تكثيف الجهود الدبلوماسية لاحياء الهدنة في سورية

نشر في 04-05-2016 | 14:52
آخر تحديث 04-05-2016 | 14:52
No Image Caption
تتكثف الجهود الدبلوماسية الأربعاء سعياً لاحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية مع عقد الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا محادثات في برلين مع كل من وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا، ومع المعارضة السورية في اجتماع منفصل، قبل انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.

وأعلنت موسكو، حليفة دمشق الرئيسية، إنها تأمل بإعلان وشيك لوقف للأعمال القتالية «في الساعات القليلة المقبلة» في مدينة حلب في شمال سورية حيث أسفر تبادل القصف عن مقتل أكثر من 270 مدنياً منذ 12 يوماً.

من جهته، حذّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس السوري بشار الأسد من «عواقب» عدم التزامه بوقف إطلاق النار الجديد الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، لا سيما في حلب.

وبعد عودته من موسكو حيث مارس ضغوطاً الثلاثاء من أجل وقف المعارك، يلتقي دي ميستورا بعد الظهر في برلين كلاً من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ووزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، كما يلتقي المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب.

تحفيز

قال مصدر دبلوماسي أوروبي معلقاً على المحادثات المقررة بعد الظهر «نسعى لإعادة تحفيز مختلف الأطراف، وهي فرصة جيدة للاستماع إلى حجاب، وتقديم دعمنا له»، مؤكداً إنه في حلب ولم تستأنف الأعمال القتالية سوى بمبادرة من النظام».

لكن المصدر أضاف أن «وقف إطلاق النار مسألة تتوقف فعلاً على الروس».

كما دعت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء وزراء الخارجية السعودي والقطري والإماراتي والتركي إلى عقد اجتماع في باريس الأثنين لبحث الوضع في سورية، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول، ويمكن أن تنضم دول أخرى إلى هذا اللقاء.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً حول هذا الموضوع الأربعاء بطلب من بريطانيا وفرنسا، واعتبر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أن الوضع في حلب ملف «ذو أولوية قصوى» محذراً بأن «حلب تحترق».

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر للصحافيين أن حلب «تمثل بالنسبة لسورية ما مثلته ساراييفو للبوسنة».

الأعنف

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن هذه المعارك الأخيرة «هي الأعنف في حلب منذ أكثر من سنة».

وبموازاة تكثيف الجهود الدبلوماسية لإعلان وقف لإطلاق النار في سورية، استمرت المعارك العنيفة ليل الثلاثاء الأربعاء بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة على أطراف مدينة حلب، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وكان تحالف «فتح حلب» المؤلف من فصائل عدة بدأ الثلاثاء هجوماً على الأحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والجيش السوري.

وأعلن الجيش السوري الثلاثاء أن «المجموعات الإرهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى قامت بهجوم واسع من عدة محاور في حلب»، وأن القوات السورية تتصدى لها.

وتواصلت المعارك خلال الليل وتخللها تبادل قصف مدفعي وضربات جوية، بحسب مراسل الوكالة.

ورعت موسكو وواشنطن اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ 22 أبريل في حلب، عاصمة سورية الاقتصادية سابقاً.

وتعرضت الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الأسبوع الماضي لغارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام أثارت تنديداً دوليا واسعاً، وترد الفصائل بقصف الأحياء الغربية بالقذائف الصاروخية، وتسبب هذا القصف الأخير الثلاثاء بمقتل عشرين شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان بينهم خمسة أطفال، بينما قُتِلَ طفلان في الأحياء الشرقية في الغارات الجوية.

وقال المصدر الدبلوماسي الأوروبي معلقاً عن المساعي الجارية «المشكلة إنه ليس لدى الجميع المفهوم ذاته لوقف إطلاق النار، النظام والروس يعتبرون ما أن يكون هناك أثر لجبهة النصرة، ولو كان لا يتخطى 2 بالمئة، أن كل ما تبقى جبهة النصرة أيضاً، نحن لا نرى الأمور على هذا النحو إطلاقاً».

تسريع

وفي ألمانيا أيضاً، وعلى الجبهة الدبلوماسية إنما بهدف آخر، يلتقي وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في شتوتغارت (غرب) ممثلين عن عشر دول مشاركة في التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش في سورية، لبحث «تسريع» الحملة ضد الجهاديين.

والهدف بحسب الأميركيين «تقييم وضع الحملة» العسكرية واستعراض الجهود الأميركية «لتسريع هزيمة» الجهاديين، و«تحديد الحاجات التي قد يواجهها التحالف في المستقبل».

وقال مصدر دبلوماسي أن الولايات المتحدة تريد بصورة خاصة من الحلف الأطلسي أن ينخرط أكثر في التحالف من خلال نشر طائرات مراقبة «اواكس» مباشرة في سورية والعراق.

ووسعت الولايات المتحدة نطاق عمل قواتها على الأرض مع انتشار أربعة آلاف عنصر في العراق، فيما تعتزم رفع عدد عناصر القوات الخاصة في سورية إلى 250 مقابل 50 حتى الآن، وفي مؤشر إلى تزايد نشاطها، قتل جندي من وحدات النخبة في البحرية الأميركية الثلاثاء في العراق.

وعلى جبهة المعارك ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطقة شاسعة من الأراضي السورية، أدت ضربات جوية مكثفة نفذتها طائرات حربية لم تعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة، معقل التنظيم الجهادي في سورية، الثلاثاء إلى مقتل 19 مدنياً على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

back to top