الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري

نشر في 15-06-2016
آخر تحديث 15-06-2016 | 00:00
No Image Caption
أصدر الأزهر الشريف أخيرا كتاباً جديداً لوزير الأوقاف المصري الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور محمود حمدي زقزوق، بعنوان "الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري"، وفيه تناول المؤلف عدة قضايا، منها الاستشراق والتنصير، ومظاهر النشاط الاستشراقي، وعلاقة الاستشراق بالاستعمار واليهود، علاوة على مواقف المستشرقين من الإسلام ونماذج من آرائهم عن الإسلام.

ودعا زقزوق إلى ضرورة اتباع المنهج العلمي في إعداد موسوعة للرد على المستشرقين من خلال هيئة علمية، كما دعا إلى ضرورة إجراء حوار مع المستشرقين المعتدلين، فضلا عن ضرورة الحضور الإسلامي في الغرب، وتنقية كتب التراث، ووجود جهاز عالمي للدعوة الإسلامية، ووضع دائرة معارف إسلامية، مؤكدا أن تلك المقترحات يمكن أن يكون لها أثر في مواجهة الاتجاهات السلبية المعادية للإسلام في الحركة الاستشراقية.

وطالب المؤلف بضرورة أن يشارك الجميع بمقترحاتهم في هذا المضمار، مشددا على أهمية توافر إرادة التنفيذ لدى الجهات الإسلامية المعنية، وتوافر الرغبة في العمل لدى علماء المسلمين، وتوافر الإدراك الواعي للمشكلة، لما لها من أبعاد مختلفة، فهذا يعد الاتجاه السليم لمواجهة مشكلاتنا الإسلامية الراهنة.

وأشار د. زقزوق إلى أن قضية الاستشراق تختلف حولها الآراء في العالم الإسلامي بين مؤيد ورافض، لكن المؤكد أن أعمال المستشرقين تشغل حيزا لا يستهان به من اهتمام الكثيرين من علماء المسلمين، لأنها تهتم بكل صغيرة وكبيرة في دنيا الإسلام والمسلمين، ويرجع ذلك إلى أن منطلقات تفكيرهم في الموضوعات التي يقومون بدراستها تختلف عن منطلقات تفكير المسلمين.

وتطرق إلى أن الحوار العلمي الهادف كفيل بالقضاء على الكثير من الأحكام المسبقة والمفاهيم المغلوطة على كلا الجانبين، مشيرا إلى أن الوقت حان للتفكير على مستوى العالم الإسلامي في إقامة مؤسسة إسلامية علمية عالمية، لا تنتمي بالولاء لقطر معين من الأقطار الإسلامية، ولا لمذهب سياسي أو فكري أو ديني معين، بل يكون ولاؤها الأول والأخير لله وحده ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وتستطيع استقطاب الكفاءات العلمية الإسلامية في شتى أنحاء العالم، وتقف على قدم المساواة مع الحركة الاستشراقية، ويكون لها دوريات ومجلات علمية ذات مستوى رفيع تنشر بحوثها بلغات مختلفة، وتعمل على استعادة أصالتنا الفكرية واستقلالنا في ميدان الأفكار.

back to top