الخزاف خالد سراج: «ماعت تتلوّن» في معرض دوليّ يضمّ قارات العالم

نشر في 05-06-2016
آخر تحديث 05-06-2016 | 00:00
د. خالد سراج خزاف مصري امتلك تجربة مهمة في مجال الخزف، من خلال تقديمه معارض نوعية داخل مصر وخارجها في مجال يعاني صعوبات كثيرة مقارنةً بالفنون الأخرى. يقدم د. سراج معرضه الأخير «ماعت تتلون» في نيويورك راهناً. حوار معه.
يحقق معرضك الأخير «ماعت تتلون» نجاحاً مشهوداً في نيويورك، ماذا يعني لك ذلك؟

إنه معرض دولي ضخم جداً نظمته مجموعة «كونتيكست» الأميركية في مدينة ميامي سابقاً ولاقى نجاحاً هائلاً، ويزور نيويورك راهناً متضمناً مجموعة تزيد على مئة غاليري من قارات العالم الست، بالإضافة إلى مشاركات فردية لبعض الفنانين عن طريق بعض القيمين الفنيين.

يزيد عدد الفنانين المشاركين على 1200 فنان. ويمثل مصر والعالم العربي وإفريقيا هذا العام غاليري «أوبونتو»، المعروف عنه من خلال عروضه في الموسمين السابقين إحداث حركة قوية داخل الوسط التشكيلي المصري بتنوع معارضه، واعتماده على عدد كبير من الفنانين المصريين ذوي الرؤى التشكيلية المتفردة. واختارت اللجنة المنظمة للمعرض في نيويورك «آرت فير» سبعة فنانين عرضوا أعمالهم سابقاً في «أوبونتو» وهم: سيدة خليل، هيام عبد الباقي، سحر الأمير، حكيم أبو كيلة، عبد الرحمن البرجي، أمجد التهامي وأنا.

ما فلسفة العمل المعروض لك في «آرت فير نيويورك»؟

استخدمت إلهة الحق «الماعت» كرمز للعدل والحكمة والاتزان. رمز لها المصري القديم بريشة النعامة، وحينما بحثت عن السبب وجدت أنها ريشة الطائر الوحيدة التي يتماثل عدد شعرها الأيمن والأيسر. وفي المعرض، استخدمت ثلاثة عناصر تمثل النعامة وهي «الريشة والساق والجناحين»، وجاءت فكرتي في استخدام الجناحين مناوئة لفكرة الجبن الذي تشتهر به النعامة، فتخيلت أن نعامتي أنا جريئة وغير كل النعام، فهي ذات جناحين مفتوحين، وهو ما يندر لدى النعام، يختلفان في اللون وكأن النعامة تعمدت التغيير وإظهار جناحها بلون آخر براق. حتى النعامة الجبانة استطاعت أن تحدث تغييراً.

نجاحات ومشاريع

ماذا عن الجديد لديك بعد «ماعت تتلون»؟

معرض مشترك مع الخزافة المجرية أنيتا توت. سبق واشتركنا سوياً في إنجاز أعمال ثنائية كثيرة عرضت في دول عدة كتركيا والمجر وسلوفينيا والولايات المتحدة ومصر.

هل يحملك نجاح معرض «ماعت تتلون» مسؤولية كبيرة، وهل يرضيك؟

إذا حاولت أن أتتبع حجم الإعجاب أو عدم القبول لمعارضي السابقة فلن أتمكن من إنجاز أعمال مستقبلية ترضيني شخصياً وفنياً، بالتالي فإن إجابتي عن سؤالك: لا أحمل أي نوع من المسؤولية بعد نجاح أو فشل أي من أعمالي أو معارضي السابقة، بل أحاول أن أنظر إلى المستقبل فحسب، وأتمنى وبمنتهى الجدية أن أتمكن من تحقيق أحلام كثيرة تتعلّق بالخزف المصري والعالمي.

كيف تنظر إلى فن الخزف في الفترة الراهنة وسط المجالات الأخرى؟

يقع الخزف المعاصر في إشكالية كبيرة من ناحية اهتمام البعض بإبراز التقنية واهتمام البعض الآخر بإبراز الشكل، فيما نجد اهتمام القليل جداً بالفكرة. يجب أن ينصب الاهتمام الأعظم في تسويق كل ما سبق، فالجمهور الفني المصري ما زال متخوفاً من اقتناء الأعمال الخزفية الفنية ذات الذائقة العالية لسبب غريب جداً، وهو صفة الهشاشة التي تميز الخزفيات تحديداً عما سواها من وسائط فنية، في حين أنني رأيت بعيني كيف يتسابق الجمهور الفني الغربي والأقصى شرقي إلى اقتناء الخزف الفني تحديداً، إذاً هي جدلية مستفزة جداً وغير مفهومة.

شاركت أخيراً في صالون القاهرة من خلال عمل تجميعي بعنوان «جذور مهملة»، فماذا عنه؟

كان عملاً تجميعياً يحوي وسائط عدة وليس الخزف فحسب، عبارة عن جذور أشجار مقلوبة، أي أن قاع الجذر هو الجزء الأعلى في العمل، مغمورة داخل عدد كبير من الشظايا الخزفية الملونة، وموضوعة داخل إناء زجاجي شفاف تماماً. يعبّر العمل في مجمله عن أننا في مجتمعاتنا العربية ما زلنا نعاني آفة إهمال أصولنا الأساسية، بل ونتعمد أن نغمرها بما يستجد من أفكار واتجاهات، رغم احتمالية أن تنأى هذه الأفكار بنا وبمجتمعاتنا عن لُبِّ حضارتنا وجديتها.

ما أبرز التحديات أمام الخزاف؟

لا بد من أن يكون الخزاف نحاتاً ومصوراً. يجمع الخزف الفنون، لأنه أبو الفنون وكتب التاريخ تسرد ذلك، وثمة تحد آخر نواجهه يتمثل في عدم وجود منسق معارض أو عارض للخزف مثل المجالات الآخرى، علماً أن أول من اتخذ هذه الخطوة صاحب غاليري «أوبونتو».

من أساتذتك في مجال الخزف، وما وجه استفادتك منهم؟

إنهم أساتذة قسم الخزف في كلية الفنون التطبيقية، وأخص منهم الراحلين نبيل درويش وجمال عبود وأحمد السيد رحمة الله عليهم. استفدت من درويش بطريقة غير مباشرة، من حواراتي الكثيرة معه أثناء كنت طالباً في القسم ثم معيداً ومدرساً مساعداً، وأهم ما تعلمته على يديه استمرارية العطاء رغم الظروف. أما جمال عبود فكان علامة التكنولوجيا في القسم وله الفضل الأول والأعظم في معظم ما تمكنت من تحقيقه من تقنيات في المراحل الأولى من حياتي الخزفية وحتى حصولي على درجة الماجستير التي شرفني بإشرافه عليها. بدوره، كان أستاذي الجليل أحمد السيد كالنبع الفكري الذي نهلت منه بلا انقطاع أثناء إشرافه على رسالتي للدكتوراه وما بعدها، وأهم ما تعلمته منه أن ربط التقنية بالفكرة هو الرابط الذي لا بد من تمسكي به حتى النهاية.

نعامتي جريئة لا تدفن رأسها في الرمال

الخزف المعاصر يقع في إشكالية كبيرة من ناحية الاهتمام بإبراز التقنية والشكل
back to top