هدنة حلب خلال ساعات... وجماعات معتدلة تغادر مناطقها

نشر في 04-05-2016 | 00:02
آخر تحديث 04-05-2016 | 00:02
No Image Caption
● لافروف: تشكيل مركز مراقبة روسي - أميركي
● المعارضة تهاجم الأحياء الغربية من عدة محاور
قبل دخول كارثة حلب أسبوعها الثالث، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا أمس عن هدنة وشيكة في المدينة تدخل حيز التنفيذ خلال الساعات المقبلة، في وقت بدأت فصائل المعارضة السورية هجوماً واسعاً من عدة محاور في المدينة سبقه قصف استهدف الأحياء الموالية.

تزامناً مع بدء فصائل المعارضة السورية هجوماً جديداً لتخفيف الضغط المستمر منذ 13 يوماً على أحيائها، عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جلسة مباحثات مهمة مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، أكد على إثرها أنه خلال الساعات المقبلة سيتم الإعلان عن هدنة في حلب تستثني مناطق تواجد "جبهة النصرة".

وكشف لافروف، في مؤتمر صحافي مع ديميستوراً، عن قيام عسكريين روس وأميركيين بالعمل على إنشاء مراكز لمراقبة الهدنة في جنيف لتهيئة الظروف لجعلها دائمة من دون أي قيود، مشيراً إلى أن هناك "مجموعات من المعارضة المعتدلة ضمن 90 أعلنت التزامها بالهدنة" ستغادر المناطق التي يسيطر عليها "الإرهابيون"، مطالبا إياها بقطع اتصالاتها بتنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" .

وإذ اتهم جهات لم يسمها بأنها تعمل على نسف الهدنة بمواقف غير مقبولة وغير بناءة ولا تخدم التسوية السياسية، جدد الوزير الروسي هجومه على أنقرة، مؤكداً أن حدودها مازالت تستخدم في دعم "الإرهاب" وبلاده تسعى لقطع قنوات الإمداد عن "الجماعات الإرهابية".

 محادثات السلام

من جهته، جدد ديميستورا تأكيده أن وقف إطلاق النار أصبح "أكثر هشاشة"، مشيراً إلى وجود جهود دولية لإعادة الهدنة خلال الساعات المقبلة وهناك مؤشرات على ذلك.

وقال ديميستورا: "لدي شعور وأتمنى أن نبدأ ذلك. كلنا نأمل أن نتمكن في غضون بضع ساعات من استئناف وقف الأعمال القتالية. إذا تمكنا من فعل ذلك فسنعود إلى المسار الصحيح"، مؤكداً أن شهر مايو سيكون الأهم في تسوية الأزمة السورية.

وأشار المبعوث الأممي إلى أن استئناف محادثات "جنيف3" وهو هدفه الثاني لزيارة لموسكو قد تستأنف إذا جرى مد التهدئة المتداعية لتشمل مدينة حلب، ملمحاً إلى أن الكلمة المحورية للجولة التالية من المفاوضات بين النظام والمعارضة ستكون للانتقال السياسي للسلطة.

هجمات متبادلة

وفي خضم المساعي الدبلوماسية لإنقاذ الهدنة، أعلنت القيادة العامة لجيش النظام، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس عن قيام المجموعات الإرهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وغيرها من التنظيمات الأخرى بهجوم واسع من عدة محاور في حلب سبقه قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية ومستشفى الضبيط.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع اشتباكات دامية منذ ليل الاثنين-الثلاثاء في محيط حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية وأطراف حي الراشدين الواقعين تحت سيطرة قوات النظام.

وبينما شهدت أحياء المعارضة الشرقية هدوءاً لساعات قبل أن تتجدد الغارات على أحياء بينها الشعار والصاخور والهلك، أكدت "سانا" مقتل 14 شخصاً وإصابة العشرات جراء هجمات بالقذائف الصاروخية على أحياء سكنية في الجهة الغربية الموالية للنظام وطالت مستشفى الضبيط للتوليد ما تسبب بمقتل 3 نساء وإصابة 17.

ومع استمرار القتال وسقوط المزيد من الضحايا ونزوح عشرات العائلات من حلب، طالب مجلس الامن أمس جميع الأطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية.

وبعد أقل من أسبوع على الهجمات الجوية على مستشفى القدس بحلب التي أدت الى مقتل 50 شخصاً على الأقل، تبنى المجلس بالإجماع القرار الذي يدين بشدة استهداف المرافق الصحية واعتبره جريمة حرب.

 الرقة وحماة

وفي الرقة، قتل 19 مدنياً و10 عناصر من "داعش" على الأقل جراء ضربات جوية مكثفة نفذتها طائرات حربية لم يعلم ما إذا كانت روسية أو تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، بحسب المرصد.

وفي حماة، واصل معتقلو السجن المركزي العصيان لليوم الثاني، وسط وعودٌ من قبل النظام بالإفراج عن المعتقلين الذين شككوا بهذه الوعود.

ورغم التهدئة الممددة مرتين في ريف دمشق، استغل النظام استمرار الاقتتال الدائر بين "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية، وسيطر على أراض حول بلدة المرج.

وأوقعت الاشتباكات الدامية المستمرة منذ ستة أيام والتي أرجعها المرصد أمس إلى الصراع على النفوذ في الغوطة، عشرات القتلى بين الطرفين، موضحاً أنها بدأت الخميس الماضي إثر هجمات عدة شنها "فيلق الرحمن" و"النصرة" على مقرات "جيش الاسلام"، الفصيل الأكثر نفوذاً في المنطقة.

وخرجت تظاهرات اليوم في بلدات عدة في الغوطة الشرقية في محاولة للضغط على الفصائل المتقاتلة لوقف المعارك.

اجتماع برلين

ومع استمرار القتال وسقوط المزيد من الضحايا ونزوح عشرات العائلات من حلب، دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون موسكو وواشنطن الى "مضاعفة الجهود لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية".

وفي برلين، أعلنت وزارة الخارجية الالمانية أن اجتماعاً سيعقد اليوم بين مبعوث الامم المتحدة ومنسق الهيئة العليا للمعارضة السورية رياض حجاب ووزير الخارجية الفرنسي جان أيرولت، موضحة أن المباحثات "ستركز على كيفية ايجاد الظروف المؤاتية لاستمرار مفاوضات السلام في جنيف وتهدئة العنف وتحسين الوضع الانساني في سورية".

قلق إيراني

إلى ذلك، أعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين عبداللهيان عن "القلق من انتهاك الهدنة من قبل الجماعات الارهابية المسلحة"، مشيراً إلى أن "بعض اللاعبين سعوا وراء النهج العسكري ودعموا الإرهابيين للوصول إلى أهدافهم، الا ان ايران اكدت منذ البداية على الحل السياسي ودعمت بالتزامن مسيرة الاصلاحات في سورية وارسال المساعدات الانسانية اليها".

على صعيد متصل، عبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن الحاجة إلى مبادرة جديدة للحفاظ على الحوار إثر التصعيد الحاد للعنف في حلب.

وقال هاموند للصحافيين، خلال زيارته لمكسيكو سيتي، "ثمة حاجة لمبادرة جديدة في الحوار السوري لإبقائه حياً. والمعارضة المعتدلة تواجه صعوبات متزايدة في تبرير مشاركتها في العملية السياسية".

(دمشق، موسكو، جنيف، برلين، طهران، لندن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top