الأميركيون لا يريدون سياسة خارجية أكثر عدائية

لا يؤيد الأميركيون السياسة الخارجية الأكثر عدائية التي ستقدّمها لنا إدارة كلينتون على الأرجح، فلا يدعم معظم الأميركيين الفكرة السائدة في واشنطن عن أن الولايات المتحدة لم تكن ناشطة كفاية حول العالم في السنوات الأخيرة.

نشر في 31-05-2016
آخر تحديث 31-05-2016 | 00:04
 أميركان كونسرفاتيف نشر معهد بيو استطلاعاً في مطلع هذا الشهر تناول مواقف الأميركيين من السياسة الخارجية ودور الولايات المتحدة في العالم، ومن اللافت للنظر أن 27% فقط قالوا إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة لا تبذل الجهد الكافي في محاولتها حل مشاكل العالم.

إذاً، ما من دعم كبير لسياسة خارجية أكثر تفاعلاً، فضلاً عن أن عدداً كبيراً من الأميركيين (41%) يعتقدون أن الولايات المتحدة تقوم بأكثر من اللازم في مختلف أرجاء العالم، صحيح أن هذا الرقم أدنى بكثير مما كان عليه قبل ثلاث سنوات، وقبل انتشار الخوف من "داعش"، ولكن حتى خلال صيف عام 2014، لم يتراجع العدد إلى ما دون الـ39%. بالإضافة إلى ذلك لم يتخطَّ عدد مَن يعتبرون أن الولايات المتحدة "لا تبذل الجهد الكافي" ثلث المشاركين في أي استطلاع للرأي خلال السنوات الثلاث الماضية.

علاوة على ذلك يكشف استطلاع الرأي هذا بضع تفاصيل أخرى مثيرة للاهتمام، على سبيل المثال يميل الجمهوريون والمستقلون أكثر من الديمقراطيين إلى اعتبار أن الولايات المتحدة تقوم بأكثر من اللازم في الخارج، في حين أن غالبية الديمقراطيين راضون عن معدل تدخلها الحالي، ولا شك أن انتماء الرئيس الحالي إلى هذا الحزب يجعلهم أكثر تأييداً للجهد الذي تبذله الولايات المتحدة راهناً.

صحيح أن عدداً أكبر من الجمهوريين والمستقلين يقولون إن الولايات المتحدة تبذل جهداً أكبر من اللازم، مقارنة بمن يعتبرون أن ما تقوم به أقل من اللازم، إلا أن أقلية تعتقد أيضاً أن على الولايات المتحدة بذل جهد أكبر، أما عدد مَن يرغبون في إبقاء الوضع على حاله، فأدنى بقليل من كلتا المجموعتين.

يُعتبر مؤيدو ترامب على الأرجح أبرز مَن يعتبرون أن الولايات المتحدة تبذل جهداً أكبر من اللازم، يليهم مؤيدو كروز وساندرز، أما مؤيدو كلينتون فيميلون على الأرجح إلى اعتبار أن الولايات المتحدة تقوم باللازم في الخارج. وهذا مذهل حقاً، بما أن من المؤكد أن الولايات المتحدة ستصبح أكثر نشاطاً بكثير في الخارج، إن تبوأت كلينتون سدة الرئاسة، ولا عجب في أن مؤيدي كيسيك هم الأكثر ميلاً إلى الاعتقاد أن الولايات المتحدة لا تقوم باللازم، بما أن هذا يتلاءم مع وجهات نظر كيسيك المتهورة في مجال السياسة الخارجية.

إذاً لا يؤيد الأميركيون السياسة الخارجية الأكثر عدائية التي ستقدّمها لنا إدارة كلينتون على الأرجح، فلا يدعم معظم الأميركيين الفكرة السائدة في واشنطن عن أن الولايات المتحدة لم تكن ناشطة كفاية حول العالم في السنوات الأخيرة، أما الدعوات المطالبة "بالقيام بالمزيد" في تفاعل الولايات المتحدة مع الصراعات والأزمات المختلفة فتعبّر عن رأي أقل من ربع الشعب الأميركي. صحيح أننا شهدنا بعض التقلبات في مستوى الدعم في السنوات القليلة الماضية، إلا أن تأييد السياسة الخارجية الأقل نشاطاً وتدخلاً ظل كبيراً وثابتاً، وقد تجلى هذا الواقع في نتائج الانتخابات الأولية خلال الأشهر القليلة الماضية.

دانيل لارسن -Daniel Larison

back to top