المستعرب الطاجكي الدكتور سيد رحمان سليمانوف لـ الجريدة.: بدون حوار بين الحضارات والأديان تتأجج الحروب الدينية والعرقية

الحكم السوفياتي كان يحظر سفرنا لأداء الحج وتبدل الحال بعد الاستقلال

نشر في 12-06-2016
آخر تحديث 12-06-2016 | 00:00
د. سيد رحمان سليمانوف
د. سيد رحمان سليمانوف
تعتبر طاجكستان دولة مؤثرة في الحضارة الإسلامية وليست بعيدة عنها، فقد خرج من دول شرق آسيا ومن طاجكستان الإمام إسماعيل البخاري وابن سينا، وبدأت تعمل على استعادة هويتها الإسلامية بعد استقلالها عن الاتحاد السوفياتي، وهذا يتطلب انفتاح طاجكستان على الدول الإسلامية بشكل كامل.
ولتحقيق ذلك كان لـ«الجريدة» هذا الحوار مع المستعرب الطاجكي الدكتور سيد رحمان سليمانوف أستاذ اللغة العربية في جامعة طاجكستان القومية، وعضو مجمع اللغة العربية المراسل بالقاهرة، ويعتبر العضو الوحيد في المجمع من عموم منطقة آسيا الوسطى... وإلى نص الحوار.
● ماذا عن وضع الثقافة الإسلامية في طاجكستان؟

- لا شك أن الاتحاد السوفياتي أضعف الثقافة الإسلامية في البلدان الإسلامية، التي كانت تخضع لحكمه ومنها طاجكستان، لكن على كل حال الدين الإسلامي كان ثابتاً، والآن بعد الاستقلال أصبح لدينا حرية كاملة في ممارسة شعائرنا الدينية بعد الاستقلال خاصة السفر للأماكن المقدسة للحج والعمرة، وهو من الأشياء التي كانت من الممنوعات في ظل الحكم السوفياتي الشيوعي.

● هل توجد مناهج إسلامية في المؤسسات التعليمية الطاجكية؟

- طبعاً، بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي توجد لدينا مناهج إسلامية، ولدينا الجامعة الإسلامية وتدرس المواد الشرعية وعلوم الحديث والتفسير، وعندنا كليات اللغات الشرقية وأهمها اللغة العربية، فهي من أكثر اللغات الشرقية انتشارا، وتحظى باهتمام كبير بين المتعلمين.

● ماذا عن دور الدول الإسلامية في تعريف شعوب دول شرق آسيا وشعوب الدول الاسلامية غير الناطقة بالعربية بحقيقة الإسلام؟

- لها دور من خلال إرسال الدعاة وقراء القرآن في المناسبات الدينية، وهناك إقبال كبير على حضور الدروس الدينية ودروس تلاوة القرآن والآن بين طاجكستان وبعض البلدان العربية علاقات وطيدة في مجالات مختلفة، على رأسها العلاقات الثقافية، ونتمنى أن تكون هذه العلاقات في المستقبل أكثر نشاطاً وتطوراً.

● هل الشعب الطاجيكي يتأثر بحوادث العنف والإرهاب التي يشهدها بعض البلدان العربية الإسلامية؟

- الشعب الطاجيكي ضد الإرهاب، ولا يعرف هذه الأفكار التي تنتشر بين الجماعات المتشددة، فنحن نرفض هذه الأفكار وضدها تماما، ونتمنى أن تختفي ويسود الفكر الإسلامي الصحيح ويعود إلى سابق عهده الحضاري.

● يقال إن الدول الاسلامية مقصرة في مسألة الترجمة إلى اللغات الأخرى لانتشار الثقافة الإسلامية؟

- الترجمة من العربية تحتاج إلى مواطن محلي متخصص من أبناء اللغة المراد الترجمة إليها، ونحن مهتمون بالترجمة من العربية لتراث الحضارة الإسلامية التي ساهم الشعب الطاجكي فيها علينا أن نترجمها للغة الطاجيكية وإلى اللغات الأخرى، حتى تكون متاحة للمحققين والخبراء والقراء، وطبعا حتى يتعرف عليها الأجيال الجديدة من أبناء الشعب الطاجيكي.

● لماذا طاجكستان بعيدة عن الدول الإسلامية فلا نراها حاضرة للمؤتمرات المعنية بقضايا الإسلام؟

- للأسف نفتقد التواصل، مما يجعلنا لا نعرف شيئا عن تلك المناسبات وأماكنها، لكن الآن صار لدينا حرص على التواصل من خلال المتابعة لتلك المناسبات والمؤتمرات التي تعقد في الدول الإسلامية عبر الإنترنت وعن طريق علاقات شخصية مع الجهات العلمية في البلدان العربية والإسلامية هذه العلاقات والمشاركات في المناسبات ستكون قوية وأكثر فاعلية في المستقبل.

● ماذا تطلب من الدول الإسلامية؟

- أطلب وأتمنى توحد الدول العربية، فاللغة العربية في بداية الإسلام كانت وسيلة توحيد الأمة الإسلامية، وأتمنى توحد الأمة الإسلامية، لأنها تملك الحضارة الكبيرة التي لا مثيل لها حتى في العالم الغربي، ومن شديد الأسف الاختلافات العرقية والمذهبية التي تقف حائلاً أمام توحد الدول الإسلامية والعربية في صف واحد، مثلما كانت في الماضي.

● كيف تقيم واقع الحضارة الإسلامية؟

- الواقع يحتاج إلى اتحاد وانضمام المسaلمين في صف واحد تحت مظلة من التوافق والتسامح، لأن الإنسان خلق عنده دائما الشوق للعلم والمعنويات، ونحن نحتاج إلى المعنويات ودراسة علوم ودراسة تاريخ، وأخذ الأشياء الجيدة من الشعوب الأخرى، ولهذا طبعا دائما الترجمات والانفتاح على الشعوب الأخرى وإقامة علاقات معها والتعرف على ثقافاتها دائما لها منفعة كبيرة لأي شعب من الشعوب.

● هل تأخرنا في هذا المجال؟

- دعنا نعترف بذلك، لكن بشيء من الإصرار والإرادة وتلافي الأخطاء ستعود الأمور إلى طبيعتها وتزدهر حركة الترجمات من العربية للغات الأخرى والعكس، فما تكونت الحضارة الإسلامية إلا برغبة قوية في التعرف على ثقافة الآخر.

● هل يمكن إقامة حوار بين الأديان دون نزاع أو خلاف؟

- أنا مؤيد لحوار الحضارات والأديان وهو شيء مهم جداً، لأن البشر كلهم واحد، فيجب أن يكون بينهم تسامح ونقاط مشتركة للتعايش، فلم تدع الأديان للعنف ولكن دعت لعبودية الله وتعمير الأرض والحياة السلمية، فحوار الأديان والحضارات له منفعة كبيرة للبشرية كلها، وبدونه تتأجج الصراعات والخلافات الدينية والعرقية.

● كيف تقيم واقع هذا الحوار راهنا؟

- من قبل طبعا عانت محدودية المشاركة والضغوط الكثيرة لإضعاف الهوية الإسلامية، ولم يكن هناك حوار مطلقا بالنسبة للأديان الآن بالطبع يوجد حوار مع أصحاب الديانات الأخرى في طاجكستان أو البلدان المجاورة، فالحوار مفتوح عندنا.

● ما المطلوب لنجاح حوار الأديان؟

- التفاهم المتبادل ووجود توازن في العلاقة، بحيث لا يكون هناك جانب قوي وآخر ضعيف يؤدي إلى اختلال التوازن الذي يخلق التفاهم والرغبة في إنجاح الحوار واستماع كل طرف للآخر، فالتفاهم بين الشعوب وبين الأديان هو عامل التوحيد بين الناس ووجود تفاهم بينهم وتعايش سلمي والتعايش الإنساني للبشرية جمعاء.

الشعب الطاجيكي يقف ضد الإرهاب ويرفض أفكار الجماعات المتشددة
back to top