الأمير: لم نعد بمنأى عن تداعيات ومخاطر المنطقة ومطلوب الحذر والتصدي بحزم لمَن يُضمر شراً لوطننا

• سموه زار برفقة ولي العهد «الحرس» و«الداخلية» و«الدفاع» و«الإطفاء» مهنئاً برمضان
• دشن المبنى الجديد لـ«الحرس» وأزاح الستار لافتتاح مبنى «الإطفاء»

نشر في 16-06-2016
آخر تحديث 16-06-2016 | 00:00
قام سمو أمير البلاد يرافقه سمو ولي العهد بزيارة لنادي ضباط الجيش والرئاسة العامة للحرس الوطني ومبنى وزارة الداخلية والإدارة العامة للإطفاء.
قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مساء أمس الأول، يرافقه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بزيارة للرئاسة العامة للحرس الوطني، حيث كان في استقبال سموه رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد ووكيل الحرس الوطني الفريق الركن م. هاشم الرفاعي، وكبار القادة بالحرس الوطني.

مضاعفة الجهد

وقد تفضل سمو الأمير بتدشين افتتاح المبنى الجديد للرئاسة العامة للحرس الوطني، ثم ألقى كلمة بهذه المناسبة حيا فيها مسؤولي الحرس ومنتسبيه وقال: «نلتقي وأخي سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء والإخوة المرافقين بكم على عادتنا الحميدة في كل عام في هذه الليلة من ليالي شهر رمضان المبارك لنبادلكم التهاني بهذ الشهر الفضيل، مبتهلين الى الباري جل وعلا أن يعيده على الجميع وعلى وطننا العزيز وأمتينا العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات وأن يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، إنه سميع مجيب».

وأضاف سموه: «إنني لعلى ثقة تامة أنكم تدركون المستجدات والظروف الحرجة والاوضاع المضطربة التي تمر بها منطقتنا وتداعياتها الامنية الخطيرة على دول المنطقة والتي تتطلب منكم قادة وضباطا وجنودا وافرادا أخذ الحيطة والحذر ومضاعفة الجهد والعطاء لحماية أمن الوطن وسلامته ومرافقه الحيوية والتصدي لمن يريد شرا بالوطن وإضرارا بالمواطنين، فأنتم الرديف الأول لإخوانكم في قواتنا المسلحة، وقد أثبتم ذلك في احلك الظروف وأصعبها، وسطرتم سجلا مشرفا في تاريخ وطننا العزيز بإنجازاتكم الامنية الرفيعة وتحليكم بالروح الوطنية العالية فحظيتم بالشكر والثناء من قبل الجميع».

وتابع سموه: «يحتم علينا الاعتراف بالفضل أن نشيد بالدور الكبير الذي يقوم به أخوانا سمو الشيخ سالم العلي وأخوه الشيخ مشعل الاحمد لتطوير ورفع كفاءة افراد الحرس الوطني والارتقاء بمستواهم العسكري عبر تكثيف الدورات العسكرية والتدريبات الميدانية التي ترفع من مستواهم الفني وكفاءتهم العسكرية، مثمنين عطاءهما غير المحدود وحرصهما دوما على تزويد الحرس الوطني بأحدث المعدات والعتاد العسكري التي تهيئ لهم القيام بواجباتهم على خير وجه».

وختم سموه كلمته سائلاً المولى تعالى «أن يوفق الجميع ويسدد الخطى لكل ما فيه خدمة وطننا العزيز ورفع رايته وأن يتغمد بواسع فضله ورحمته شهداءنا الأبرار ويسكنهم فسيح جناته وينزلهم منازل الشهداء الأبرار».

مشاريع عملاقة

وألقى وكيل الحرس الوطني الفريق الركن م. هاشم الرفاعي كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «في رحاب شهر رمضان المبارك من كل عام يتشرف الحرس الوطني كغيره من المؤسسات العسكرية والمدنية بزيارة سموكم الكريمة، وصحبكم الكرام، هذه العادة التي ترسخ في وجداننا حب الحاكم القائد وتترجم حرصه على التواصل مع أبنائه العسكريين والمدنيين».

وأضاف: «إننا لنشكر سموكم على تفضلكم بافتتاح المبنى الجديد للرئاسة العامة للحرس الوطني، هذا الصرح الذي شيد بأحدث التقنيات والإمكانيات ولقي من قيادتنا اهتماما بالغاً خلال مراحل تشييده وازداد تشريفاً اليوم بزيارتكم الكريمة».

وتابع: «إن رجال الحرس الوطني قيادة وقادة وقوات ليستلهمون من هذه الزيارة السنوية الكريمة وتوجيهات سموكم الحكيمة ما يعينهم على مواصلة المسيرة، مسيرة الوفاء والعطاء والتضحية والفداء لوطننا المعطاء، فتوجيهات سموكم هي البوصلة التي تحدد اتجاهاتنا والدافع لتقديم ما في وسعنا من أجل الكويت العزيزة، نحمي ثراها الطاهر ونحفظ أمنها بالتعاون مع زملائنا في وزارتي الدفاع والداخلية والإدارة العامة للإطفاء في ظل رعاية سموكم القائد الأعلى للقوات المسلحة».

وزاد: «كما وعدنا سموكم بأن ثمة ثلاثة مشاريع عملاقة يسعى الحرس الوطني بتوجيهات قيادته لإنجازها... فإننا نبشركم بأنها بفضل الله نفذت على ارض الواقع، وهي:

أولاً: مشروع الطيران العامودي.

ثانياً: المنظومة الأمنية الشاملة (القيادة والسيطرة) التي تربط كل المواقع والمنشآت الحيوية التي يتولى الحرس الوطني تأمينها وحمايتها.

ثالثاً: منظومة الدفاع الكيماوي والرصد الإشعاعي.

وينطلق الحرس الوطني وهو يحقق هذه الانجازات وفقا لوثيقته الاستراتيجية الجديدة 2020 تحت شعار (الأمن أولاً) حيث جاءت رديفا لخطته الاستراتيجية الاولى (2010/2015) تحت شعار (الأمن أساس التنمية) واضعة الأمن في اولويات اهتمامها منطلقة من قدرات الحرس الوطني وإمكانياته المتوافرة لديه حيث البنية التحتية المتميزة والعناصر البشرية المؤهلة المتدربة والشراكة العسكرية والمجتمعية الواضحة».

وقال «إن الحرس الوطنى وهو يرتكز على تطوير قدراته وامكانياته ليلبي بكل كفاءة واقتدار ما أسند إليه من مهام صدر بشأنها مرسوم إنشائه مدركا لطبيعة المتغيرات والظروف العسكرية والأمنية التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن، متخذا كافة التدابير الاحترازية والوقائية لتعزيز كفاءته وجاهزيته صونا لاستقرار الوطن وسلامته وحفاظا على جبهته الداخلية بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية».

وأضاف: «ترجمة لأمر سموكم بترشيد الإنفاق العام في الدولة فقد وجهت قيادة الحرس الوطني إلى ذلك مواصلة لنهجه في هذا المجال، وانطلاقا من رؤية سموكم بالاهتمام بالشباب ورعايتهم وجعلهم في مقدمة الاهتمامات، فمازال الحرس الوطني يواصل دعمه ورعايته للشباب وتنمية قدراتهم وتعزيز ولائهم للوطن».

وتم عرض فيلم وثائقي عن مرافق وخدمات المبنى الجديد للرئاسة العامة للحرس الوطني، كما تم عرض فيلم وثائقي حمل عنوان «إسناد». بعدها تفضل صاحب السمو وسمو ولي العهد بالتوقيع على سجل الشرف.

زيارة «الداخلية»

وقام صاحب السمو وسمو ولي العهد ونائب رئيس الحرس الوطني وسمو رئيس مجلس الوزراء بزيارة إلى مبنى الشيخ نواف الأحمد بوزارة الداخلية، حيث كان في استقبال سموه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ووكيل وزارة الداخلية الفرق سليمان الفهد والوكلاء المساعدون بالوزارة.

وقد ألقى سموه كلمة بهذه المناسبة حيا فيها مسؤولي الوزارة ومنتسبيها وقال: «تمر منطقتنا كغيرها بظروف دقيقة، ولاسيما ما يتعلق منها بالجوانب الامنية، مما يلقى على كاهل رجال الامن وعلى اجهزة وزارة الداخلية المختلفة مزيدا من المسؤولية ومضاعفة الجهد والعطاء لمواجهتها ودرء مخاطرها، حفاظا على امن البلاد واستتبابه وتعزيز التواصل مع المواطنين والمقيمين تجسيدا لروح الاسرة الكويتية الواحدة بما تتسم به من تكاتف وتعاون وتعاضد، والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن واستقرار أو المساس بمكوناته الاجتماعية وإثارة الشغب والفوضى، فأمن الوطن والحفاظ على جبهته الداخلية ووحدته الوطنية أمر يعلو فوق كل اعتبار».

وأضاف سموه: «يشهد مجتمعنا مثل غيره من المجتمعات ظواهر سلبية لم تكن معهودة بحجمها فيما مضى، ولكن تنامي نطاقها نتيجة اتساع الرقعة السكنية وزيادة اعداد السكان والانفتاح الاعلامي على العالم وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.

ولعل أبرز هذه الظواهر التي تستحق العناية والاهتمام والمتابعة ظاهرة تزايد المخدرات والتي طالما حذرنا منها حيث أصبحت تفتك بأرواح الشباب بشكل خاص، وهو الامر الذي يتطلب مضاعفة الجهود والتعاون مع الادارات المعنية للحد منها ومحاولة القضاء عليها، اضافة الى جرائم القتل وحوادث السرقة والنصب والاحتيال والتعدي على الممتلكات والتي تتطلب التطبيق الحازم والصارم للقانون على الجميع ودون تسامح أو تباطؤ».

وقال سموه: «ولقد سرنا ما أشارت إليه البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية حول تناقص معدلات الجريمة في البلاد في الفترة الاخيرة وهو مؤشر ايجابي على الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في وزارة الداخلية ويسجل بالشكر والتقدير للقائمين عليها».

وأضاف سموه: «مازالت مشكلة الاختناقات المرورية الأزلية والازدحام الذي تعاني منها البلاد مثل غيرها من البلدان الاخرى تتطلب تكثيف الجهود بين الجهات ذات الصلة بذلك لايجاد الحلول المناسبة لها، ولنا وطيد الأمل في أن يسهم استكمال شبكة الطرق الحديثة الجاري تنفيذها بمناطق عدة في البلاد في الحد والتخفيف من هذه المشكلة، ولا يفوتني هنا أن اذكر ان هناك معضلة أخرى باتت تؤرق الجميع هي مشكلة كثرة الحوادث المرورية المرعبة التي أخذت تحصد أرواح شبابنا وفلذات أكبادنا وتخلف الجرحى والمصابين والمعاقين، ولعل مما يؤسف له ان هذه الحوادث سجلت نسبة مرتفعة اذا ما قورنت بالعديد من الدول الاخرى، امام ذلك فإن الامر يستدعى الاسراع في التصدي لها والتطبيق الحازم لقوانين وأنظمة المرور والنظر في تغليظ العقوبات على المخالفين والمستهترين.

وختم سموه: «لابد لي من الإشادة بكل ما يقدمه رجال الامن في مختلف الجهات الامنية من جهود متميزة وعطاء مقدر هو محل اعجاب وثناء الجميع تجلى أثره فيما ينعم به وطننا العزيز من أمن وأمان، فبارك الله بكم ووفقكم دائما لخدمة الوطن الغالي ورفع رايته، مستذكرين دائما اخوانكم شهداء الواجب الذين ضحوا فداء للوطن وأمنه، وسائلين المولى جل وعلا لهم المغفرة والرحمة وأن ينزلهم منازل الشهداء في جنات النعيم».

كما القى وكيل وزارة الداخلية كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «اعتاد أبناؤكم قيادات وزارة الداخلية رعايتكم السامية لهذه اللقاءات الطيبة التي تجمعنا في مثل هذا الوقت من كل عام تجسد بصدق مبدأ التواصل بين الاب القائد وابنائه، والتي نستلهم منها مضاعفة الجهد والعطاء مستنيرين بتوجيهات سموكم لتظل المؤسسة الامنية تستضيء بحكمتكم قائدا ومعلما ومرشدا».

وقدم الفهد عرضا لما حققته الداخلية لجهة خفض معدل الجريمة بنسبة 9 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وجرائم الجنايات بنسبة 18 في المئة، والقضايا المسجلة ضد مجهول بنسبة 28 في المئة، وقلت جرائم المخدرات من التعاطي والترويج والاتجار بنسبة 17 في المئة، في وقت تم تحقيق معدلات قياسية بالضبطيات بلغت 7000 قضية، وأكثر من 2000 متهم تقريبا.

واشار الى انه على مستوى ترشيد الانفاق تم توفير نحو 32 مليون دينار تقريبا في ميزانية السنة المالية الماضية، كما كانت هناك متابعة وتحصيل مبلغ 140 مليون دينار عن المخالفات المرورية عن العامين الماضيين. وكذلك التحصيل الآلي لنحو 26 مليون دينار تقريبا خلال السنة المالية 2015-2016، وبنسبة زيادة 57 في المئة عن السنة السابقة.

وزاد انه في مجال الاستغناء عن المباني المستأجرة ادت سياسة الترشيد الى توفير ما مقداره نحو مليوني دينار من المباني والمنشآت الامنية المستأجرة للسنة المالية الحالية، بالتعاون الوثيق بين قطاع شؤون الخدمات المساندة وقطاع شؤون المالية والادارية من خلال مشاريع تم استلامها.

وتحدث عن الخطة الاستراتيجية للوزارة الداخلية وعن رفع الاداء الامني ودعم المنظومة الامنية، لاسيما من خلال تأمين المياه الاقليمية والقطع البحرية المتطورة وتعزيز قطاع شؤون العمليات من خلال 4 طائرات هليكوبتر نوع ايرباص يوركوبتر تدخل الخدمة تباعا من يوليو 2017، كما تم إنشاء وتجهيز غرفة اتخاذ القرار لتمكين القيادات العليا من متابعة وادارة الاحداث الامنية، وسيبدأ العمل بها اعتبارا من يونيو الجاري.

واشار الفهد في كلمته الى الدوريات الجديدة للشرطة، وتجهيز قسم منها بنظام توثيق اعمال الدوريات مزودة بالكاميرات والرادارات واجهزة كمبيوتر، كما تحدث عن الاجراءات التنفيذية لقانون جمع الاسلحة والذخائر وقانون حماية البيئة وقانون البصمة الوراثية وانجاز الجواز الالكتروني.

وتفضل صاحب السمو وسمو ولي العهد بالتوقيع على سجل الشرف، كما جرى تقديم هدايا تذكارية بالمناسبة.

زيارة الجيش

وقام صاحب السمو مساء أمس الأول، يرافقه سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، بزيارة لنادي ضباط الجيش الكويتي.

وكان في استقبال سموه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، ونائب رئيس الاركان العامة للجيش الفريق الركن الشيخ عبدالله النواف، ووكيل وزارة الدفاع جسار الجسار، وكبار قيادات الجيش ووزارة الدفاع.

وألقى سموه كلمة بالمناسبة حيا في مستهلها وزير الدفاع والقادة العسكريين ومنتسبي الجيش، وقال: «تعودنا في مثل هذه الليالي المباركة من شهر رمضان على زيارتكم والالتقاء بكم أنا واخي سمو ولي العهد واخواني نائب رئيس الحرس الوطني وسمو رئيس مجلس الوزراء، لتبادل التهاني بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله تعالى علينا جميعا وعلى وطننا العزيز وامتينا العربية والاسلامية بوافر الخير واليمن والبركات وجعلنا فيه من المقبولين والفائزين بمغفرته ورضوانه».

واضاف: «تجسد هذه الزيارة السنوية لكم مقدار ما نكنه لكم ولاخوانكم في كل قطاعات قواتنا المسلحة من ود ومحبة وتقدير لدوركم الوطني الرفيع فقد تشرفتم بأعلى تكليف وحملتم امانة الحفاظ على امن الوطن والذود عن حماه وهي مسؤولية بلا شك عظيمة تتطلب التفاني والتضحية والاخلاص في اداء المهام والواجبات العسكرية الملقاة على عاتقكم على خير وجه مع ثقتي بأنكم اهل لذلك».

مخاطر وتحديات

وقال سموه: «لا شك انكم تدركون المخاطر المحدقة والتحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والتي بدأت تتسع فجوتها ولم نعد بمنأى عنها وعن تداعياتها مما يستدعي منكم أخذ الحيطة والحذر والتصدي بكل حزم وقوة لكل من يضمر شرا بوطننا او يهدد امنه وسلامته واستقراره».

واردف: «ولقد اولت الحكومة جل اهتمامها لتطوير مختلف القطاعات العسكرية لقواتنا المسلحة وسعت جاهدة لتحديث منشآتها العسكرية وتزويدها بما استجد واستحدث من معدات وعتاد عسكري لتظل دائما مواكبة لكل تطور وجديد في عالم يشهد سباقا عسكريا محموما».

وختم سموه: «انني لعلى ثقة تامة بأنكم عند مستوى المسؤولية والجاهزية لمواجهة كل الاحوال والظروف، وادعو المولى تعالى لكم بالتوفيق لخدمة الوطن العزيز والذود عن حماه، وان يرعى بعنايته وحفظه جنودنا البواسل الذين لبوا نداء الواجب، ويتغمد بواسع رحمته ومغفرته شهداءنا الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة وبذلوا دماءهم الزكية دفاعا عن ثرى الوطن العزيز وينزلهم منازل الشهداء».

كما ألقى نائب رئيس الاركان العامة للجيش كلمة بالمناسبة شكر فيها الرعاية السامية للعسكريين، وما يغمرهم به صاحب السمو كعادته من مشاعر أبوية واهتمام بالغ مستنيرين بتوجيهاته السامية مسترشدين بحكمته السديدة.

وأضاف: «لا يخفى على سموكم ما تمر به المنطقة من تداعيات وتحديات باتت تشكل خطرا على المستويين الإقليمي والدولي وسط ظروف تستعر فيها الصراعات الطائفية والعرقية مما انعكس سلبا على أمن واستقرار المنطقة بأسرها... لقد استغلت الجماعات الإرهابية تلك الظروف لنشر الخراب والدمار في بعض دول المنطقة وزرع الفتن والفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وقد طالت يد الارهاب الآثمة وطننا الغالي، حيث اقترفت تلك الفئة الضالة جريمتها الشنعاء بتفجير مسجد الإمام الصادق في شهر رمضان العام الماضي ولم تراع لبيوت الله ولا لارواح الابرياء حرمة... الا ان شعبنا اتخذ نهج سموكم نبراسا مسطرا اروع صور التلاحم والوحدة الوطنية مفوتا على قوى الارهاب الفرصة ببث سمومه في مجتمعنا الآمن».

أمن الكويت

واضاف ان عمل المؤسسة العسكرية يرتكز وبشكل اساسي على الحفاظ على أمن وسلامة الكويت والتصدي لكل أنواع التحديات والتهديدات بشكل دائم ومستمر... ومن نطقكم السامي يا صاحب السمو «ان نجعل الوطن وسلامة المواطنين همنا الاول وشغلنا الشاغل الذي يتقدم على كل ما سواه»... وإنا يا صاحب السمو نؤكد لسموكم أننا ابناءكم منتسبي القوات المسلحة البواسل مستمرون بكل ما اوتينا من قوة بتقديم ارواحنا فداء لهذا الوطن الغالي والتضحية من اجله، وان نبقى أوفياء للدفاع عن أمنه واستقلاله داخل وخارج البلاد تحت ظل قيادتكم الحكيمة مؤكدين لسموكم على جاهزية الجيش الكويتي لردع كل التهديدات والمخاطر التي تمس امن وسلامة اراضينا.

بعدها ألقى وكيل ضابط حزام مزعل الشمري قصيدة بهذه المناسبة، ثم تفضل صاحب السمو وسمو ولي العهد بالتوقيع على سجل الشرف.

وقام صاحب السمو بزيارة لمبنى الإدارة العامة للاطفاء، حيث كان في استقبال سموه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله، والمدير العام للادارة العامة للاطفاء الفريق يوسف الأنصاري وكبار قيادات الإدارة.

افتتاح مبنى «الإطفاء»

وتفضل سموه بإزاحة الستار ايذانا بافتتاح المبنى، ثم ألقى سموه كلمة قال فيها: «لا شك انكم تدركون المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقكم كرجال اطفاء، وما يحف بها من مخاطر وعمل شاق لاطفاء الحرائق وانقاذ الارواح والمحافظة على الممتلكات».

وأضاف سموه «لقد اثبت تاريخكم المشرف الذي سطرتموه ومازلتم بالتضحيات الكبيرة وبالتفاني والاخلاص في اداء مهامكم وأثبتم بأدائكم المميز انكم اهل لذلك فكنتم دائما محط انظار وثناء وتقدير للجميع».

وقال سموه: «بهذه المناسبة نشيد بما يقوم به المسؤولون في الإدارة العامة للاطفاء منذ تأسيسها من جهود متواصلة وسعي حثيث لرفع كفاءة منتسبيها عبر اشراكهم بصورة مستمرة بمختلف الدورات التدريبية في مجال مكافحة الحرائق، وإتقان قواعد الامن والسلامة، وتأكيد حرصهم على تطوير مراكز الاطفاء المنتشرة في مختلف مناطق البلاد، وتزويدها بأحدث معدات واجهزة مكافحة الحريق، مبرزين بذلك مدى المستوى الرفيع في اعمال ادارة الاطفاء سواء ميدانيا في مكافحة الحرائق او احترازيا لتجنب واتقاء شرورها».

وتابع سمو الأمير «كما اننا نقدر الجهود الطيبة والمبذولة لنشر الوعي الاحترازي بين المواطنين، لتجنب الحرائق، وانتهاج الحزم في تطبيق شروط الامن والسلامة في المباني والمجمعات التجارية والمرافق العامة، سائلين المولى تعالى لكم كل التوفيق والسداد لخدمة الوطن العزيز ومبتهلين اليه بأن يحفظكم ويرحم اخوانكم شهداء الواجب الذين بذلوا ارواحهم الطاهرة في سبيل انقاذ ارواح الاخرين وان يسكنهم فسيح جناته وينزلهم منازل الشهداء».

ومن جهته، ألقى الفريق يوسف الأنصاري كلمة بالمناسبة، قال فيها: «تحتفي الادارة العامة للاطفاء اليوم بزيارة سموكم وسمو ولي العهد التي تترجم اقوى معاني التواصل والتلاحم فيما بين القادة الحكيمة وابناء هذا الوطن المعطاء من رجال الاطفاء، ليؤكد ذلك مدى دعمكم لهم وحرصكم السامي على التعرف عليهم عن قرب».

رعاية واهتمام

وأضاف الفريق الأنصاري «ان تشريفكم لنا وتفضلكم بافتتاح مبنى الادارة العامة للاطفاء يدل على اهتمامكم البالغ بمشاركة سموكم فرحتنا، وانها دلالة عظيمة وتجسيد ملموس لرعاية واهتمام سموكم بأبنائكم من رجال الاطفاء، فاسمح لي سيدي ان أقول انها مفخرة تضاف الى سجل الاطفاء وانجازاته، لا ولن ينساها التاريخ فهي تمثل وسام شرف سيتحلى به رجال الاطفاء حاضرا ومستقبلا بإذن الله تعالى».

وقدم الفريق الأنصاري ملخصا للاستراتيجية المعتمدة من الادارة والتي تقوم على التكامل في الأداء مع الاجهزة الحكومية المختلفة، وخصوصا العسكرية (وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ورئاسة الحرس الوطني)، والشراكة مع القطاع الخاص، والاعتماد في الانجاز على السواعد الوطنية لتحقيق حماية وسلامة ارواح المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم والاهتمام ببرامج التوعية في مجال الوقاية من الحرائق بتهيئة الانسان وإعداده وتثقيفه واستخدام التكنولوجيا والعلوم الحديثة لمواكبة التطور في الصناعة والانتاج، وتطوير مركز اعداد رجال الاطفاء ليصبح اكاديمية لعلوم الاطفاء معترفا بها دوليا. بعدها تم عرض فيلم وثائقي حول تاريخ وانجازات الادارة العامة للاطفاء.

وتم خلال هذه الزيارة اهداء سمو الأمير وسمو ولي العهد ونائب رئيس الحرس الوطني وسمو رئيس مجلس الوزراء هدايا تذكارية بهذه المناسبة.

ورافق سمو الأمير في هذه الزيارات وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد، ومدير مكتب صاحب السمو احمد الفهد، ورئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله، ووكيل ديوان سمو ولي العهد الشيخ مبارك الفيصل، ورئيس الشؤون الاعلامية والثقافية بالديوان الاميري يوسف الرومي، إضافة إلى عدد من الشيوخ.

back to top