المئات يفرون من منبج... والأسد يستخدم خراطيم متفجرة
• «قسد» تواصل تقدمها باتجاه «داعش»
• 577 قتيلاً في 52 يوماً من القصف على حلب
مع تمكن «قوات سورية الديمقرطية» من تحقيق مزيد من التقدم باتجاه جنوب مدينة منبج تمكن 600 مدني سوري من الفرار من المدينة التي تشكل معقلا لـ»داعش»، في حين أضاف النظام السوري الى ترسانته القاتلة سلاحاً دموياً جديداً هو الخراطيم المتفجرة وذلك بعد استخدامه البراميل المتفجرة منذ سنوات.
تمكن أكثر من 600 مدني من عشرات الآلاف المحاصرين في مدينة منبج في شمال سورية أمس من الفرار نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) جنوباً. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: "فرّ أكثر من 600 مدني مشيا على الأقدام من الحصار المفروض على منبج ومن تنظيم الدولة الاسلامية داخلها نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية جنوب المدينة" الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي.ونقلت "قسد" الفارين الى مناطق "أكثر أمنا"، فيما بات مقاتلوها "عند تخوم المدينة من الجهة الجنوبية ولا يفصلهم عنها سوى مزرعة". وتحاصر المعارك بين "قسد" و"داعش" الذي بات شبه معزول داخل منبج، عشرات آلاف المدنيين في المدينة بعدما باتوا عاجزين عن الخروج منها.ويعيش هؤلاء، وفق المرصد، "حالة من الرعب" خشية القصف الجوي المكثف، كما أن الظروف تزداد صعوبة مع شح المواد الغذائية بعد قطع كل الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة.
وتمكنت "قسد" بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق مدينة منبج يوم الجمعة الماضي، وقطع كل طرق الامداد الى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف وباتجاه الحدود التركية.وتدور معارك عنيفة على جبهتي الغرب والشمال الغربي، إذ يشن إرهابيو "داعش" هجمات مضادة ضد "قسد" في مسعى لكسر الحصار وفتح الطريق المؤدي غربا الى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف.وأسفرت المعارك والقصف خلال "الساعات الماضية عن مقتل 30 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية وخمسة من قوات سورية الديمقراطية"، وفق المرصد، ليرتفع بذلك الى 223 عدد عناصر قتلى التنظيم و28 عدد قتلى "قسد".كذلك أسفر القصف الجوي لطائرات التحالف عن مقتل "ستة مدنيين" في محيط المدينة، ليصل عدد القتلى المدنيين الى "41 قتيلا جراء قصف التحالف الدولي".وبدأت "قسد" في 31 مايو هجوما في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على منبج التي استولى عليها تنظيم "داعش" العام 2014. ويقدم مستشارون أميركيون وفرنسيون الدعم لهذه القوات في هجومها في المنطقة.
إردوغان
إلى ذلك، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن هناك "مشروعا خطيرا" يجري تنفيذه، شمالي سورية، وتقف وراءه جهات "تظهر أنها صديقة لتركيا". وفي تصريح له، انتقد جهات، دون تسميتها لدعمها "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذراع السياسية لـ "وحدات حماية الشعب" الكردية، العمود الفقري لـ "قسد". وكانت الحكومة التركية حذرت المسؤولين الأميركيين من مغبة اقتراب القوات الكردية، من الحدود التركية، مهددة بإطلاق النار في حال اقتربت قوات الحزب أكثر من 15 كيلو مترا.52 يوماً من الغارات
في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان:"لا يزال القصف المكثف والهستيري متواصلاً على أحياء مدينة حلب لليوم الثاني والخمسين على التوالي، منذ الـ 22 من أبريل الفائت من العام الجاري 2016، والذي تسبب بدمار كبير في ممتلكات مواطنين ومرافق عامة ومشافي، وإصابة أكثر من 2800 شخص بجراح، فيما ارتفع إلى 577 مواطنا مدنيا بينهم 122 طفلاً دون سن الـ 18، و86 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، عدد الشهداء الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقهم حتى فجر أمس الـ 12 من شهر يونيو جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة، وقصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية لمدينة حلب، ورصاص القناصة، وقصف على مناطق في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب".خراطيم متفجرة
وبعد البراميل المتفجرة، ألقى الطيران المروحي لقوات النظام أمس الأول عدة خراطيم محشوة بمواد متفجرة، في منطقة المناشر بالقرب من البريج بريف حلب الشمالي، في سابقة هي الأولى من نوعها.وتداول ناشطون من حلب صوراً عدة للخراطيم والتي بدت محشوة بالمتفجرات ومحكمة الإغلاق، يبلغ طول الخرطوم 100 متر، ومن الممكن أن يتسبب بسقوط عشرات الضحايا في حال انفجر في مكان مكتظ بالمدنيين، إلا أنه أقل أثراً في التدمير من البراميل المتفجرة، حيث يتكون الأنبوب من عدة قطع موصولة مع بعضها بوصلات معدنية.وقال الناشط إبراهيم العلي إن "هذه الخراطيم تحتوي على شحنات متفجرة، وهي تستخدم كمفجر للألغام وكاسحة للطرق البرية أمام فرق المشاة، ويتم استخدامها عبر عربات خاصة، إلا أن قوات النظام باتت ترميها من المروحيات لما لها من تأثير كبير على الأبنية والأفراد".عالسيدة زينب
على صعيد آخر، اتهمت وزارة الخارجية السورية أمس الأول كلا من تركيا والسعودية وقطر في التفجيرات التي شهدتها منطقة السيدة زينب ملقية اللوم على هذه الدول بتقديم الدعم المالي والعسكري لـ "الجماعات الإرهابية"، وذلك في رسالتين بعثت بهما الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.(دمشق ـ وكالات)
إردوغان يتخوف من «مشروع خطير» شمال سورية