الإسلام في كتاب: «معالم التصوف»... الإمام الشعراني ومحاربته للبدع

نشر في 12-06-2016
آخر تحديث 12-06-2016 | 00:00
No Image Caption
صدر حديثاً في القاهرة كتاب «معالم التصوف في مصر في القرن العاشر الهجري... الإمام الشعراني نموذجاً)، لمؤلفه الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء الأزهر الشريف، ويسلط المؤلف الضوء على واحد من كبار أعلام الصوفية بمفهومها الذي يعتمد على الكتاب والسنة.

ويعد الكتاب محاولة للكشف عن ماهيةِ التصوف في عصر الإمام الشعراني، حيث إنه قد برز في عصر شاع فيه انحراف بعضُ رجالِ التصوف عن الطريق الصحيح حتى تحول إلى مجموعة من الأباطيل والألغاز، بل وغلب على هذا العصر الأدعياء ، وصار يدّعي التصوفَ من لا قدم له في الطريق، وكثر فيه الخائضون في علوم التصوف ومسائله، والإمام الشعراني حذّر منهم وأشار إليهم، وبيّن الطريق الصحيح.

ويلقي الكتاب الضوء على آراء الشعراني الاعتقادية وعرضها على عقيدة أهل السنة والجماعة، ويوضح الكتاب دعوة الشعراني إلى الخروج عن ربقة التقليد والدعوة إلى التحرر الفكري، والتأكيد على أخلاق العلماء التي توافرت في الشعراني من أمانة في العلم، والتعمق في البحث.

وتناول المؤلف «عصر الإمام الشعراني»، حيث يقول: صدَّرتُه بكلمة موجزة عن العصر الذي نشأ فيه الشعراني، ثم تحدثت عن بعض مظاهر الحياة في مصر إبّان ذلك العصر، وبين حقيقةَ التصوفِ وما آل إليه، من خلال تأريخٍ لصورة المجتمع في تلك الفترة، وأبرزت كيف تحَّول التصوفُ إلى مجموعةٍ هائلةٍ من البِدَعِ والخرافات، ودور الشيخ الشعراني في تجليةِ المعنى الحقيقي للتصوف وتخليصه مما علق به، وتقديم التصوف على أنه رسالة علمية وتربوية واجتماعية.

وتطرق المؤلف إلى حياة الإمام الشعراني العلمية وتحدث عن نشأته العلمية، وشيوخِه، وتلاميذِه، ومناصبه ومهامه، ومكانتِه العلمية وثناء العلماء عليه، وتراثه الفكري، وعرض أهم الآراء الصوفية له.

وأشار المؤلف إلى تعريف التصوف والطريق الصوفي عند الإمام الشعراني، وحقيقة التصوف ومصادره عند الشعراني، وكذلك ما يجب أن يلتزمه المريد أثناء سلوكه الطريق، بالإضافة إلى عرض آراء الشعراني في حقيقة المقام، ومعنى الحال، وإقامة الفروق بينهما، وبيان رأي الشعراني فيها، مع دراسة مقارنة لآراء أئمة التصوف في تلك الأحوال والمقامات.

ويتناول المؤلف آراء الشعراني حول النفس وآدابها، حيث يرى الشعراني أن أول ما يلزمُ المريد في قصده سلوك الطريق، هو الوقوف على معرفة حقيقة النفس ومخالفة حظوظها، لتصير في النهاية موافقة لمراد الله عز وجل، كما يرى الشعراني صبغَ النفسِ بصبغة أخلاقية جديدة، وذلك بأن تحل الأخلاق الفاضلة في محل الأخلاق المذمومة التي تخلّت النفس عنها بالمجاهدة.

back to top