يوم الحسم للكرة الكويتية

نشر في 13-05-2016
آخر تحديث 13-05-2016 | 00:05
No Image Caption
كونغرس «فيفا» يحدد اليوم الكلمة الفصل لمستقبل هذا الجيل في مكسيكو سيتي
يحظى اجتماع الجمعية العمومية الـ 60 للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي يعقد اليوم وغداً في مكسيكو سيتي، بأهمية بالغة لكل الكويتيين، لأنه سيحسم بصورة قاطعة مستقبل كرة القدم في البلاد، إما برفع الإيقاف الجائر الذي حل على البلاد منذ أكتوبر الماضي، وإما باستمراره، لا قدر الله.

تتعلق قلوب الكويتيين، وكل مخلص على وجه البسيطة اليوم، بالعاصمة المكسيكية (مكسيكو سيتي)، التي تحتضن الجمعية العمومية الـ60 للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بقيادة الرئيس الجديد، السويسري جياني إنفانتينو، في اجتماع يحظى بأهمية بالغة، لأنها المرة الأولى التي تجتمع فيها الجمعية العمومية وفق النظام الأساسي المعدل لـ"فيفا"، الذي بدأ العمل به في 27 الشهر الماضي، إلى جانب - وهو الأهم لكل الكويتيين - البت في قرار الإيقاف الجائر، الذي طال كرة القدم الكويتية في أكتوبر الماضي، إما برفعه، لتتنفس كرتنا من جديد، قاشعة ما حاكه ضدها خفافيش الظلام، وإما باستمرار هذا الإيقاف، لا قدر الله، والقضاء على مستقبل اللعبة في البلاد، وهذا الجيل، الذي كان يتطلع للوصول إلى كأس العالم في روسيا 2018، وإلى كأس آسيا في الإمارات 2019.

ويوجد في مكسيكو سيتي حاليا وفد شعبي ورياضي يضم النائب عبدالله المعيوف، ونجوم العصر الذهبي سعد الحوطي ونعيم سعد ومحمد كرم، لمواصلة المساعي، التي بدأت منذ القرار الجائر في أكتوبر الماضي، لحشد أكبر عدد من الأصوات، لضمان رفع الإيقاف خلال عملية التصويت.

وقام هذا الوفد في ما مضى بعدة جولات خارجية لعقد اجتماعات مع اتحادات خليجية وعربية، للحصول على الدعم اللازم بـ"كونغرس فيفا"، وهناك مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق، ما لم تنجح خفافيش الظلام الموجودة هناك، ومحسوبة على الكويت، في استمرار إيقاف اللعبة، بحجج واهية كمخالفة القوانين، والتدخل الحكومي المزعوم.

ورغم عدالة القضية الكويتية ونجاح التحركات الشعبية على كل المستويات بحشد 96 صوتا لرفع الإيقاف، فإن هذا الرقم بدأ يتضاءل الى أن وصل الى 40 صوتا، بعد أن تحركت - مع الأسف الشديد - الجبهة الرسمية التي من المفترض أن تكون هي ممثل وصوت الكويت في هذا المحفل، والتي ضغطت بطرق غير شرعية على بعض الأعضاء لتغير مواقفهم من رفع الإيقاف.

وكان أبرز تلك الطرق التي باتت واضحة وكشفت رأس الأفعى، حين تم الضغط على الرئيس الجديد لـ "فيفا" السويسري جياني إنفانتينو لتغيير موقفه خلال اجتماع المكتب التنفيذي أول أمس من الحياد إلى تأييد قرار التوصية بالإبقاء على الإيقاف، مما أثار استهجان وغضب الكتلة الأوروبية حيال ذلك التغيير غير المبرر للرئيس.

وشهد مقر إقامة الوفود المشاركة في "العمومية"، أمس، تحركات سريعة ومريبة لشخصيات كويتية اختلت ببعض الأعضاء من الدول المؤيدة لرفع الإيقاف للضغط عليها وضمان تغيير مواقفها.

ولرفع الإيقاف عن الكويت، فإنها تحتاج إلى تصويت 53 عضوا فقط، بينما يحتاج قرار الإبقاء عليه إلى التصديق من 75 في المئة من الأعضاء، أي 159 عضوا.

وكان 165 عضوا صوتوا في الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد الدولي لكرة القدم، التي عقدت في 26 فبراير الماضي في زيورخ، على اتخاذ قرار بشأن النظر في إيقاف اتحادي الكويت وإندونيسيا في المكسيك.

وبدأ الكونغرس جدول أعماله الرسمي منذ أمس في الخامسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي للكويت، ويندرج موضوع إيقاف الكويت وإمكانية إجراء تصويت على رفعه من عدمه في البند الرابع، المقرر مناقشته من بعد الساعة الخامسة من مساء اليوم بتوقيت الكويت.

يذكر أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عقد اجتماعا للجمعية العمومية غير العادية مساء أمس الأول، تبع ذلك اجتماع مصغر للجنته التنفيذية، تم خلاله مناقشة ملف إيقاف الكويت، وشهد محاولات فرضها أصحاب النفوذ المقربون من رئيس الاتحاد سلمان بن إبراهيم لطلب وضع اشتراطات على قرار رفع الإيقاف قبل الموافقة عليه، تسديدا لمواقف سابقة يعلمها القاصي والداني.

محاولات للضغط

وكما هو متبع منذ فترة، في إطار خطة محكمة، بدأ الصبيان وتبّع الشيخين ترويج الأكاذيب، والادعاء بالعلم ببواطن الأمور، ومحاولة تصدير الإحباط إلى الشارع الكويتي، عبر ترويج الإشاعات عن التصويت وإمكانية الإبقاء على الإيقاف بعد رفعه.

ولم يسلم الوفد الشعبي من محاولات تكسير المجاديف، والعمل على منعه من القيام بمهامه على الوجه الأكمل، وإعاقته بكل الوسائل، فتارة يدعون عدم وجود صفة لهذا الوفد لتمثيل الكويت، وتارة يحملونه مسؤولية الخطأ، لعدم توجهه مباشرة إلى المكتب التنفيذي لرفع الإيقاف.

ووصلت الجرأة الحمقاء بهؤلاء الصبيان، إلى تحديد الأصوات التي سيحصل عليها قرار رفع الإيقاف، والزعم بأن المكتب التنفيذي سيعيده، لعدم وجود أي تعهدات من الكويت بتعديل القوانين.

ويبدو أن الشيخين، ومن يتبعهما، يحاولون رسم خريطة وسيناريوهات عدة، لدفع الكويت للسير فيها، متناسين أن الخطط باتت مكشوفة، ومرفوض الانصياع لها، مهما كلف ذلك الكويت من تضحيات، مقابل الثبات على موقفها، واحترام سيادتها، التي لم ولن تتزعزع نظير مكاسب مؤقتة، تمكن خفافيش الظلام من العودة مجددا للسيطرة على مقدرات الرياضة الكويتية.

اللعب على كل الحبال

ولم ينسَ أصحاب المعسكر الخاسر أمام كل الكويتيين اللعب كعادتهم، على كل الحبال، والترويج بأنه في حال تم رفع الإيقاف، فإن جهودهم الجبارة هي الفاعلة في رفعه، وهو ما يثير الشفقة، بعد أن قاموا بكل قوتهم بالعمل ضد الكويت في اجتماع الكونغرس.

back to top