د. بركات دويدار: تعلمت من والدي أن تلاميذي امتدادي

نشر في 15-06-2016
آخر تحديث 15-06-2016 | 00:00
بركات دويدار
بركات دويدار
ضرب د. بركات عبدالفتاح دويدار (84 عاماً) أستاذ العقيدة والفلسفة ومقارنة الأديان، وعميد كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية في جامعة الأزهر فرع طنطا سابقا، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، نموذجاً في التعامل مع أبنائه الثمانية، (ثلاثة ذكور وخمس إناث).

يقول ابنه الأكبر د. عزت بركات، أستاذ طب الفم والأسنان، رئيس قسم التقويم السابق في كلية طب أسنان جامعة الأزهر: الأب هو الأستاذ والمعلم الأول الذي استقيت منه أخلاقي، وسلوكياتي في حياتي، ونظراً لتقارب السن بيني وبين والدي، حيث تزوج الوالد في سن مبكرة، فقد نشأت بيننا علاقة مبنية على الصداقة والأخوة، وحملني المسؤولية منذ صغري لكثرة سفرياته إلى الخارج، فكنت وأنا في المرحلة الابتدائية أراعى شؤون إخوتي وأتابع أحوالهم.

وأشار إلى أن الوالد كان يتعامل بالتفاهم مع أبنائه، ويجلس معهم يتبادل الحكايات من دون تحرج، فقد كان شعاره صادق ابنك وتعامل معه بفكره وسنه، ولم يضرب أحدهم مطلقا، وحينما كان ينصح أو يوجه، فبطريق غير مباشر، وعن بعد، فحياته كلها لأسرته، وكان مرتبطاً بأبنائه، وهم مرتبطون به، فإذا احتاج أحدهم إلى درس خصوصي كان يذهب به إلى المعلم فورا، حرصا على تعلمه، وكان يحرص على الخروج معهم إلى المتنزهات والحدائق.

يتابع: إذا أراد الوالد تعريفنا بمعلومة معينة في أحد كتبه، يقول: أنا عيني تؤلمني، تعال فاقرأ لي، ونجلس نتناقش في المعلومة، التي يريد توصيلها بطريقة غير مباشرة، وكنت أحب تقليده، وعندما يشعر أن أحدنا ارتكب خطأ، مثلما حدث حين حاولت تدخين السجائر في المرحلة الإعدادية تقليدا لزملائي، نصحني بشكل غير مباشر، دون عنف، فأشعرني بالحرج، فأقلعت عن التدخين فورا، وكان حريصاً على تحفيظنا القرآن، لكن بطريق غير مباشر، فلم يفرض علينا شيئاً حتى الصلاة، وكان يشجعنا بالحكايات عن الصحابة، وبالتحفيز المادي، وحينما كنا نراجع عليه ما نحفظ، يقول: "الغلطة بمليم".

يضيف: حرص الوالد على تعليمنا، فالتحق الذكور بالأزهر، والإناث بالتعليم العام، فأصبح الإخوان مهندسين، أما البنات فإحداهن طبيبة، والأخرى أستاذة في كلية الآداب جامعة حلوان، والباقيات يعملن في وظائف مختلفة، فالوالد كان مع تعليم المرأة وعملها، وكان لا يتدخل بشكل مباشر في حياتنا لا في زواج ولا حياة عملية، ويدعنا نحقق ما نريد، فلم يكن يفرض شيئاً علينا مطلقاً، لكن الأمر الوحيد الذي يتدخل فيه، هو زواج البنات، حيث كان حريصاً على الاطمئنان على زواجهن من أشخاص على خلق.

ويقول د. عزت: تعلمت من والدي حب القراءة والدراسة، والوقوف بجانب الحق، وعلمني أن "التلميذ امتدادي في حياتي ومماتي"، فيجب أن تكون علاقتي بالطلبة قائمة على الود والمحبة والتفاهم، وكان يردد دائما: "لا تفعل شيئا إذا عرفه الناس تشعر بالخجل".

back to top