قصر بلانالتو بانتظار رجل الظل ميشال تامر
روسيف تندد بالخائن وزعيم المؤامرة... والبرلمان يحسم محاكمتها
بدأ مجلس الشيوخ البرازيلي جلسة حاسمة أمس، ستفصل في إمكانية محاكمة رئيسة البلاد ديلما روسيف بتهم مخالفة قوانين الميزانية. وإذا صوت المجلس ضد روسيف، مثلما هو متوقع، فسيتم إيقاف الرئيسة عن ممارستها مهام منصبها اعتبارا من اليوم، وسيصبح نائبها ميشيل تامر قائما بأعمال الرئاسة أثناء فترة المحاكمة.وكان تامر حتى فترة قصيرة رجل الظل في البرازيل، تعرف عنه لباقته وطبعه الهادئ وأناقته، مكتفيا بالأدوار الفخرية. مع تحريك آليات إقالة الرئيسة الحالية خرج إلى الضوء فجأة، وهو على قاب قوسين أو أدنى من أن يخلفها في المقعد الرئاسي.
يبلغ تامر اللبناني الأصل ونائب الرئيسة، 75 عاما، واخفى أوراقه لشهور طويلة، ليخرجها فجأة، ساعيا الى الانقضاض على فريسته، ومن المقرر أن يطلق أعضاء مجلس الشيوخ اليوم كحد أقصى رسميا عملية إقالة الرئيسة ديلما روسيف، عبر تعليق ولايتها الرئاسية مدة 6 اشهر، بانتظار صدور القرار النهائي بشأنها.وفي حال لم تتدخل المحكمة العليا لعرقلة هذا الاجراء، فإن تامر سيستقر ابتداء من هذا الاسبوع في قصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، على أن يبقى فيه على الارجح حتى عام 2018.ولا يهتم تامر كثيرا عندما تصفه ديلما روسيف بالخائن أو زعيم المؤامرة، فهو يقود حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية منذ 15 عاما، ولعب دور الحكم في مختلف الائتلافات الحكومية منذ عام 1994. وبعد خمس سنوات على زواجه السياسي العقلاني مع اليسارية روسيف قرر الانفصال عنها وبدء الهجوم عليها.وفي ديسمبر، فاجأ تامر الجميع في البرازيل عندما وجه رسالة شخصية إلى روسيف، فصل فيها مآخذه عليها، وأخذ عليها أنها كانت تعامله على الدوام بازدراء، وكأنه نائب رئيس صوري، وقرر التوقف عن تقديم الطاعة إليها.وبعد توجيه الرسالة، استقر في منزله في برازيليا، وقطع اتصالاته بالرئيسة، وجلس يراقب الوضع بصمت حتى اشتعلت الأزمة السياسية في مارس التي اطاحت بالكثير من نفوذ الرئيسة.عندها قرر الخروج من الظل إلى الضوء، وفي خطوة تدل على دهاء سياسي قرر إخراج حزبه من الائتلاف الحكومي في أواخر مارس، ما وجه ضربة قاضية إلى روسيف. واعتبر تامر أن فرصته باتت سانحة للانقضاض على السلطة، فلو اراد التوجه الى الانتخابات الرئاسية لتحقيق مراده، فإن استطلاعات الرأي لا تعطيه اكثر من 2 في المئة من نوايا الناخبين، كما ان البرازيليين يرغبون في رحيله بنفس مقدار رغبتهم في رحيل روسيف.(ساو باولو - أ ف ب)