بولندا تلهث وراء أمجاد غابرة وتناسي خيبات الأمل

نشر في 02-06-2016
آخر تحديث 02-06-2016 | 00:04
يسعى المنتخب البولندي إلى تناسي نتائجه البائسة سابقاً، ونفض خيبات الأمل المستمرة، وذلك عندما يخوض غمار نهائيات بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم.
يلهث منتخب بولندا لكرة القدم وراء امجاد غابرة قد لا تعود خلال مشاركته في كأس اوروبا 2016 التي تستضيفها فرنسا من 10 يونيو الى 10 يوليو.

وتأمل بولندا في مشاركتها الثالثة على التوالي، وبوجود مهاجم بايرن ميونيخ وهداف الدوري الالماني (30 هدفا) روبرت ليفاندوفسكي (27 عاما) صاحب الرقم القياسي في التصفيات (13 هدفا)، تعويض ما فاتها في المشاركتين السابقتين عامي 2008 في النمسا وسويسرا، و2012 التي استضافتها مع اوكرانيا.

ويمني المنتخب البولندي النفس بتفادي نتائجه البائسة سابقا ونفض خيبات الامل المستمرة التي بخرت آمال انصاره التواقين الى استعادة امجاد الجيل الذهبي الذي حقق انجازات تاريخية من خلال تتويجه بالذهب الاولمبي عام 1972 في ميونيخ وفضية اولمبياد 1976 في مونتريال والمركز الثالث في مونديالي 1974 في ألمانيا الغربية و1982 في اسبانيا.

ويدرك مدرب بولندا آدم نافالكا جيدا جسامة المسؤولية التي تنتظر لاعبيه لتحقيق طموحاتهم وارضاء جماهيرهم الراغبة بتكرار انجازات النجمين غريغور لاتو وزبيغنيو بونييك والمدرب الحالي ورفاقهم.

وخلف بونييك، بعد الخروج المذل في نسخة 2012، لاتو في رئاسة الاتحاد، في حين حل نافالكا محل فرانشيسك سمودا.

ويبدو نافالكا متفائلا بعبور الدور الاول على الاقل باحراز احد المركزين الاولين في المجموعة الثالثة التي تضم المانيا واوكرانيا وايرلندا الشمالية.

على الورق، لا تبدو مهمة بولندا صعبة لانها نظريا تأتي في المرتبة الثانية بعد المانيا من حيث القوة، لكنها في الوقت نفسه لا تزال تشكو من مجموعة عقد: القرعة التي تضعها مع المانيا، وتحقيق الفوز الاول، والخروج من الدور الاول.

في المشاركة الاولى عام 2008، وضعتها القرعة في المجموعة الثانية مع المانيا والنمسا وكرواتيا فخسرت في المباراة الاولى صفر-2، وتعادلت في الثانية 1-1، ثم خسرت في الثالثة صفر-1 وخرجت خالية الوفاض من الدور الاول.

وتحسن الوضع في المشاركة الثانية على ارضها عام 2012، وخرجت بخسائر اقل، فحققت تعادلين في الجولتين الاوليين مع اليونان وروسيا بنتيجة واحدة 1-1، قبل ان تخسر في الثالثة امام تشيكيا صفر-1، وخرجت ايضا من الدور الاول دون ان تترك اي بصمة للتاريخ.

وتكرر سيناريو القرعة في تصفيات النسخة الحالية، لكنها حققت فوزا تاريخيا على "المانشافت" الالماني 2-صفر، هو الاول في 19 محاولة، وتأهلا معا عن المجموعة الرابعة، قبل ان تضعهما القرعة مجددا ضمن المجموعة الثالثة في النهائيات.

واختار نافالكا تشكيلته الرسمية، وضمت 13 لاعبا محترفا في الاندية الاوروبية مقابل 19 في نسخة 2012.

ويأتي في طليعة القائمة ليفاندوفسكي الذي سيخوض النسخة الحالية وهو هداف للبوندسليغا برصيد 30 هدفا، كما كان في نسخة 2012 لكن مع عدد اقل من الاهداف (22 هدفا)، حين كان في صفوف بوروسيا دورتموند، الذي معه سطع نجمه وقاده الى احراز اللقب المحلي مرتين متتاليتين، قبل ان يخطفه منه النادي البافاري الاقوى ماديا والامضى سطوة والاكثر تتويجا على الصعيدين المحلي والاوروبي.

خيبة العقد الماضي

وخيب المنتخب البولندي آمال جماهيره في العقد الماضي، حيث حجز بطاقته الى مونديالي 2002 و2006 عن جدارة، بيد انه خرج، على غرار مشاركاته الاوروبية، من الدور الاول.

ولم تتأهل بولندا لنهائيات مونديال 2010 في جنوب افريقيا (حلت خامسة في المجموعة الثالثة) وكذلك الى مونديال 2014 في البرازيل (بحلولها رابعة في المجموعة الثامنة). وستحاول بولندا في هذه المشاركة دخول التاريخ وتحقيق فوزها الاول عندما تلاقي في المباراة الاولى ايرلندا الشمالية اضعف حلقات المجموعة حسب الاعتقاد السائد بين جميع اطرافها. واذا كان نافالكا يقر بقدرة وقوة الالمان، ابطال العالم، في تصدر المجموعة فهذا يعني انه سينافس على البطاقة الثانية، وعليه الا ينسى او يتجاهل ان اوكرانيا تغلبت عليه وعلى رجاله مرتين في تصفيات مونديال 2014 (3-1 في عقر داره ذهابا، و1-صفر في كييف ايابا)، وحلت ثانية برصيد 21 نقطة بفارق نقطة واحدة عن انكلترا متصدرة المجموعة الثامنة.

المنتخب البولندي في سطور

لا تملك بولندا المشاركة للمرة الثالثة في كأس أوروبا 2016 لكرة القدم التي تستضيفها فرنسا من 10 يونيو الى 10 يوليو، سجلا كبيرا سواء على الصعيد القاري أو العالمي.

- شاركت في النهائيات 7 مرات، وحلت ثالثة مرتين عامي 1974 و1982.

- شاركت في النهائيات مرتين وخرجت من الأدوار الأولى.

- أحرزت ذهبية اولمبياد 1972، وحلت وصيفة في اولمبيادي 1976 و1992.

التصنيف الدولي: السابع والعشرون.

• المدرب: آدم نافالكا منذ نوفمبر 2013.

• رئيس الاتحاد الحالي: زبيغنيو بونييك منذ أكتوبر 2012.

• عدد المنتسبين الى الأندية: 800 ألف.

• أبرز الأندية: ليخيا وارسو وفيسلا كراكوفي وليخيا غدانسك.

• أبرز اللاعبين حاليا: روبرت ليفاندوفسكي، واركاديوش ميليك، وكميل غروسيسكي، وغريغور كريتشوفياك، وكميل غليك.

• مسار التصفيات: المركز الثاني في المجموعة الرابعة.

نافالكا جاهز لإنهاء قحط استمر 30 عاماً

قاد مدرب منتخب بولندا لكرة القدم آدم نافالكا بلاده إلى نهائيات كأس أوروبا التي تستضيفها فرنسا، للمرة الثالثة على التوالي، ويبدو مصمما على تخطي دور المجموعات لأول مرة منذ 30 عاما.

وكانت بولندا خاضت نهائيات النسخة السابقة عام 2012، بتأهلها تلقائيا بصفتها إحدى الدولتين المنظمتين.

ولم يخف نافالكا (58 عاما) ثقته بقدرة رجاله على تجاوز دور المجموعات، سواء في كأس العالم أو البطولة الأوروبية لأول مرة بعد مونديال المسكيك 1986، عندما سقطت أمام البرازيل صفر-4 في ربع النهائي.

ويعتمد نافالكا في توقعاته على نتائج المنتخب بقيادته أولا، وعلى تجربته الشخصية كلاعب ثانيا، حيث خاض 34 مباراة دولية خلال 3 سنوات فقط مع منتخب بلاده (1977-1980).

وشارك لاعب الوسط السابق في مونديال الأرجنتين عام 1978، وتصدرت بولندا المجموعة يومها على حساب ألمانيا الغربية، بطلة النسخة السابقة التي استضافتها في1974، بعد أن تعادلتا سلبا في بوينوس ايريس قبل أن تخرج من الدور الثاني.

ولم تأت ثقة نافالكا من فراغ، خصوصا أن بولندا أسقطت ألمانيا في ذهاب التصفيات ضمن المجوعة الرابعة 2- صفر (وارسو 2014)، لأول مرة في 19 مواجهة قبل ان تخسر أمامها إيابا 1-3 في فرانكفورت.

ويعزز هذه الثقة ما يعتبره نافالكا تقاربا في المستوى بين بولندا وألمانيا، التي سقطت أيضا أمام جمهورية إيرلندا صفر-1 ايابا في دبلن، بعد ان تعادلتا 1-1 ذهابا في غيلسنكيرشن.

الآمال معقودة على ليفاندوفسكي

تخوض بولندا غمار كأس أوروبا 2016 لكرة القدم التي تستضيفها فرنسا بوجود أحد أفضل المهاجمين في العالم حاليا، هو روبرت ليفاندوفسكي، الذي سيرفع، وهو في كامل لياقته البدنية، حرارة الأداء.

وتوج ليفاندوفسكي (27 عاما)، هدافا للدوري الالماني مع بايرن ميونيخ (30 هدفا)، وتصدر ترتيب الهدافين في التصفيات القارية برصيد 13 هدفا، معادلا الرقم القياسي المسجل باسم الايرلندي الشمالي ديفيد هيلي في تصفيات نسخة 2008، ومتقدما بفارق هدفين على السويدي زلاتان ابراهيموفيتش مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي، وبـ4 أهداف على الالماني توماس مولر زميله في الفريق البافاري.

ويتطلع ليفاندوفسكي، صاحب 34 هدفا في 75 مباراة دولية، إلى تحطيم الرقم القياسي الوطني المسجل باسم فلوديمير لوبانسكي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وهو 48 هدفا.

ويرى المدرب آدم نافالكا ان ليفاندوفسكي أفضل مهاجم في العالم، وأهم من الارجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، نجمي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، اللذين سيطرا على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في الأعوام الثمانية الماضية.

ويقول نافالكا في هذا الصدد: "لا أستبدل ليفاندوفسكي بأي لاعب آخر في العالم، حتى لو كان ميسي أو رونالدو، نحن محظوظون جدا لأننا نملك واحداً من أفضل اللاعبين في العالم".

ودخل ليفاندوفسكي التاريخ عندما لعب احتياطيا، وسجل 5 أهداف خلال 9 دقائق في مرمى فولفسبورغ، الذي كان متقدما 1- صفر، وأنهى المباراة لمصلحة بايرن ميونيخ 5-1، ولم يتوقف عن التسجيل بعد ذلك، إضافة إلى أنه يمتاز بحركته المستمرة داخل المنطقة، ومتابعة الكرات العالية والهوائية، وصنع الفرص لزملائه.

وستكون كأس أوروبا 2016 فرصة جديدة ليفاندونفسكي لإثبات موهبته الكبيرة، وسيحاول صاحب أول هدف في نسخة 2012 أن يكون صاحب أول هدف في المجموعة الثالثة، عندما تلتقي بولندا مع ايرلندا الشمالية في 12 الجاري بمدينة نيس.

back to top