مفاتيح الرزق: العبادة

نشر في 23-06-2016
آخر تحديث 23-06-2016 | 00:00
No Image Caption
تعد العبادة، هي الأهم بين مفاتيح الرزق، فهي حق لرب العالمين على المكلفين، وفرض محتوم على الإنس والجن، حيث يقول تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ". (الذاريات:56).

وفي الحديث القدسي: "يا ابن آدم تفرغ لعبادتي، أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلا تفعل، ملأت صدرك شغلاً، ولم أسد فقرك"، وقال (ص): "من كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة همه، جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة".

وقال ابن تيمية: "إنما خلق الله الخلق، ليعبدوه، وإنما خلق الرزق لهم، ليستعينوا به على عبادته".

ويقول الأستاذ في جامعة الأزهر د. أسامة جمال: إن من مفاتيح الرزق العبادة، وذلك أن تعبد الله، بقلب فارغ عما سواه، والآيات والأحاديث الدالة على الارتباط بين الرزق والعبادة كثيرة، منها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ". (الجمعة:9).

وكان عراك بن مالك، إذا صلى الجمعة انصرف، فوقف على باب المسجد، فقال: "اللهم إني أجبت دعوتك، وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك، وأنت خير الرازقين".

فالرزق مرتبط بالطاعة، يقول عز وجل: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" (طه:124)، وقال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" (النحل:97)، فالحياة الطيبة، تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت، وهناك من فسرها بالرزق الحلال الطيب، ومن فسرها بالقناعة والسعادة.

وحينما سُئل الحسن البصري، عن سر زهدِهِ في الدنيا، قال: "أربعة أشياء: علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمئن قلبي، وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فشغلت به وحدي، وعلمت أن اللَّه مطلع علَيّ فاستحيت أن يراني علَى معصية، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي".

أما العصاة الذين يفتح الله عليهم في الرزق، فذلك استدراج وفتنة لهم، فقد قال رسول الله (ص): "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا، وهو قائم على معاصيه فليحذرْ فإنما هو استدراج"، ثم تلا قوله تعالى: "فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ" (الأنعام:44).

back to top