كلينتون تدعو السعودية والكويت وقطر إلى منع تمويل الإرهاب
• طلبت الكف عن دعم مدارس ومساجد متطرفة
• ترامب يدافع عن تعليق دخول المسلمين إلى أميركا
فرضت «مجزرة أورلاندو» نفسها بقوة على السباق الانتخابي الأميركي، ويبدو أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون قررت رفع سقف تصريحاتها تماشياً مع الخطاب العالي لمنافسها دونالد ترامب، الذي أخذ عليها ضعفها أمام تهديد الإسلام المتشدد، والذي تمسك باقتراح تعليق دخول المسلمين إلى أميركا.
غيرت المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون من لهجتها بعد "مجزرة اورلاندو" الدامية، وحاولت التحدث بسقف عال متأثرة بالهجوم الذي شنه ضدها منافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي انتقد ضعفها تجاه مسألة الإرهاب.وقالت كلينتون في خطاب بكليفلاند بولاية أوهايو مساء أمس الأول: "حان الوقت ليمنع السعوديون والقطريون والكويتيون وآخرون مواطنيهم من تمويل منظمات متطرفة. يجب أن يكفوا عن دعم مدارس ومساجد متطرفة دفعت بعدد كبير من الشبان على طريق التطرف في العالم".ورداً على ترامب الذي ينتقد رفضها استخدام عبارة "الإسلام الراديكالي" لتفادي وصم الدين الإسلامي قالت كلينتون "الجهادية المتشددة، الإسلامية المتشددة... بالنسبة إلي الأمر سيان، أيا كانت التسمية فهي ليست المشكلة". وأوضحت: "كل هذه الغوغائية والكلمات لن تحل المشكلة. أرفض الشيطنة والغوغائية وإعلان الحرب على ديانة بكاملها". وجددت كلينتون دعوتها إلى تشديد قانون بيع الأسلحة لمنع أشخاص مثل الإرهابي عمر متين، منفذ المجزرة، الذي راقبه مكتب التحقيقات الفدرالي فترة واستجوبه، من حيازة أسلحة نارية بسهولة.
وقالت في أجواء سادها الصمت وغابت عنها أي مظاهر احتفالية انتخابية باستثناء اعلام أميركية: "قد يكون ارهابي اورلاندو مات، لكن الجرثومة التي سممت روحه لا تزال حية"، مضيفة ان "التهديد ورم متنقل (...) بوصفي رئيسة، فإن كشف هويات الذئاب المنفردة واعتقالهم سيكونان أولوية كبيرة".
المراقبة
وقالت المرشحة الديمقراطية، إنها إذا فازت بالرئاسة، فستضغط على شركات التكنولوجيا الأميركية لمساعدة وكالات المخابرات في إحباط مخططات العنف، وتحدثت عن خطط لتوسيع نطاق المراقبة الإلكترونية للمشتبه في احتمال إقدامهم على ارتكاب هجمات متطرفة.وتابعت: "ندرك بالفعل أننا في حاجة لمزيد من الموارد في هذه المعركة. والخبراء الذين يحافظون على أمننا هم أول من يرى أن هناك حاجة لتعزيز الأنشطة المخابراتية من أجل كشف وإحباط المخططات الإرهابية قبل تنفيذها"، مضيفة: "لذلك أقترح تعزيز الأنشطة المخابراتية من أجل تدعيم قدراتنا بشكل شامل بضمانات ملائمة هنا في الداخل".ولم تدل كلينتون بتفاصيل، لكنها قالت إنها تريد من شركات التكنولوجيا أن تكون أكثر تعاوناً مع الحكومة فيما يتعلق بطلبات المساعدة في التصدي للحملات الدعائية على الإنترنت ورصد الأنماط على مواقع التواصل الاجتماعي واعتراض الاتصالات.هجوم منفرد
وأبقت السلطات الأميركية على ترجيحها فرضية تحرك منفذ هجوم الملهى الليلي للمثليين في اورلاندو بمفرده بوحي من عقيدة الارهاب المتشدد لتفسير دوافع المذبحة التي نفذها مشيرة الى ماضيه المعقد الذي يتضمن عدة مراحل غامضة. وأصبح مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) والرئيس الاميركي باراك أوباما على قناعة متزايدة بأن هذا المسلم المتدين الأميركي من أصل أفغاني اعتنق عقيدة متطرفة على الانترنت، وانه تصرف بشكل منفرد بوحي من عدة منظمات إرهابية، لكن بدون أن يكون "يأتمر" من إحداها.وقال أوباما بعد اجتماع في المكتب البيضاوي مع مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي ووزير الامن الداخلي جيه جونسون: "يبدو ان مطلق النار تصرف بوحي من مختلف مصادر معلومات متطرفة على الإنترنت". وأوضح الرئيس الأميركي انه ليس هناك حتى الآن "ادلة واضحة" توحي بأن هذا الرجل "كان يدار من الخارج" او "يشكل جزءا من مؤامرة اوسع". وشدد اوباما على أن متين "اعلن ولاءه للدولة الاسلامية في اللحظة الاخيرة، لكن لا دليل في هذه المرحلة على انه خضع لقيادتها". وسيتوجه اوباما اليوم الى اورلاندو لتوجيه تحية لضحايا أسوأ عملية إطلاق نار تشهدها الولايات المتحدة.ترامب
وفي إطار حملة الانتخابات الرئاسية دعا دونالد ترامب المرشح المفترض للحزب الجمهوري إلى فرض حظر على الهجرة من الدول التي لها "تاريخ في الإرهاب".وقال ترامب في كلمة ألقاها في نيو هامبشير: "علينا أن نتحلى بالفطنة والقوة واليقظة، وعلينا أن نفعل ذلك الآن، لأن الأوان سيكون قد فات فيما بعد".وكان ترامب قال إنه سيمدد مقترحه بحظر دخول المسلمين الى الولايات المتحدة الى حين إيجاد نظام فحص "كامل".وأشار في هذا السياق الى القانون الفدرالي الذي يمنح في أحد بنوده الرئيس حق رفض الدخول لأنواع محددة من الناس، معتبرا "ان العديد من مبادئ الاسلام المتطرف لا تتوافق مع القيم والمؤسسات في الغرب". وأوضح انه "الى ان نفهم بشكل كامل كيفية منع هذه التهديدات التي يفرضها الارهاب المتطرف فإنه سيتم حظر دخول المهاجرين القادمين من مناطق في العالم تتمتع بتاريخ مثبت من الارهاب".ورأى "أن الامر ليس مسألة أمن قومي فحسب، بل هو مسألة نوعية حياة، وعلينا ان نراقب حدودنا".إلا ان ترامب لفت في المقابل الى انه ينوي "تشكيل شراكات مع مجتمعاتنا المسلمة لكي تقوم بدورها بالتحدث الى الأشخاص الذين قد تعلم انهم سيئون وعليها أن تفعل ذلك".وأعرب عن اعتقاده أن "المسلمين كانوا مدركين لدوافع مرتكب حادثة أورلاندو، الا انهم لم يبلغوا السلطات عنه"، مذكرا بأن المتهم خضع للتحقيق مرتين على يد مكتب التحقيقات الفدرالي الذي لم يصنفه إرهابيا.وأكد انه إذا انتخب رئيسا فإنه سيمنح أجهزة الاستخبارات الأدوات اللازمة لمنع الهجمات الارهابية، مطالبا بتعاون أفضل بين الولايات والمسؤولين المحليين، وكذلك بين الولايات المتحدة وحلفائها.ووجه الثري الجمهوري تحية الى مجتمع المثليين، وقال "انه هجوم على ارادة الافراد في ان يعيشوا حياتهم كما يشاؤون، وان يحبوا من يريدون، وان يعبروا عن هويتهم"، مضيفا "لا يمكن لهيلاري كلينتون ان تدعي صداقة المجتمع المثلي طالما انها تؤيد سياسة هجرة تجيز دخول متطرفين إسلاميين الى البلاد".(واشنطن - وكالات)