اتحاد الكرة يتضامن مع الفيفا ضد الكويت!

نشر في 09-05-2016
آخر تحديث 09-05-2016 | 00:04
No Image Caption
دخل خصماً ضد أندية بلاده لمساندة الاتحاد الدولي في قضية رفع الإيقاف
علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة أن الاتحاد الكويتي لكرة القدم دخل خصماً متضامناً ضد أندية الفحيحيل وكاظمة والعربي والكويت والسالمية في القضية التي رفعتها تلك الأندية أمام محكمة التحكيم الرياضي (الكاس) ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، بسبب تعليق النشاط الكروي الكويتي على المستوى الخارجي، ولرفع عقوبة الإيقاف عن الاتحاد الكويتي.

وأكدت المصادر أن "الفيفا" طلب إدخال نظيره الكويتي في الدعوى المرفوعة ضده ليأتي رد هذا الأخير بالموافقة على الطلب دون تردد، كما وافقت المحكمة عليه كذلك، لتصبح الدعوى حالياً بين الأندية الخمسة من جهة والاتحاد الدولي "الفيفا" مع الكويتي من جهة أخرى.

وأشارت إلى أن الاتحاد، في سبيل ذلك، لجأ إلى الاستعانة بمكتب محاماة سويسري معروف، وقام بتسديد اتعابه المالية الباهظة ليتولى تمثيله وتقديم مذكراته الدفاعية ضد الأندية الخمسة أمام "الكاس".

وأوضحت أن الاتحاد الكويتي قدم مذكرة تفصيلية تؤيد الإيقاف الدولي وتعتبره شرعيا، الأمر الذي من شأنه أن يوقع الاندية الخمسة في حرج أدبي وقانوني، لاسيما أن دعواها تهدف إلى رفع الايقاف عن الاتحاد، بينما الاتحاد نفسه يؤيد الايقاف المفروض عليه.

ويأتي موقف الاتحاد، برئاسة الشيخ طلال الفهد، ليخط الحلقة الأخيرة في مسلسل تزييف الحقائق، وليعلن مسؤولوه وفاة تلك الحقائق بشكل رسمي بعد وفاتها إكلينيكياً منذ 17 أكتوبر الماضي، ذلك اليوم الذي شهد تعليق نشاط الكرة الكويتية من "الفيفا" دون وجه حق أو لأسباب مقنعة.

فاتحاد الكرة دلل على المتسبب الأول في تعليق النشاط على المستوى الخارجي، وأكد هذه المرة بشكل رسمي وبما لا يدع مجالاً للشك أن حجة التدخل الحكومي في شؤونه ومخالفة القوانين الوطنية لنظيرتها في اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الدولية والقارية التي يسوقها دائما، هي مجرد ورقة ضغط على الحكومة ومجلس الأمة لتغيير القوانين، بما يتماشى مع المنتفعين من الرياضة بصفة عامة والكرة بصفة خاصة.

اتحاد الكرة، سيضع نفسه تحت طائلة القانون، ومقصلة جماهير الكرة بمختلف انتماءاتها، فرغم أن خطوة الأندية برفع القضية تهدف أساساً إلى رفع تعليق النشاط عن الاتحاد، إلا أن هذا الأخير يبدو أنه يعمل بقوة على بقاء الأمر على ما هو عليه، كي يواصل ضغوطه مرارا وتكرارا دون ملل أو كلل، حتى تتم تلبية مطالبه بتغيير القوانين، بغض النظر عن مستقبل منتخبنا الوطني الأول ومنتخبات الأعمار السنية الأخرى والأندية.

موقف الاتحاد ليس غريبا ولن يثير الدهشة، فموقفه هذا يأتي استكمالاً لسيره في طريق الرسائل الملغومة التي يرسلها إلى مسؤولي "الفيفا" منذ بدء الأزمة حتى الآن.

الأمر الغريب فقط، هو تأكيد مجلس إدارة الاتحاد، وتحديداً رئيسه، تضامنه مع الأندية أمام وسائل الإعلام فقط، لكن على أرض الواقع موقفه سلبي جدا، ولم يكن له إلا دور ساعي بريد تتمثل مهمته في تسلم الرسائل وتسليمها فقط؛ فقد تسلم الاتحاد كتاب الأندية الموقع من 14 نادياً ووجهه بدوره إلى "الفيفا" من دون أن يكلف نفسه عناء حتى كتابة ديباجة يبين فيها تضامنه معها، أو احترامه للقوانين الوطنية، أو الإقرار بعدم التدخل الحكومي في شؤونه والأندية، وأن دور الحكومة يتمثل فقط في الرقابة المالية، إلى جانب مطالبة الفيفا برفع تعليق النشاط.

لذا لا عجب أن تذهب كل الكتب والمطالبات أدراج الرياح، ولا يطبق "الفيفا" المغلوب على أمره أحد أهم مبادئه بأن الجمعية العمومية هي سيدة قرارها، مادام قد عَرف أن الاتحاد الكويتي سيتضامن معه في الوقوف ضد الأندية متى ما طلب منه ذلك!

أين الشح المالي عن وفد المكسيك الضخم؟

غادر رئيس اتحاد الكرة الشيخ طلال الفهد إلى المكسيك لحضور كونغرس الفيفا المقرر يومي 12 و13 الجاري بوفد يضم 30 شخصاً.

ومن المؤكد أن المغادرين إلى المكسيك منهم عدد غير قليل مجرد تابعين لسعادة الشيخ الدكتور طلال ليس إلا، ولا يعنيهم بالطبع كونغرس الفيفا في شيء، لا من قريب أو بعيد.

وتأتي مغادرة هذا العدد الكبير مع الوفد، في الوقت الذي يدعي فيه مسؤولو الاتحاد معاناته من ضائقة اليد وشح الإمكانيات المادية، بمناسبة ودون مناسبة، لدرجة أن موظفي الاتحاد لا يتسلمون رواتبهم لعدة أشهر، وفقاً لتصريحات رئيس الاتحاد في كل مؤتمر صحافي يعقده.

وثمة أسئلة تطرح نفسها بقوة: من الذي سيتحمل تكاليف الوفد؟ ولماذا لم تنفق تكاليف سفر وإقامة الوفد على أنشطة الاتحاد؟ ولماذا يضم الوفد هذا العدد الضخم؟ وماهي الاستفادة المنشودة من تواجد كل هؤلاء؟

أما من ناحية المكتب القانوني السويسري المعروف الذي سيتولى متابعة تضامن اتحاد الكرة مع الفيفا ضد الكويت في القضية المرفوعة من الأندية الخمسة أمام "كاس" والذي سيحصل على مبلغ مالي باهظ، فمَن سيتحمل هذه التكاليف؟ ولمصلحة من تُنفق أموال الكويت للعمل ضد الكويت؟

ألا يتعين على مسؤولي الاتحاد بدلاً من عدم الحديث عن شح الإمكانيات مستقبلاً البحث عما يطور الكرة والرياضة الكويتية في ظل إسرافهم المبالغ فيه على أمور لن تخدمها؟

back to top