داود حسين «السلفي»

نشر في 11-06-2016
آخر تحديث 11-06-2016 | 00:09
 علي عبدالعزيز أشكناني اعتادت الحكومات على التحريض بين مكونات الشعب الواحد، وأحياناً بينه وبين غيره من الشعوب، عملاً بقاعدة "فرِّق تسُدْ" أو لصنع عدو خارجي يساعد في التحكم بمن يعيش في الداخل، فليس بالخبر الغريب أن ترى حكومات ودولاً دينية تضطهد الأقليات من المواطنين والمقيمين، أو حكومات عسكرية ترهب المواطنين من الحديث سواء بالشأن العام أو الخاص، لكن المؤسف أن تكتفي حكومة ما بالتنفيذ وتترك المراقبة للشعب!

ماذا لو أعاد داود حسين تمثيل دور الابن المتزمّت الذي مثله في مسرحية "فرحة الأمة" الآن؟ هل سيتهم بازدراء المذهب السنّي ويسجن ٥ سنوات؟ وهل سينهض أسود المذهبين للصراع في ساحات التواصل الاجتماعي أو العالم الواقعي؟ وماذا لو أعاد عبدالحسين عبدالرضا قراءة العوائل والقبائل نفسها التي قرأها بالبطاقات المدنية في مسرحية "بني صامت"؟ هل سيتم اقتحام المسرح؟ وهل سيحول للمحاكمة؟ وماذا عن المرحوم النفيسي وما قاله لجاسم النبهان السلفي في مسرحية "دقت الساعة" عن توغل التيار الديني في كل مكان؟ وماذا عن دفاعه عن "بطول الخمر بالبار اللي كسره عبدالله"؟ هل سيتم رجمه من قبل المجتمع؟

جاءت لنا حلقة "سيلفي" لتحارب موضوع الطائفية بالفكاهة، ولكن العديد من التساؤلات المشروعة طرحها المشاهدون في مواقع التواصل الاجتماعي، ماذا لو عرضت هذه الحلقة في تلفزيون الكويت؟ ماذا كان سيفعل بها مقص الرقيب؟ وكيف للشخص نفسه أن يتهم أنه يحابي "الروافض" وفي الوقت نفسه أنه "ناصبي" يتندر على الشعائر الحسينية؟ وبما أننا عرجنا على مقص الرقيب فمن المضحك أن تلفزيون الكويت يعرض بين الفينة والأخرى المسرحيات التي ذكرت في هذا المقال، لكنه بالتأكيد سيمنع أي نص جديد شبيه بها ولن يجيزه... فماذا نريد نحن فعلاً؟

أضعنا البوصلة فأصبحنا لا نعرف ماذا نريد، ونتيجة لهذا نضيع وقتنا في صراعاتنا الجانبية التافهة، في حين يمرر أصحاب الأجندات ما يريدون تحت جناح صراخكم العالي على توافه الأمور، فارحمونا يرحمكم الله.

back to top