علمني أبي : المنشد محمود التوني: حبي لوالدي جعلني أسير على خطاه في الإنشاد

نشر في 10-06-2016
آخر تحديث 10-06-2016 | 00:00
أحمد التوني
أحمد التوني
اشتهر المنشد المصري الراحل الشيخ أحمد التوني (1925-2013) عربيا بسلطان المداحين، وعالميا بساقي الأرواح. ورغم أنه أنجب ولدين، هما: محمد ومحمود، لكن لم يرث الموهبة، ولم يواصل مسيرة الإنشاد والمديح سوى الأخير.

قال المنشد محمود التوني: كان الشيخ - كما يسميه - صديقي المقرب، فقد لازمته منذ الصغر في الموالد والحفلات التي كان يحيها، وورثت منه حب الإنشاد، لحبي للشيخ قبل أن يكون موهبة، فبسبب حبي للشيخ أحببت ما كان يحبه، فهو كان يحب شيئين في حياته، هما قصائد الإمام أبوالعزائم والاستماع للقارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، فلم أسمعه يقول الله بحرارة وينفعل إلا حينما يسمع الشيخ مصطفى إسماعيل.

ذكاء في التربية

وأشار إلى أن الشيخ كان عنده ذكاء في التربية، حيث كان يربي بطريق غير مباشر، فمثلا يحكي حكايات للتحفيز على تصرف معين، أو التوجيه لشيء معيَّن، فحتى يشجعني على مواصلة التعليم كان يحكي كثيرا عن زمن تعلمه في الكتاب، وأنه كان حريصا على الحفظ والتعلم، رغم انشغاله بالإنشاد، فلما أسأله كيف استطعت المواظبة على التعلم والإنشاد، يقول كنت أحفظ خلال فترة التفرغ، لذلك كنت أغتنم وقت الراحة للمذاكرة، حتى لا أرسب، خوفا من حرماني من الليالي، وبالفعل حصلت على بكالوريوس التربية من جامعة أسيوط سنة 2001.

واستطرد قائلا: كنت كلما طلبت منه أن أقوم بإحياء المناسبات منفردا يقول كلمة لم أفهمها إلا بعد وفاته (دورك لسه مجاش)، فحب الناس للشيخ قد يجعلهم لا يقبلونني على المسرح في حياته، وخاصة أن صوتي مشابه لصوته تماما.

وزاد: عملت في فرقة الشيخ عازفا وضابط إيقاع ومرددا وراءه، ثم سمح لي بالإنشاد في كل حفل قبل صعوده للمسرح، لكني نظرا لمعرفتي أنه يسمعني جيدا وحبي له كان يقلقني أثناء الأداء، فكنت أقتصر على دقائق محدودة، ولاس سيما أنه في مسألة الفن لا يحابي أحدا، فقد كان معي في هذا الأمر، كأنه شخص غريب، فإذا أجدت الأداء كان يثني عليَّ، أما إذا كان الأداء لا يعجبه، انتقد وعاتب بحدة، وإذا أنشدت إحدى قصائده يتعمد ترديدها حتى يعلمني.

أدب الحديث

وأوضح: الشيخ التوني كان يلتزم أدب الحديث وأدب الأكل وعدم الطمع، ففي رأيه القول الصادق يأتي من المعدة وليس من الحنجرة، وكان يقول التعليم والسماع يهذبان الأخلاق، وكان يكره التلفظ بألفاظ خارجة والمزاح بصوت عال، وكان مبدأه التسامح وحب الآخرين، فقد كان يحب جمع الإخوان أكثر من جمع الأسرة، وكان يهتم بحب الناس وليس المادة.

وأضاف: كنت أتفق على إحياء ليلة مع شخصية مهمة أو ثرية، ويفاجئني ونحن سائرون إليه في الطريق يقول تعالى نذهب لفلان، وأجد فلانا هذا فقيرا ومعارفه فقراء، فيترك حفل الرجل الثري محبة في الفقراء، لذلك نفعني ذلك الحب الصادق له في احترافي الإنشاد بعد وفاته، حيث بدأ الناس يطلبونني بعد وفاته، حبا في الشيخ والناس تسعد بحضوري كأن الشيخ موجود، فهذا جعلني لا أخرج عن قصائده وطريقته في الزي ولف العمامة.

back to top