النواب الألمان يصوتون للاعتراف بإبادة الأرمن رغم ضغوط أنقرة

رئيس الوزراء التركي: اختباراً فعلياً للصداقة

نشر في 02-06-2016 | 12:42
آخر تحديث 02-06-2016 | 12:42
أعضاء من الطائفة الأرمنية في جلسة البرلمان الألماني
أعضاء من الطائفة الأرمنية في جلسة البرلمان الألماني
يصوّت النواب الألمان الخميس على قرار يعترف بإبادة الأرمن وهو ما تعترض عليه أنقرة الشريك الأساسي والصعب في أزمة الهجرة في أوروبا.

وقبل ساعات على التصويت، اعتبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن مبادرة مجلس النواب الألماني تشكل «اختباراً فعلياً للصداقة» بين ألمانيا وتركيا.

ودعت ارمينيا من جهتها النواب إلى عدم «الخضوع للضغوط» قبل التصويت على النص الذي يحمل عنوان «احياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى قبل 101 عام».

وفرص تبني النص كبيرة جداً إذ تقف وراءه كتل الأكثرية البرلمانية أي محافظو تكتل الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي إضافة إلى حزب الخضر المعارض.

وفي هذا النص الذي اطلعت وكالة فرانس برس عليه، تندد الغرفة السفلى في البرلمان الألماني (بوندستاغ) بـ «ما قامت به آنذاك حكومة تركيا الفتاة وإلى إبادة شبه تامة للأرمن».

كما يندد النص بـ «الدور المؤسف للرايخ الألماني الذي لم يفعل شيئاً لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية بصفته الحليف الرئيسي للدولة العثمانية».

وهناك مخاوف من أن يؤدي الاعتراف بالإبادة إلى تصعيد التوتر في العلاقات مع أنقرة خصوصاً في ما يتعلق بتطبيق الاتفاق المثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لخفض أعداد المهاجرين القادمين إلى أوروبا والذي هدد الرئيس التركي أحمد رجب اردوغان بعرقلته ما لم يتم اعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات دخول إلى منطقة شنغن.

قلق

الثلاثاء، اتصل اردوغان بالمستشارة الألمانية انغيلا ميركل للتعبير عن «قلقه» والتشديد على أن هذا «الفخ» يمكن أن يؤدي إلى «تدهور مجمل العلاقات مع ألمانيا».

الأربعاء، اعتبر رئيس الحكومة التركية أن التصويت «لا قيمة له».

من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيان فيرتز أن ميركل لن تشارك في التصويت بسبب انشغالها إلا أنها أيدت النص خلال تصويت أولي الثلاثاء لكتلة المحافظين في البرلمان.

ومشروع القرار حول أبادة الأرمن يتحفظ عنه حتى بعض المسؤولين الألمان، على غرار وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الذي قال المتحدث باسمه أنه «يأمل» إلا يؤدي إلى «تأزيم العلاقات لفترة طويلة مع تركيا».

وفي المقابل، أكد زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الديموقراطي فولكر كودر الخميس للتلفزيون الألماني العام أن التصويت لا يعني «وضع تركيا في قفص الاتهام» وإنما تشجيع المصالحة «عبر تسمية الأمور بأسمائها».

وكان الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان أعرب عن الأمل في إلا «يخضع النواب الألمان للضغوط» التي تمارسها تركيا عند تصويتهم الخميس لصالح الاعتراف بإبادة الأرمن، وذلك في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية.

وصرح سركيسيان «لن يكون من العدل عدم تسمية إبادة الأرمن بأنها إبادة لمجرد تجنب إثارة غضب رئيس دولة أخرى»، في إشارة إلى اردوغان.

وتابع أن الاتفاق حول الهجرة ضعيف و«سيكون من الصعب تطبيقه على المدى البعيد مع شريك مثل تركيا».

ويؤكد الأرمن أن 1,5 مليون أرمني قتلوا بطريقة منظمة قبيل انهيار السلطنة العثمانية فيما أقر عدد من المؤرخين في أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وايطاليا وروسيا بوقوع إبادة.

وتقول تركيا أن هؤلاء القتلى سقطوا خلال حرب أهلية ترافقت مع مجاعة وأدت إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني فضلاً عن عدد مماثل من الأتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول.

back to top