المعارضة السورية تتصدى لـ «داعش» في مارع... والأكراد يتقدمون صوبها

نشر في 28-05-2016 | 17:52
آخر تحديث 28-05-2016 | 17:52
عناصر من جيش العزة خلال حفل تخريج دفعة مقاتلين جديدة
عناصر من جيش العزة خلال حفل تخريج دفعة مقاتلين جديدة
بعد ساعات من فصله مدينة أعزاز، كبرى معاقل المعارضة السورية في ريف حلب عن محيطها، هاجم تنظيم «داعش» مدينة مارع من 3 محاور بدءاً بتفجير 5 عربات مفخخة استهدفت أطرافها، بالتزامن مع تمكن قوات «سورية الديمقراطية» من السيطرة على قرية الشيخ عيسى المتاخمة لها.
غداة هجوم مباغت وضع تنظيم «داعش» على مشارف معبر باب السلامة الاستراتيجي مع تركيا، شهدت مدينة مارع ثاني أبرز معاقل المعارضة في محافظة حلب، معارك كر وفر، في وقت حققت قوات «سورية الديمقراطية» أهم تقدم لها منذ إطلاقها معركة تحرير حلب يوم الثلاثاء الماضي بالسيطرة على قرية «الشيخ عيسى» الاستراتيجية المجاورة لمارع.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن العشرات قتلوا في معارك ضارية دارت أمس في مارع بين فصائل المعارضة و«داعش»، بعد ساعات من سيطرته على 5 قرى أتاحت له عزل المدينة عن أعزاز وقطع آخر طريق إمداد إليها، موضحاً أن التنظيم اخترق أسوار المدينة.

وأفاد المكتب الإعلامي لمارع، ثاني أبرز معاقل المعارضة بعد أعزاز، بأن «داعش» بدأ الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الجمعة - السبت محاولة اقتحام المدينة من ثلاثة محاور، هي تلالين وحربل وتل مالد، مستخدماً كل أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات، مؤكداً أن الفصائل تمكنت من صد الهجوم وقتلوا نحو 30 عنصراً منه وأسروا آخرين، وفجروا سيارتين مفخختين على أطراف المدينة، واستولوا على عربية «بي إم بي».

هجوم ونزوح

وأوضح مدير وكالة «شهبا برس» المحلية مأمون الخطيب المتحدر من مارع والموجود في أعزاز، أن التنظيم «هاجم مارع من محاور عدة، وتحديداً من الشرق والشمال، مستخدماً الدبابات ومفخختين»، مشيراً إلى أن مارع توجد فيها فصائل مقاتلة وإسلامية أغلبيتها الساحقة من أبناء المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ 50 ألفاً قبل نزوحهم تدريجياً.

ولايزال نحو 15 ألف مدني، وفق مأمون الخطيب، معظمهم من النساء والأطفال محاصرين داخل المدينة بعد هجوم التنظيم، الذي دفع المنظمات الحقوقية والإنسانية للتحذير من خطر وشيك يهدد مصيرهم.

هجوم الرقة

وفي مركز ثقل «داعش» وعاصمة دولته، واصلت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قصف مواقع التنظيم شمال مدينة الرقة، دعماً لهجوم بدأته قوات «سورية الديمقراطية» يوم الثلاثاء وتوجته بالسيطرة على قرية «الشيخ عيسى».

وإذ أوضح المرصد أن خطوط المواجهات تقع راهناً في مناطق زراعية تكاد تخلو السكان، استغلت هذه القوات، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، انشغال الفصائل الإسلامية و«داعش» باقتحام مارع، ودخلت قرية «الشيخ عيسى»، الواقعة بالريف الشمالي الغربي للرقة.

وترافقت العملية مع ضربات جوية مكثفة وعنيفة لطائرات التحالف على المدينة وأطرافها، إضافة إلى استهداف تمركزات ومواقع عناصر التنظيم في منطقة الاشتباك.

حالة طوارئ

وفي أعزاز، أعلنت المحكمة المركزية والفصائل العسكرية في المدينة، أبرز معاقل المعارضة السورية في محافظة حلب، حالة الطوارئ وبدء حظر للتجول من الثامنة مساءً وحتى السابعة صباحاً، خشية من تسلل خلايا تابعة للتنظيم.

الشارة الكردية

وفي مبادرة للتهدئة تجاه الحليف التركي، طلبت واشنطن من جنودها إزالة شارة «سورية الديمقراطية» ووحدات الحماية الكردية من الزي الخاص بهم، وقال المتحدث باسم التحالف الدولي ستيفن وارن إن «وضع الشارات لم يكن مصرحاً به، ولم يكن مناسباً، وتم اتخاذ إجراء تصحيحي حياله».

وأشار وارن إلى أن هؤلاء الجنود جزء من قوة مؤلفة من أكثر من 200 «مستشار» يعملون مع التحالف السوري العربي في الحرب على «داعش».

وفي وقت سابق، علّق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الأول، على نشر صور للقوات الأميركية الخاصة يساندون «سورية الديمقراطية» في هجومها على الرقة، بقوله: «من غير المقبول أن يضع الجنود الأميركيون شعار منظمة إرهابية، وهذا نفاق وكيل بمكيالين»، مؤكداً أن أنقرة احتجت لدى الخارجية الأميركية وسفارتها في تركيا.

كارثة إنسانية

وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف، أمس، عن «قلقها البالغ إزاء محنة نحو 165 ألف نازح، تفيد تقارير بوجودهم قرب مدينة أعزاز»، وقالت إنهم «يواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطبية وتأمين الغذاء والماء والسلامة».

وأشارت، في بيان، إلى أنها «نبهت السلطات التركية على الفور حول التطورات في شمال سورية»، داعية إلى «حماية الحقوق الأساسية والسلامة الجسدية» لعشرات الآلاف المتجمعين في مخيمات عشوائية في المنطقة، وسط ظروف معيشية صعبة.

الحصار والتجويع

وفي كلمة بمجلس الأمن، طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفن أوبراين أمس الأول الحكومة السورية بالتوقف عن التدخل في تسليم المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، معتبراً أن «استمرار استخدام الحصار والتجويع كسلاح في الحرب أمر يستحق اللوم».

وأضاف: «استناداً إلى أحدث المعلومات فإن نحو 592700 شخص يعيشون في مناطق محاصرة أغلبها تطوقها القوات الحكومية»، موضحاً أن «الهجمات العشوائية ضد المدنيين والبنية التحتية بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساجد والأسواق العامة لاتزال مستمرة مع تجاهل تام للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن».

رد تركي

ولاحقاً، أعلنت رئاسة الأركان التركية، أمس، تدمير 4 مواقع ومقتل 104 من «داعش»، بقصف مدفعي شمل 233 قذيفة ثقيلة و40 قذيفة صاروخية أطلقت من راجمات الصواريخ، بمشاركة 4 دبابات، إلى جانب تنفيذ طائرات التحالف الدولي 11 طلعة جوية، مشيرة إلى أن القصف رد على استهداف التنظيم مخفراً حدودياً في ولاية كليس بـ 6 قذائف صاروخية، وقذيفة مدفعية أمس الأول.

back to top