شباب غزة في مرمى السلف... والقطاع يتحمل خطايا ساسته

نشر في 13-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 13-05-2016 | 00:01
No Image Caption
«حماس» تفشل في مواجهة استقطاب «الدواعش»... ومعبر رفح عنوان لمأساة
تسعى جماعات سلفية جهادية في قطاع غزة الى تعزيز وجودها عبر استقطاب شبان يعانون من إحباط وانسداد آفاق المستقبل في منطقة واقعة تحت سيطرة حركة حماس وحصار اسرائيلي خانق.

وشهد قطاع غزة الأسبوع الماضي المواجهات المباشرة الأولى بين اسرائيل و"حماس" منذ حرب 2014، ما أثار قلقا من حرب جديدة.

وينشط السلفيون الجهاديون بين الفتية والشبان مستغلين الفقر والبطالة والحصار والإحباط، علما ان بعض هذه الجماعات تبنى خلال الأشهر الأخيرة هجمات بالصواريخ على بلدات اسرائيلية متاخمة لغزة، في تأكيد على موقعها في المواجهة الأساسية مع العدو.

وتتهم "حماس" السلفيين بخرق تفاهمات سابقة افرجت بموجبها عن أغلبية النشطاء السلفيين مقابل التزام بالتهدئة التي تم التوصل اليها مع اسرائيل بعد حرب 2014.

وسبق لـ"حماس" خلال السنوات الماضية ان قمعت بالقوة ناشطين إرهابيين اعتبرت انهم يهددون سلطتها، فدمرت مساجد لهم ولاحقت قادتهم.

ويقول المحلل السياسي اسعد ابوشرخ إن بعض الجهات "تستغل تنامي الفكر الجهادي المتطرف في عدد من الدول العربية وبينها تنظيم داعش، لاستغلال الشباب المراهقين والمحبطين بلا أمل في غزة".

ومنذ سيطرة "حماس" على قطاع غزة، ازدادت حالات الفقر المدقع، ووصلت نسبة البطالة الى 45 في المئة في القطاع البالغ سكانه نحو مليوني نسمة، بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه اسرائيل منذ عشر سنوات.

ويقول قيادي بارز في جماعة الشباب السلفي المجاهد ابوالعيناء الأنصاري "نحن التزمنا بالتفاهمات مع حماس، وحماس لم تلتزم وقتلت أبناءنا واعتقلت المجاهدين. ردنا تمثل بإطلاق صواريخ على الاحتلال الصهيوني".

وكشف أبوالعيناء ان نحو مئتي مقاتل سلفي "يقاتلون في صفوف داعش في سورية والعراق، لدفع الظلم عن المسلمين رغم محاولات حماس لمنعهم".

من جهة أخرى، تحولت بوابة معبر رفح البري على الحدود بين قطاع غزة ومصر، إلى عنوان لمعاناة ومأساة عشرات آلاف الفلسطينيين في القطاع، بسبب إغلاقه المتواصل، وفتحه على فترات متباعدة لسفر أعداد محدودة من أصحاب الحالات الإنسانية.

وكلما فتح المعبر المتنفس الوحيد لسكان القطاع، تتكشف معه معاناة ومأساة شعب بأكمله، لايزال يرزح تحت حصار إسرائيليٍ مشدد، زاد من ضنكه إغلاق معبر رفح، من قبل السلطات المصرية، لدواع سياسية، وأخرى أمنية.

85 يوما مرت على إغلاق معبر رفح، إلى حين جاء القرار، الذي انتظره الكثير طويلا بفتحه يومين استثنائيا لساعات وفئات محددة، وهي "المرضى، الطلبة، حملة الإقامات، الجنسيات الأجنبية". ولم تشفع الحاجة الماسة للعلاج من مرض السرطان، للمريضة اعتماد وهي أم لخمسة أطفال من السفر والحصول على علاجها اللازم، ولم تفلح توسلاتها بمغادرة القطاع.

وتقول اعتماد لـ"الجريدة"، بحرقة وألم "سكان القطاع يتحملون خطايا ساستهم"، وأضافت "ما هو الذنب الذي اقترفته وعشرات الآلاف من هم بحاجة ماسة للسفر لإغلاق المعبر بوجهنا؟".

وفتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح لليوم الثاني على التوالي, حيث بدأت الحافلات وسيارات الإسعاف بالمغادرة، بعد مغادرة 433 مسافراً على متن سبع حافلات أمس الأول, وذلك بعد ان فتح المعبر ساعات قليلة.

وتقول هيئة المعابر والحدود في وزارة الداخلية في غزة، إن الجانب المصري أغلق المعبر في اتجاه المغادرة عقب مغادرة سبع حافلات من ضمنها حافلتا الجوازات المصرية، إلى جانب مغادرة 10 سيارات إسعاف تقل عدداً من المرضى والجرحى. وأكد مسير معبر رفح البري هشام عدوان، وجود عطل في شبكة الحواسيب داخل الجانب المصري، مما أثر على منظومة عمل المعبر في ثاني أيام فتحه استثنائيا في كلا الاتجاهين.

وتؤكد السلطات في غزة، أن هناك أكثر من 30 ألف شخص من بينهم 9500 حالة مرضية و2700 طالب ينتظرون في نقطة العبور للسماح لهم بالدخول إلى مصر عن طريق معبر رفح، بينما تقول الجهات الرسمية المصرية، على الدوام، إن فتح المعبر مرهون باستتباب الوضع الأمني في محافظة شمال سيناء المحاذية لقطاع غزة.

back to top