«تظاهرات سيناء»: السيسي يعد بالحزم والجيش ينتشر

نشر في 25-04-2016 | 00:03
آخر تحديث 25-04-2016 | 00:03
No Image Caption
● الميادين في قبضة «الداخلية» وحبس 11 بتهمة «قلب النظام»

● «الإخوان» تشارك في الاحتجاجات
حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، من مغبة المساس بالاستقرار الأمني، عشية تظاهرات للتنديد بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير عقب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، دعت إليها حركات وأحزاب وقوى سياسية، في وقت أعلن الجيش الاستنفار، وشددت «الداخلية» قبضتها على الميادين، في حين قررت النيابة حبس 11 شاباً بتهمة محاولة قلب نظام الحكم.

على وقع حملة اعتقالات غير مسبوقة في ظل النظام الحالي، يترقب المصريون نتيجة دعوات قوى سياسية وشبابية للتظاهر اليوم، بالتزامن مع الذكرى الـ34 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. وقال الداعون للتظاهرات إنها ستحمل شعار "مصر مش للبيع"، تنديدا بتنازل نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، في إطار التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة 9 الجاري.

ودخل الرئيس على خط التظاهرات أمس، عندما أطل على المصريين في كلمة بثها التلفزيون الرسمي أمس، وبدا متجهماً في كلمته احتفالا بعيد "تحرير سيناء"، وكان واضحا استخدامه لهجة تحذيرية حازمة أكثر منها متفهمة للتظاهرات، بقوله إن "هناك من يحاول التأثير على أمن واستقرار الدولة وترويع المواطنين، وأن الدولة المصرية ستتصدى لهذه المحاولات بكل حزم".

وشدد السيسي في كلمته على أن "القوات المسلحة... لم ولن تفرط في حبة رمل واحدة من أرض مصر، وتتخذ جميع الإجراءات ولا تدخر جهدا للحفاظ على أرض مصر وصونها وتنميتها". ودعا إلى "التغلب على دعاوى التشكيك والإحباط ومحاولات زعزعة الثقة في الدولة ومؤسساتها الوطنية". وأشار إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت خلال السنوات الماضية لتحقيق الأمن والاستقرار. وأضاف: "بدأنا بالشعور بثمار تلك الجهود، إلا أننا نلاحظ سعي البعض للتأثير على ما تحقق من أمن واستقرار"، داعيا للمحافظة على مؤسسات الدولة "فبقاء هذه المؤسسات يعني بقاء الدولة المصرية، ولن تنجح قوى الشر في مساعيها للنيل من مصر أمام اصطفافنا جميعا من أجل الحفاظ عليها... لن نسمح بأن يتم المساس بأمن مصر واستقرارها".

وسعى الرئيس المصري لاحتواء الغضب الشعبي عبر الحديث عن امتيازات اقتصادية للطبقات محدودة الدخل، في محاولة على ما يبدو لتحييدها في مواجهات اليوم المتوقعة، فتحدث عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مؤكدا تكليفه الحكومة بأن تحسب الفارق في الأسعار، وأن تضيف نقاطا من خلال "منظومة التموين" لمصلحة الفئات محدودة الدخل تعادل قيمة الارتفاع، اعتبارا من الشهر المقبل، مضيفا: "كلفت القوات المسلحة بتوزيع مليوني مجموعة من السلع الأساسية على الفئات محدودة الدخل".

وفي إشارة ضمنية الى إيران، أكد السيسي أن بلاده "لن تقبل بتهديد أمنها القومي، ولن تسمح لأي قوى تسعى لبسط نفوذها أو مخططاتها على العالم العربي بأن تحقق مآربها".

استنفار    

في أول رد فعل على خطاب الرئيس أعلنت قوات الجيش استنفارها لتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت المهمة "ضد من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب العظيم أو يحاول إفساد فرحته أثناء الاحتفال بذكرى تحرير سيناء"، وقالت القوات المسلحة، في بيان لها أمس، إن قواتها انتشرت ميدانيا لتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت.

بدورها، شددت وزارة الداخلية من قبضتها الأمنية في الميادين الرئيسة في العاصمة المصرية منذ أمس، وقالت مصادر أمنية لـ "الجريدة" إنه تقرر تشديد الإجراءات الأمنية في جميع الاتجاهات. وشددت على أنه لا تجب الاستجابة لمن وصفتهم بـ "المخربين"، وحذرت من دعوات "الوقيعة بين المواطنين والشرطة"، مؤكدة أن ميادين العاصمة مؤمنة بشكل كامل، من خلال الدفع بتشكيلات من قوات الأمن المركزي.

قلب النظام

الاستعدادات الأمنية لم تقتصر على تشديد القبضة الأمنية، بل سبقتها موجة من الاعتقالات العشوائية، طالت مجموعات من شباب الأحزاب والقوى الثورية على مدار الأيام القليلة الماضية، يواجه معظمهم تهما بمحاولة قلب نظام الحكم، في حين أمرت نيابة شرق القاهرة الكلية أمس بحبس ١١ متهما، وإخلاء سبيل اثنين آخرين من المتهمين بالدعوة للتظاهر.

ونسبت النيابة للمتهمين الذين تم إلقاء القبض على معظمهم أثناء ارتيادهم مقاهي وسط القاهرة أو من منازلهم، عدة تهم منها التحريض على استخدام القوة لقلب نظام الحكم وتغيير دستور الدولة ونظامها الجمهوري، والتحريض على مهاجمة أقسام الشرطة، تنفيذا لغرض إرهابي، واللجوء إلى استخدام العنف والتهديد لحمل رئيس الجمهورية على الامتناع عن عمل من اختصاصه وفقا للدستور، والانضمام إلى جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة لتعطيل القوانين.

في المقابل، طالبت نقابة الصحافيين رئاسة الجمهورية بضرورة التدخل لإيقاف ما تقوم به وزارة الداخلية من عمليات القبض العشوائي على أعضاء النقابة، وحذرت في بيان لها أمس الأول من "عودة الدولة الأمنية.

في الأثناء، دعت جماعة "الإخوان" في بيان لها أمس، إلى المشاركة بقوة في تظاهرات اليوم، وخاطبت أنصارها قائلة: "أعلنوها صيحة مدوية: لا تفريط في أي شبر من أرضنا"، إلا أن الكثير من النشطاء الثوريين يرفضون التعاطي مع دعوات الجماعة، وفضلوا التظاهر بشكل منفصل عن تظاهرات الجماعة المصنفة إرهابية من قبل السلطات المصرية.

على النقيض، وفي حين دعا حزب "مستقبل وطن" للاحتشاد احتفالا بعيد تحرير سيناء ودعما للنظام، شذ حزب "التجمع" اليساري عن مواقف غالبية الأحزاب المصرية المؤيدة للتظاهرات، وأصدر بيانا أمس الأول هاجم فيه دعوات النزول، لكن الجماعة الوطنية رفضته، ما تجلى بوضوح في قرار المفكر التربوي د. كمال مغيث في الاستقالة من اللجنة الاستشارية للحزب.

back to top