مفاتيح الرزق: الدعاء

نشر في 20-06-2016
آخر تحديث 20-06-2016 | 00:00
No Image Caption
يعتبر الدعاء واحداً من أسباب مفاتيح الرزق، فهو من الأسباب العظيمة في دفع الضر واستجلاب الخير، وقال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (البقرة: 186)، فمن أراد الرزق الحلال، فليطرق باب السماء بالدعاء، واللجوء الصادق إلى الرزاق الكريم، الذي لا يخيب من رفع يديه إليه، واثقاً به متفائلاً بجوده، وفضله، وقال الله تعالى: "قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (المائدة: 114).

وقال النبي (ص): "ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيِّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحاً". قالوا: "يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟"، قال: "أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".

يقول أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر الدكتور عطا السنباطي: الدعاء هو طلب المخلوق من الخالق، تحقيق بعض غاياته، أو قضاء حوائجه، ولا يمكن أن يثمر دعاء ما لم يقترن بالعمل، فالله يحب المتوكِّلين، ولا يحب المتواكلين، وقال أحد الصالحين: "إن الله إنما يُتَقرَّب إليه بطاعته، فما كان من دعائكم الله، فليكن في سكينة ووقار، وحسنِ سَمْتٍ وزيٍّ وهدي، وحسن دعة".

ولا ييأس الإنسان من رحمة الله، وأن يكون موقناً بالإجابة، فقد جاء في الحديث القدسي (أنا عند ظنِّ عبدي بي، فإن ظنَّ بي خيراً فله، وإن ظنَّ شراً فله)، وقال الله تعالى: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ". (النمل:62)، وقال (ص): "لا ينفع حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، ولكنَّ الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء"، فعلى الإنسان المداومة على الدعاء والاجتهاد فيه فهو مخرج من كلِّ ضيق، والله جل وعلا يحب اللحوحَ في الدعاء، الَّذي يضرع إليه في سائر الأوقات والظروف، وكان الرسول (ص) كثيراً ما يدعو: "اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمن سواك".

وعلى الإنسان أن يطمئن إلى قدر الله، ويرضي بقسمة الله، وليعلم أن الرزق ليس باباً واحداً هو المال، فالصحة والعافية رزق، وكذلك الستر رزق، ومحبة الناس رزق، والزوجة الصالحة رزق، والأبناء رزق، والجار الصالح رزق، والتوفيق من الله رزق، والعلم والعقل رزق، وما أكثر مجالات الرزق.

back to top