ساعدوا أولادكم على تحسين علاقتهم بالعالم

نشر في 08-05-2016 | 00:01
آخر تحديث 08-05-2016 | 00:01
No Image Caption
لا ريب أن علاقة الولد بأهله هي التي تؤهله للاندماج بالعالم الخارجيّ والانفتاح عليه، فكيف نساعد أولادنا ليتمكنوا من الانصهار في مجتمعهم لأجل عالم أفضل؟

كلّ ما يصدر عن أي فرد منا، إن كان بسيطاً أو مهماً، يؤثر في سير مجتمعنا ونموّه أو في تقهقره. ولا ينعكس هذا المبدأ في حقل واحد من حقول الحياة، بل هو من صلب حياتنا بمجملها.

عدم التزام المدن الصناعية مثلاً بقواعد البيئة واحترامها جعل نسبة التلوث في أجواء بعضها تفوق أضعاف المسموح به علميّاً. وعدم التزام بعض الدول بقطع الأشجار أدى إلى انقراض غابات عدة. وعدم التزام دول إفريقية وأميركية جنوبية بالحفاظ على الأنواع الحيوانية النادرة جعل عددها يقل تدريجاً حتى أصبح لا يذكر.

وما هذه الدول إلا مجموعة أفراد في السلطة لم يرغبوا في التدقيق في عواقب أعمالهم ونتائجها على بلدانهم لاحقاً وعلى المجتمعات البشرية بأكملها.

تصويب هذه الأمور وغيرها يجب أن ينطلق من الأساس، أي من تربية أولادنا وجعلهم يلمسون الفرق بين الجيّد والعاطل، وبين النتائج الآنية وما يخبئه المستقبل لهم من مصائب إن لم يتداركوها.

التفاؤل أولاً

في هذا العالم الشاسع الذي في إمكاننا تغييره نحو الأفضل، نتطلع إلى أولادنا وكيفية تربيتهم، لأنهم سيصبحون يوماً مسؤولين عن مصير عالمهم. وما ينبغي علينا عمله هو التحلي بروح الأمل والتفاؤل عند تلقين أولادنا وتربيتهم. وهذه هي الانطلاقة الأولى في التغيير. وفيما يأتي، بعض التوجيهات التي تساهم في ما نتطلع إليه:

تخفيف العبء على البيئة

كي نتنشّق هواء نقيّاً، ونستمرّ في استعمال المياه النظيفة، ونأكل خضراوات وثماراً يانعة، ونتمتع بجمال الطبيعة من أشجار وأنهار وجبال والحفاظ عليها لأجيال لاحقة لا بد من تنبيه أولادنا إلى ما يأتي:

فرز النفايات ووضعها في أكياس خاصّة لكلّ نوع منها: الورق والكرتون، البلاستيك، الزجاج، القاذورات...

الاقتصاد في المياه عند الاستحمام وعند تنظيف الأسنان أو غسل اليدين، وعدم ترك حنفيّة الماء مفتوحة طوال الوقت من دون الإفادة منها، والانتباه أيضاً في استهلاك  الكهرباء.

تعويد الأولاد خلال النزهات، وفي ذهابهم وإيابهم، على عدم رمي الأقذار، مهما كانت صغيرة، في الطرقات والساحات أو في الحدائق العامة، خصوصاً على رمال الشواطئ أو على ضفاف الأنهار.

العلاقات الاجتماعية

كلما كانت العلاقات الاجتماعية بين الأفراد جيدة انصرف الجميع إلى الإنتاج بروح إيجابية وفرح، والهدف يجب أن يكون سعادة الفرد ومساعدة الآخرين للوصول إلى السعادة. ومن خلال أمور بسيطة نستطيع توجيه أولادنا الوجهة الصحيحة في هذا المجال:

ذكروا الأولاد أن عليهم واجبات تجاه بيتهم وتجاه وطنهم وتجاه الغير وأنّ لديهم حقوقاً. فكما أن الأهل يؤمنون للولد جميع وسائل العيش فإن عليه الطاعة لكل ما يطلبونه منه. وكما أن الدولة تؤمن له الأمن والخدمات والدراسة فإن عليه احترام الأنظمة والقوانين. كذلك الأمر في علاقته بالآخرين، فكما هم يتعاملون معه بلطف واحترام هكذا عليه مبادلتهم بالمثل.

علموا الأولاد على الشراكة والصدقة على الفقراء والمحتاجين. إذا وهبنا الله كفاف ما نحتاج إليه من مسكن وغذاء ولباس فثمة من لا مسكن لديهم ولا جديد لباس ولا غذاء كافٍ، والصدقة في هذه الحال هي عمل خير وواجب، والله لا يترك إنساناً قد تصدّق على فقير.

شجعوا الأولاد على المساهمة في فرق العمل المدرسية التي تضم نشاطات وطنية وصحية وخدماتية وزيارات إلى المصانع والمتاحف والأماكن الأثرية، وتداولوا معهم في مغزى هذه الخدمات أو الزيارات.

اجعلوا الصغار يعرفون قيمة المال وأنّ لا شيء يأتيكم من دون أن تدفعوا ثمنه، ولا تعطوهم أي مبلغ من دون أن تذكروا لهم الأسباب التي أدّت إلى ذلك. يجب أن يتعلم الطفل منذ الصغر أن المال يأتي نتيجة المجهود الذي يقوم الأهل به، ولا ينبغي أن يُنفق إلا في سبيل ما نحن بحاجة إليه.

العلاقة بالحيوان

الحيوان رفيق الإنسان في حلّه وترحاله. فهو يساعده في التنقل والحمل، ويعطيه جلده ولحمه وبيضه، ومن حليبه يصنع الألبان والأجبان، وهو يحرسه ويؤنسه في وحدته ولا يطلب في المقابل شيئاً سوى إطعامه. هذه الأمور علينا ان نلقّنها للطفل قبل أن يكبر ليرفق بالحيوان وليعلم أننا نستفيد من وجوده وننعم بالخيرات التي منحها الله له. والحيوان، خصوصاً الداجن، لا يمكنه حماية نفسه، لذلك يجب أن نشرح للولد ما يلي:

خسارة أي حيوان أو تركه مريضاً أو قتله من دون سبب هي خسارة للإنسان.

الاعتياد على منح المؤسسات التي تعنى بالحيوان بعض المعونات المادية.

إخبار الولد بعض القصص التي تظهر الصفات الحميدة للحيوان مثل وفاء الكلب وصبر الحمار وجهوزية الحصان ولطافة الببغاء وطاعة الصقر وغيرها لتجعله رؤوفاً به وقريباً منه.

back to top