مستشار منظمة «الإيسيسكو» د. صلاح الجعفراوي لـ الجريدة.: محاربة التطرف في العالم الإسلامي تبدأ بتطوير المناهج الدراسية

● إنكار التعددية يشعل الفتنة داخل أي مجتمع
● «الكتاب الأبيض» ميثاق للتحاور مع الآخر

نشر في 11-06-2016
آخر تحديث 11-06-2016 | 00:03
أكد مستشار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، د. محمد صلاح الدين الجعفراوي، أن المنظمة وضعت خططا قصيرة وطويلة الأمد لمحاربة الأفكار المتطرفة التي أفرزت الجماعات التكفيرية والإرهابية من خلال اللقاءات والمؤتمرات الإسلامية، وكذلك مساعدة الدول التي تتعرض للإرهاب ببرامج مساعدات مستدامة.
وقال الجعفراوي في حوار مع «الجريدة» خلال زيارته الأخيرة للقاهرة إن «الإيسيسكو» صاغت الكتاب الأبيض الذي أعدته السعودية ليكون النواة والميثاق الذي ينطلق منه حوار الأديان والحضارات مع الغرب، مطالباً العالم العربي والإسلامي بضرورة استحداث مناهج دراسية تواكب العصر، لأن المناهج الحالية كانت سببا في تأخرنا وانتشار الأفكار المتطرفة... وإلى نص الحوار.
● حدثنا عن نشأة ومهام منظمة الإيسيسكو؟

- تأسست المنظمة عام 1982، استجابة للمّ شمل العمل الدعوي والإغاثي والخيري المشترك، وتمحورت أهدافها حول التربية والثقافة والعلوم، بجانب التعاون الإسلامي، وكان الهدف هو التكامل والتعاون والتنسيق في تلك الميادين، ولذا وضعت المنظمة لها أسساً في حقول التربية والثقافة ومجالات البيئة والتنشئة والطفولة، وضمت المنظمة 52 دولة عربية وأوروبية وأصبحت واجهة للمسلمين في الغرب، والحمد لله نجحت المنظمة في تحقيق أهدافها وهي توصيل رسالتها الحضارية معززة بالثقة المتزايدة للدول الأعضاء بها، ونالت ترحيبا وقبولا لدى جميع الهيئات والمنظمات الدولية، وأصبحت شريكاً متعاوناً مع منظمات الأمم المتحدة، ومنظمة "اليونيسكو" ومنظمة "التعاون الإسلامي"، ومنظمة "الصحة العالمية"، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمجلس الأوروبي، ومنظمة "المؤتمر الإسلامي" ورابطة الجامعات الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي.

● الإيسيسكو كان لها دور فاعل في صياغة الكتاب الأبيض لحوار الحضارات، ما هو هدف هذا الكتاب؟

- جاءت مساهمة المنظمة في صياغة "الكتاب الأبيض"، وهو للعلم ميثاق للتحاور مع الآخر ويتناول حوار الحضارات والأديان، من خلال رصدنا لمجمل اللقاءات والمقابلات التي تمت بيننا وبين الدول الأوروبية، وهذا يأتي من خلال التعددية التي ننادي بها دائماً، لأنها صلب حوارنا مع الآخر وقبوله والتعايش معه، وهذه المبادئ نركز عليها في دعوتنا، لأن إنكار التعددية وعدم قبول الآخر يتسبب في إشعال الفتنة داخل أي مجتمع.

● كيف تواجهون من خلال المنظمة مكافحة التطرف؟

- المنظمة وضعت خطة عمل قصيرة لمحاربة الأفكار الضالة والفكر المتطرف، وهذه الخطة تتضمن مرحلتين، الأولى: قدمت فيها برنامجا سريعا يقضي بمساعدة الدول التي تعاني ويلات التطرف والإرهاب، عن طريق التنمية المستدامة، والمرحلة الثانية تشمل برنامجا توعوياً يستهدف تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام، وبحكم إقامتي في أوروبا طوال 20 عاما فإن الأفكار المتطرفة والعمليات الإرهابية التي تحدث في البلاد العربية والإسلامية كان لها مردود سيئ على مسيرة تصحيح الصورة النمطية عن المسلمين في أوروبا، ومع ذلك نحاول أن نؤكد للغرب أن الإسلام بعيد تماماً عن التطرف والإرهاب، وله رسالة سمحة تهدف إلى السلام وبسط الطمأنينة في كل بقاع الأرض، وما يفعله هؤلاء لا يمت للإسلام بصلة، كما أن هناك تعاونا مع جميع المؤسسسات الدينية الفاعلة مثل الأزهر والمراكز المتخصصة، مثل المركز العالمي للوسطية في الكويت، والمنتدى العالمي للوسطية بالأردن ومع مؤسسات إفريقية وآسيوية وأوروبية.

● هل أنت راضٍ عن مستوى التعليم في عالمنا العربي وهل يحقق بناء جيل واع؟

- نحن بدورنا نهتم اهتماما بالغا في الإيسيسكو بالعملية التعليمية، وفق أسس علمية ورؤى استراتيجية من أجل تطوير المناهج التعليمية، ولنا إنجازات كبيرة في بحوث التربية، فالتربية هي الاختصاص الأول لدى منظمتنا، ورغم ذلك فإنني شخصياً لست راضياً عن مستوى التعليم أو مناهجه، فمازالت المسافة شاسعة بين الواقع الحالي وتحقيق الطموح الذي نأمل من أجله تطوير منظومة التربية والتعليم في العالم العربي والإسلامي، وإن كنت أميل إلى التفاؤل بالمستقبل، فإذا تضافرت الجهود واتسع نطاق التعاون فسنتغلب على هذه المشكلة، لأن نهضة الدول تبدأ بمناهج التربية والتعليم.

● هناك اتهام موجه لأبناء الإسلام أكثر من أعدائه بهدم هذا الدين فكيف ترى ذلك؟

- نعم نعيش اليوم مرحلة فاصلة في تاريخ المسلمين، حيث يتم تحطيم صورة الإسلام بأيدي أبنائه، فحين يتم نقل صورتنا عبر وسائل الإعلام سواء داخليا أو خارجيا لا يستطيع أبناؤنا التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ، فيقع كثير منهم في براثن الفكر المتطرف، ولابد أن نعترف بأن منظمة الإيسيسكو لا تستطيع بمفردها أن تجابه هذا الكم الهائل من التشويه الذي يتعرض له الإسلام، لذا يجب أن يتعاون الجميع لمساعدة أبنائنا حتى لا يقعوا فريسة في أيدي أعدائنا.

● كيف ترى إقدام بعض الدول الأوروبية على التضييق على ممارسات المسلمين هناك خاصة الفتيات ومنعهن من ارتداء الحجاب؟

- لابد أن أؤكد على أمر مهم وهو أن الدول الأوروبية في مجملها دول قانون، فعندما كنت أعيش في ألمانيا واجهنا نحن المسلمين وخاصة الفتيات ضرورة ارتدائهن زيا عاريا لممارسة الرياضة في حصص الألعاب، وكان هذا الأمر لا يتناسب مع معتقداتنا، ورفضنا وأقمنا دعاوى قضائية وشرحنا مبررنا للرفض فحُكم لنا ولصالح الفتيات بارتداء ما يتناسب مع ديننا.

«الإيسيسكو» ضمت 52 دولة عربية وأوروبية وأصبحت واجهة للمسلمين في الغرب
back to top