى الآن.

ما أهمية المخرج في إدارة الممثل خصوصاً إذا كان الدور معرّضاً لأداء متمادٍ؟

من المهم توافر مخرج عظيم عندما يكون الدور صعباً ومركباً وبهذه الأهمية، لأنه يدير موقع التصوير لنبلغ معاً حدود الكمال في العمل. مهما كان الممثل محترفاً لا بد من توافر جنود مجهولين يقفون في الكواليس مثل المخرج والمصوّرين ومن يدوّن الملاحظات.

هل تتحدين مع شخصياتك أم تتركين مسافة بينكما؟

نتحد في أثناء التصوير وما إن أغادر الموقع حتى أعود إلى طبيعتي.

كيف تقيّمين تجربة المنافسة هذا العام بعمل محلي في مقابل إنتاجات عربية ضخمة؟

المنافسة الرمضانية جميلة لأن الجميع يتعبون طيلة أشهر لتعرض أعمالهم في هذا الشهر. لكنّ المنافسة لا تقتصر على الأعمال أو الممثلين بل تبدأ من المنافسة الذاتية في أداء دور معيّن والنجاح فيه. كلما نجح الممثلون اللبنانيون في عمل شاركوا فيه، أعتبر ذلك فخراً للدراما المحلية، بالتالي يشكّل النجاح الكبير الذي حققه العملان المحليان «مش أنا» و{وين كنتي» فخراً إضافياً للدراما المحلية وللبنان.

ما رأيك بالأعمال العربية المشتركة التي شاركت فيها سابقاً؟

مهمة وجميلة لأننا من خلالها نتعرف إلى ثقافة بعضنا البعض، ويتحقق انفتاح أكبر وتعارف أعمق، خصوصاً أن مجالنا يرتكز إلى العلاقات العامة.

ألا يحول كمّ الأعمال الرمضانية دون متابعتها كلها فتأتي أعمال على حساب أخرى؟

لكل محطة جمهورها ولكل فنان جمهوره، إضافة إلى أن تلك المسلسلات ستُعرض مجدداً بعد انتهاء شهر رمضان لذا لا أرى مشكلة في ذلك.

هل تتأثر لعبة «الرايتنغ» بهوية المحطات وجمهورها؟

نعم ومن جهة أخرى تتأثر بنوع العمل (تراجيدي، كوميدي..) وبنجوم المسلسلات المعروضة.

مستوى الأداء

هل يختلف مستوى أدائك مع إختلاف هوية العمل، أي محلي أو عربي؟

يتوقف ذلك على أداء الشخصية وكيفية تنفيذ العمل.

هل ترفع نوعية الشخصية مستوى الشعور بالمسؤولية لديك؟

طبعاً، فإذا كانت الأدوار سطحية ومكرّرة فلن أشعر عندها باستفزاز وتحدٍ شخصي لتقديم الأفضل.

شاءت الصدف أن تؤدي كل هذه الأدوار المركبّة أم سعيت إليها؟

هو قرار ذاتي برفض أي دور لا يتمتع بمستوى معيّن. من جهة أخرى، اكتشفت، من خلال لقائي بجمهوري في الأماكن العامة، أهمية رأيه الذي ينعكس على قرارتي، كونه يعبّر عن الصورة التي يريد أن يراني فيها، ما يوّلد لدي حافزاً للتنويع في الأداء. بعدما اشتهرت بدور الشريرة ومن ثم المرأة المعنّفة وراهناً المرأة المريضة نفسياً، قد أتجه لاحقاً إلى أدوار الرعب والتشويق أو دور القداسة... أتمنى أن تفسح الحياة في المجال أمامي لتحقيق كل ما أتمناه.

هل الجرأة مشروطة لديك أم أنك متحرّرة باسم الفنّ؟

لا تتعلق الجرأة بالجنس فحسب، بل ترتبط بالظهور بلا ماكياج أو بصورة لا تشبهنا في الحياة، والجرأة هي تسليم الذات لنصّ لا يشبهنا أبداً، أما باقي التفاصيل فمتعلقة بتسليم الذات إلى مخرج يعرف كيفية إدارة هذه الجرأة، لئلا تتشوه صورتنا ويكرهنا الناس. يجب أن أكون قريبة إلى الشخصية التي أجسّدها لا إلى شخصيتي الحقيقية.

يعني أنك تختارين الشخصية التي لا تشبهك في الحقيقة.

إذا قدّمنا دوراً ما إلى ممثلين مختلفين، سيؤدي كل منهم الشخصية بطريقة معيّنة لأن كل ممثل يضفي لمسته الخاصة إلى العمل انطلاقاً من خبراته وخبرات من حوله.

ما تفاصيل دورك في «صرخة روح-4» (تأليف أسامة كوكش وإخراج وائل ابو الشعار)؟

أشارك في خماسيته الأخيرة ويتمحور دوري حول علا، فتاة تعمل في محل تصفيف الشعر، وتدور الأحداث حول علاقتها بنغم، المسؤولة عن الصالون ( رانيا سلوان) ومصفف الشعر (وسام حنا) وعلاقة هذا الأخير بنغم وجنى (جوي كرم). تحصل أحداث متشعبة في هذا النص الذي يتميّز بواقعيته وبساطته ويحمل رسائل صغيرة. أعتبر أن دوري جديد على صعد النص وفريق العمل والإنتاج، أتمنى أن يُعجب الناس.

أليست المشاركة في خماسية أقلّ أهمية من المشاركة في بطولة عمل رمضاني؟

أبداً لأن الأهمية لا ترتبط بكمّ المشاهد بل بنوعية الأداء والدور.

صحيح أنك خريجة معهد الفنون الجميلة، إنما ألم يؤدِ شكلك الخارجي دعماً أساسياً لك في مسيرتك؟

طبعاً، لأن الشكل مهم في مكان ما كونه يمهّد أمام الوصول إلى دور البطولة. لا أستغلّ شكلي الخارجي بشكل سلبي، بل على العكس أتخلى عنه لتجسيد شخصية معيّنة بصدق وإتقان.

ما خططك المقبلة؟

أشارك في الجزء الثاني من مسلسل «كواليس المدينة» بعدما كانت لي إطلالة خاصة في الجزء الاول. يتمحور دوري حول عروس القاضي فارس (يوسف حداد) التي تكتشف أنه مثلي فتصبح ضحيته المعنّفة نفسياً. إضافة إلى الجزء الثاني من مسلسل «وين كنتي» الذي لن يكون أقل مستوى من الجزء الأول المعروض راهناً.

أدوار البطولة
تشدد آن ماري سلامة على ان كل ممثل يطمح إلى البطولة الأولى وتصدّر الإعلانات، سواء كان العمل درامياً أو سينمائياً، من هنا تعتبر أن هذا الموضوع في أعلى الهرم وتتسلّق إليه تدريجاً.

وتضيف: «بلغنا مرحلة البطولات المشتركة، التي تقضي البطلة فيها معظم الوقت تبكي»، لذا تعتبر أن الاكتفاء بهكذا شخصية يثير الملل لديها ولدى الجمهور، لذلك ترى أن البطولة هي أداء الدور بجدارة، وعمّا إذا كانت البطولات المشتركة تعرقل تحقيق النجومية الفعلية، تشير إلى أن «النجومية باطلة فبمقدار ما تكون الممثلة لامعة في أدائها تتحوّل تلقائياً إلى بطلة».

وتتابع: « تكمن البطولة بتحمّل مسؤولية دور ونصّ بحبكة درامية قويّة، فتكون الممثلة محور العمل فيما الشخصيات المحيطة متشعبة منها، كذلك تكمن البطولة في إسناد المنتج دوراً صعباً لممثلة يصفّق لها المخرج في الكواليس وتتسع دائرة المحبين المعجبين بأدائها».

لكل محطة جمهورها ولكل فنان جمهوره

المنافسة لا تقتصر على الأعمال أو الممثلين بل تبدأ من الذات
back to top