الإسلام يدعو للسلام والحضارة

نشر في 16-06-2016
آخر تحديث 16-06-2016 | 00:00
No Image Caption
تحت عنوان "الدين والحضارة الإنسانية" صدر مؤخراً في القاهرة عن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف كتاب لوزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمد البهي (رحمه الله)، مؤكداً أنه لا تعارض بين الدين والحضارة، فالإسلام صاحب حضارة وتاريخ عريق.

وتطرق الكتاب إلى أن الإسلام يدعو إلى السلام، وهو يبدأ أولا بسلام النفس وصفائها وتخليص النفس من الاضطراب والقلق أو من الميل إلى الاعتداء، والتأكيد على أن الحياة المادية ليست غاية نهائية للإنسان لأنها ليست المركز الذي تدور حوله حياته، وليست جديرة بأن تكون مصدر تنازع وتخاصم بين الإنسان والإنسان، وأولى بالإنسان أن يرتفع بإنسانيته فوق الأسباب المادية في حياته.

ولفت إلى أن السلام الحقيقي لأي مجتمع ليس في دعوة هذا المجتمع للسلام، وإنما في سلام نفوس أفراده وفي صفائها، وتخليصها من عوامل الغل والحقد والأنانية، وبالتالي التوازن بين الجانب المادي وما فوق المادي من مُثل وقيم، هو سبيل التخلص من شرور الحياة الإنسانية.

وأوضح المؤلف أن الحرب العالمية الأخيرة انتهت بالدعوة إلى السلام، وراج اسم السلام، لكن الإنسانية لم تر بعد ذلك الحين إلا مظاهر القلق التي تحملها الحرب الباردة، وأن الإيمان بالله وحده هو الذي يعيد السلام إلى النفوس والشعوب والمجتمعات، وأن الإيمان بالله هو الذي يخفف من طغيان المادية التي تتمثل في الأنانية والاعتداء، ثم في القلق والاضطراب.

وأشار إلى أن الإنسان في حاجة إلى دنيا وآخرة، وفي حاجة إلى مادية وروحية، مؤكدا أنه مهما ساند العلم الوجود المادي، وجعله يطغى على الأبصار والأسماع والمشاعر، فإن هذا العلم قلما يسعد الإنسانية، طالما لا يقترن بالإيمان بالله.

وتطرق الكتاب إلى دعوة الإسلام إلى تكافؤ الفرص وتحقيق العدل، مشدداً على حق المجتمعات الإسلامية في التطلع إلى التفوق في الصناعة والبحث العلمي، ورفع دخول الأفراد وإنعاش الاقتصاد، ومن حق تلك المجتمعات أن تفتش عن أسباب الضعف فيها، وعن عوامل التخلف لتزيلها وتقضي عليها، ثم تأخذ بأسباب القوة والتفوق.

وتساءل الكاتب: أين تكمن أسباب الضعف وعوامل التخلف للأمة الإسلامية؟ هل تكمن في البعد عن الإيمان بالإسلام وتطبيق مبادئه، كما يصورها القرآن والسنة الصحيحة في حياة المسلمين، أم تتمثل تلك الأسباب في الانتساب إلى الإسلام والأخذ بتعاليمه.

الكتاب أكد أن الاستعمار دائما يعمل على تفريق المجتمع الإسلامي إلى طائفتين، طائفة يتعاون معها وبقدر ما أبعدها عن القيم الإسلامية بقدر ما يقربها إلى أهدافه في الحياة، وتلك الطائفة تعتمد على الدراسات الإسلامية التي تصورها مصادر الاستشراق في أوروبا وهي تهدف إلى إضعاف صلة المسلمين بالإسلام والتشكيك فيه، واتهام الدين بما ليس فيه والطعن في الثوابت والإساءة للرموز الدينية والتطاول على المقدسات، وبالتأكيد هناك طائفة أخرى تحتضن القيم الإسلامية وتدافع عنها.

back to top